هذا المقال بقلم کاملیا انتخابی فرد، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
شهد العالم في الأسبوع الماضي بعض الأخبار الجيدة وبعض الأخبار المثيرة للقلق في منطقتين مختلفتين من العالم.
الأخبار الجيدة جاءت من السعودية التي أصدرت قراراً بالسماح للمرأة بقيادة السيارة اعتباراً من صيف عام 2018، وترافق ذلك القرار مع تحسين ظروف المرأة بشكل عام في المملكة. هذه التطورات الجديدة في السعودية تساهم في تغيير الحياة الاجتماعية وتحسين ظروف حقوق الإنسان في السعودية في إطار سعي ولي العهد السعودي الشاب على إكمال مشروعه المتمثل في (رؤية 2030) لبلاده، مما يعطي الأمل بأن المملكة يمكن أن تكون من أكثر الدول تقدماً في المنطقة.
بعض المراقبين شبّهوا التغييرات الأخيرة التي يقودها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، من إصلاحات اقتصادية واجتماعية، بما قام به شاه إيران محمد رضا بهلوي في إيران في منتصف ستينيات القرن العشرين. وبالرغم من التغييرات السلبية التي أحدثتها الثورة الإسلامية في إيران خلال العقود الأربعة الماضية، لا يزال العالم يتذكر إيران في عهد الشاه بإعجاب، والتي حققت الكثير من الإنجازات خلال فترة حكمه.
ومع الأسف، في الوقت الذي تساعد فيه نسائم التغيير اللطيفة في السعودية في تخفيض حرارة التشدد والمتشددين في المملكة، تقوم السلطات الإيرانية بمنع الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي من الظهور في أي محفل عام وفي جميع المناسبات الاجتماعية العامة خوفاً من زيادة نفوذ الإصلاحيين في البلد.
ولا يقتصر التغيير في السعودية على السماح بقيادة المرأة فقط، بل بدأ يظهر في خطوات أخرى أيضاً. فبعد عدة عقود، عادت أسطورة الغناء العربي أم كلثوم للظهور على قناة سعودية، ولأول مرة تصدر توصية من مجلس الشورى السعودي تطالب بالسماح للمرأة بإصدار الفتاوى. هذا القرار يجب بالطبع أن يحصل على موافقة خادم الحرمين الشريفين قبل أن يدخل حيز التنفيذ.
هذه التغييرات الهامة يمكن أن تلهم الكثير من الدول الإسلامية لتحسين ظروف المرأة فيها. وبالطبع فإن تطبيق هذه التغييرات لن يكون سهلاً وقد يستغرق بعض الوقت، فمن الطبيعي أن تواجه هذه القرارات بعض الاعتراضات والتحديات هنا وهناك من قبل التيار الديني المحافظ والمتشدد في المجتمع السعودي، ولكن بشكل عام فإن مطالب ورغبات الجيل الشاب والمثقف في السعودية ستشكل الحافز الأكبر لولي العهد السعودي الذي يقود هذه الإصلاحات بقوة وثبات.
أما الأخبار العالمية المثيرة للقلق فجاءت من شبه الجزيرة الكورية بسبب تزايد احتمالات حدوث صراع مسلح بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. زعيم كوريا الشمالية كيم يونج أون لا يهمه أن يتعرض بلده للعزلة في سبيل أن يدخل النادي النووي من خلال امتلاك أسلحة نووية. هذا الأمر يزيد احتمال حدوث حرب نووية.
من ناحية ثانية، تحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن "الهدوء الذي يسبق العاصفة"، الأمر الذي فسره البعض بأنه يخطط لإلغاء التزام الولايات المتحدة بالاتفاقية النووية مع إيران بدلاً من المصادقة على التزام طهران بالاتفاقية في 15 أكتوبر. ولكن في رأيي فإن تعليقات الرئيس ترامب تشير إلى أن الولايات المتحدة سترد بقوة على كوريا الشمالية في حال أجرت بيونغ يانغ تجربة نووية أو صاروخية جديدة بقصف بعض المواقع الكورية الشمالية.
أتمنى أن أكون مخطئة في هذا التحليل وأن تسير الأمور بسلاسة وهدوء في كل مكان، بما في ذلك العلاقات الأمريكية مع إيران ونهاية الحرب في سوريا. فالشرق الأوسط يحتاج إلى إعادة البناء بعد السنوات التي عاناها بسبب تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى.