القاهرة، مصر (CNN)-- بخطى متثاقلة وشعر ضربه الشيب، دخل الرئيس المصري الأسبق محمد حسنى مبارك، ظهر اليوم الأربعاء، قاعة المحكمة بمعهد أمناء الشرطة، يتسند على نجليه للإدلاء بشهادته أمام الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شرين فهمي، والتي تنظر إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسى و28 آخرين من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس الفلسطينية، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"اقتحام الحدود الشرقية والسجون".
وتعد هذه الجلسة هي الأولى في تاريخ مصر، التي يدلى فيها حاكم بشهادته بقضية متهم فيها رئيس آخر، كما تعد هي المرة الأولى التي يقف فيه الرئيس الأسبق مبارك ليدلي بشهادته في قضية، وليس مدانا وذلك منذ تنحيه عن الحكم فبراير عام 2011، وهي أيضا المرة الأولى التي يواجه فيها الرئيسان بعضهما منذ ثورة يناير.
قد يهمك/ مرسي ومبارك بقاعة محاكمة واحدة لأول مرة بقضية اقتحام الحدود الشرقية
وعلى مدار أكثر من ساعة، لم يكشف الرئيس الأسبق مبارك عن مفاجآت عديدة خلال شهادته، وذلك بسبب طلبه الحصول على إذن من القوات والمسلحة والرئاسة قبل الإجابة عن معظم الأسئلة حول جماعة الإخوان المسلمين، ودورها في الثورة، قائلا: "عايز إذن علشان أتكلم عن دور الإخوان في أحداث يناير لأني لو اتكلمت هرتكب مخالفة وهطلع من هنا هدخل في حته تانية". فيما قرر القاضي تأجيل القضية لجلسة 24 يناير المقبل.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب، إن ما جاء بشهادة مبارك بقضية اقتحام الحدود الشرقية للبلاد، يعد "اتهاما واضحا" لحركة حماس بتورطها في الهجوم على أقسام الشرطة والسجون خلال أحداث يناير 2011، وأشار بكري ما أدلى به مبارك باقتحام قوة مكونة من 800 شخص للحدود الشرقية للبلاد، والهجوم على أقسام الشرطة والسجون بغرض إحداث الفوضى وتهريب عناصر حماس وحزب الله، وفقا لتقرير رئيس جهاز المخابرات العامة آنذاك اللواء الراحل عمر سليمان.
وأضاف بكري، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن "مبارك لديه معلومات ستوضح العديد من الأمور أمام المحكمة إلا أنه نظرا لسريتها طلب إذن حيث سيحتاج الأمر موافقة القائد الأعلى للقوات المسلحة للإدلاء بتلك المعلومات، الخاصة بتورط حزب الله وحماس في اقتحام السجون المصرية والهجوم على أقسام الشرطة لتهريب عناصرهم وإثارة الفوضى وقتل العديد من ضباط وأفراد الشرطة"، مبررا طلب الإذن بأن "الرئيس الأسبق ما زال يحمل رتبة فريق طيار، وهو ما يلزمه الحصول على إذن قبل الكشف عن معلومات سرية". وتابع: "المحكمة بحاجة إلى الاستماع لشهادة مبارك كاملة خاصة أن الرجل كان حاكما لفترة تعرضت بها البلاد لمؤامرة من جانب قوة إقليمية لإثارة الفوضى".
فيما قال عضو مجلس النواب نبيل الجمل، إن طلب مبارك الإذن قبل الإدلاء بشهادته في الأسئلة التي وجهت له أمام المحكمة، دليل على انضباطه العسكري، مشيدا بما ذكره مبارك حول تمسكه بمصر وترابها ورفضه للحديث في بعض الأمور التي وصفها بالحساسة.
وتعليقا على رأيه في تأثير شهادة مبارك، أكد الجمل خلال تصريحاته لـCNN بالعربية، أن المحكمة هي التي توازن أقوال الشاهد في أي مرحلة من مراحل الدعوى، والأمر يرجع لقناعتها في تأثيرها على القضية، وهى التي تقدر الشهادة فيما إذا كانت دخلت في قناعتها من عدمه.