أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- استمر القصف الجوي وبالمدفعية في منطقة الغوطة الشرقية المحارصة في سوريا، الثلاثاء، ليقاطع استمرار العنف "الهدنة الإنسانية" التي أعلنها، الإثنين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخمس ساعات يوماً، والتي كان من المفترض العمل بها منذ 27 فبراير/شباط.
وأمرت روسيا بوقف إطلاق النار والقصف يومياً من الساعة التاسعة صباحاً ولغاية الساعة الثانية ظهراً، لفتح "ممر إنساني" لإخراج الجرحى المدنيين من المنطقة، لكن لم يأتِ ذكر لاحتمالية إدخال الطعام والمستلزمات الطبية للمنطقة.
ولكن ومنذ بدء إعلان التوقف الإنساني بدقائق، ذكر ناشطون بالمنطقة تنفيذ قصف جوي وبالمدفعية من مواقع تسيطر عليها القوات الموالية للنظام السوري، لتقتل شخصاً على الأقل.
مرة جديدة.. صورة من لعبة فيديو تظهر بتغطية قناة روسية للحرب بسوريا
يأتي هذا في وقت وجه فيه كل من النظام السوري والحكومة الروسية أصابع الاتهام إلى الثوار بقصفهم الممرات الإنسانية ومنع المدنيين من المغادرة.
وأتى أمر بوتين بالهدنة بعد أيام من إجماع الأمم المتحدة بقرار لإعلان هدنة في كافة أنحاء سوريا لثلاثين يوماً، لكن لم يتضح التوقيت المحدد لوقف إطلاق النار أو الطريقة التي سطبّق بها ذلك القرار.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في حديث مع الصحفيين، الثلاثاء، إن روسيا تنظر للهدنة الإنسانية في الغوطة الشرقية كجزء من تطبيق قرار الأمم المتحدة، مضيفاً بأن القرار بالهدنة اليومية سيستمر لشهر على الأقل.
تحليل: الكثير من السوريين سيموتون وكلمات التعاطف ترن بأسماعهم
لكن الناشطين لا ينظرون للأمر بالطريقة ذاتها، إذ قال الناشط بلال أبو صلاح لـ CNN: "نحن لا نثق بقرار روسيا بإيقاف إطلاق النار،" مضيفاً: "لقد شهدنا سابقاً عدم التزامهم بالهدنات الإنسانية."
يأتي هذا مع مقتل أكثر من 520 شخصاً وجرح 2500 آخرين في الغوطة الشرقية منذ تجديد الجيش السوري لعملياته العسكرية بالمنطقة في منتصف فبراير/شباط الحالي، وقد خضعت المنطقة، التي يقطنها حوالي 400 ألف شخص، للحصار لسنوات.