جيري ماهر يكتب لـCNN: قانون الانتخاب في لبنان "يغتال" رفيق الحريري ومشروعه مجدداً

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة

هذا المقال بقلم جيري ماهر، محلل سياسي وكاتب لبناني. المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي شبكة CNN.

يقترب موعد الانتخابات اللبنانية ويقترب اليوم الموعود لقيامة إيران في لبنان وتحقيق حلم مؤسس الجمهورية الإيرانية الخميني بالسيطرة على عواصم عربية وانتزاعها من عمقها العربي بكافة الوسائل الممكنة عسكرياً أو سياسياً باستخدام التهويل العسكري.

هذه الانتخابات التي عمل تنظيم حزب الله الارهابي ومن خلفه إيران على الحصول على قانون فيها يمكنهم من السيطرة على المجلس النيابي وبذلك يتحكمون بقرارات الدولة اللبنانية عسكرياً كانت أم سياسية ويساعدهم القانون أيضاً على تعديل أو إلغاء اتفاق الطائف بشكل كامل دون أي معارضة من أي فريق سياسي لبناني منافس لأن الاكثرية النيابية ستكون لحزب إيران في لبنان وحلفائه.

إن القبول بالوضع الحالي في لبنان يعتبر من أكبر الجرائم السياسية التي حصلت في العصر الحديث لأنها ستكون استسلاماً كاملاً للمشروع الايراني وتسليماً للبنان بعد أن تخلى المجتمع الدولي عن سوريا وبهذا يكتمل الهدف الإيراني في زرع أكبر تنظيم إرهابي في العالم على البحر المتوسط ليكون غطاء ونواة للإمبراطورية الإيرانية الفارسية التي حلم بها الخميني ومات قبل تحقيقها ليأتي خامنئي مكملاً لهذا الحلم ومحققاً لجزئية كبيرة منه.

قد يهمك أيضا: المرجع الشيعي الأمين لـCNN: حزب الله وإيران لا يمثلان المذهب الشيعي

لقد قامت الحكومة اللبنانية ومجلس النواب ايضاً بمنح حزب الله هذا القانون والذي سيجيز له السيطرة بشكل أكبر على كافة المؤسسات والتحكم بقرارات الدولة وذلك سيحول الجمهورية اللبنانية الى شبيهة بالجمهورية الإيرانية التي يحكمها هناك المرشد علي خامنئي وفي لبنان يعين مرشد جديد هو حسن نصرالله، ليكون صاحب الكلمة الفصل ولكن بطريقة مبتكرة وجديدة تعتمد الغطاء السياسي أمام الشعب اللبناني والمجتمع الدولي ولكنها حقيقة تتحرك بإشارات ودراسات يقدمها ويوجهها حزب الله وأمينه العام ومن خلفهم إيران.

إن أي معارضة اليوم ستتشكل لن تستطيع الحصول على أكثر من ثلثي المجلس النيابي اللبناني وهو عدد لا يتجاوز ٣٩ نائباً وبهؤلاء لا تستطيع أي معارضة داخل لبنان منع صدور أي قانون يتفق عليه ٧٢ نائباً محتملاً من حزب الله وحلفائه، وبذلك يصبح المجلس وقراراته بيد إيران بالدرجة الاولى وحزبها في لبنان ومن يدور في فلكهم من الأحزاب والمستقلين.

إن مصالح الدول العربية في لبنان ومصالح الولايات المتحدة الامريكية في الشرق الأوسط أصبحت اليوم مهددة بشكل فعلي من هذا التمدد الإيراني على حساب الامن القومي العربي والأمريكي على سواء، وأصبح من الضروري تشكيل تحالف يواجه هذه التحركات الإيرانية وقانون الانتخاب الذي وضعه من قدموا لبنان على طبق من فضة لحزب الله وايران، هذا القانون الذي يعتبر كحكم الإعدام للطائف ومشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي استشهد من أجل حماية اتفاق الطائف وحقوق الشعب اللبناني في سيادته على أرضه وليس من المقبول بعد ١٣ سنة على استشهاده أن تكون مكافأة تضحياته ودمائه وروحه أن نبيع كل ما عمل من أجله بقانون انتخاب لا يخدم أياً من الأحزاب الا حزب الله وحلفاءه أعداء لبنان والطائف والجمهورية اللبنانية العربية.