دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تطرق حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، إلى الحركة الوهابية وحديث ولي عهد المملكة العربية السعودي، الأمير محمد بن سلمان عنها، لافتا إلى وجود نسختين من الإسلام، نسخة الخميني على حد تعبيره ونسخة الوهابية، بالإضافة إلى نسخ أخرى غير ذلك.
جاء ذلك في كلمة لنصرالله، الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ40 للثورة الإيرانية، حيث قال وفقا لما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية: "العالم أصبح عنده إقبال على الإسلام و هناك نسخة الخميني ونسخة الوهابية وهناك نسخ أخرى، قالوا (أمريكا) له تفضل يا آل سعود روجوا نسخة الوهابية في العالم، ولذلك اليوم عندنا نموذجين، عندنا الجمهورية الإسلامية في إيران وعندنا نموذج آخر.."
وتابع قائلا: "لماذا هم مصرون أن يقولوا تنظيم الدولة الإسلامية، نحن نقول داعش، اليوم عندما كان يخطب ترامب ماذا يقول؟ تنظيم الدولة الإسلامية، العالم كله مصر أن يسميها تنظيم الدولة الإسلامية، لماذا؟ لأنه مرة تقول لي الجمهورية الإسلامية، تقول لي تكنولوجيا وتقنية وعلم ورياضة وطب وتطور وصناعة ومياه شرب وبنزين رخيص وكهرباء على كل البيوت والغاز يصل لكل البيوت وسيادة شعبية وانتخابات وحريات وعزة وكرامة وشرف ودنيا وآخرة، ومرة تقدم لي دولة إسلامية يعني قطع رؤوس وتدمير كنائس ومساجد ومقامات دينية وحرق أعلام وشتم وسب ولعن وتقطيع أعضاء وشق صدور وأكل أكباد وحرق الأسرى بالزنازين وإغراق مناطق بكاملها في الماء وتدمير شامل، هذه الدولة الإسلامية التي تريدها أميركا وهذه الدولة الإسلامية التي يريدها الإمام الخميني.."
ولي العهد السعودي، وفي مقابلة سابقة مع صحيفة "ذا اتلانتيك" تطرق مطولا للوهابية وتعريفها، حيث قال: "لا أحد يستطيع تعريف -ما تسمونه- الوهابية. ليس هُناك ما يسمى بالوهابية! نحن لا نؤمن بأن لدينا وهابية. ولكن لدينا في المملكة العربية السعودية مسلمون سُنّةً وكذلك لدينا مسلمون شِيعة. ونؤمن بأن لدينا في الإسلام السني أربع مدارس فقهية، كما أنه لدينا العلماء الشرعيين المعتبرين ومجلس الإفتاء. نعم، في المملكة العربية السعودية واضحٌ أن قوانيننا تأتي من الإسلام والقرآن، ولدينا المذاهب الأربعة -الحنبلية، الحنفية، الشافعية، والمالكية، وهي مذاهب تختلف فيما بينها في بعض الأمور، وهذا أمر صحي ورحمة.."
وتابع قائلا: "الدولة السعودية الأولى، لماذا تم تأسيسها؟ بعد النبي مُحمد وخلفائه الأربعة، عاد الناس في الجزيرة العربية ليُقاتل بعضهم البعض كما فعلوا منذ آلاف السنين. لكن أُسرتنا، قبل 600 سنة، أنشأت بلدة من الصفر تُسمى الدرعية، قبل إنشاء الدولة السعودية الأولى، ومن هذه البلدة انطلقت الدولة السعودية الأولى. وأصبحت الجزء الاقتصادي الأقوى في شبه الجزيرة. لقد ساعدوا في تغيير الواقع. معظم المدن الأخرى، اقتتلت على التجارة، واختطفت التجارة، ولكن أُسرتنا قالت لقبيلتين اُخرَيَيْن، بدلاً من مهاجمة طرق التجارة، لماذا لا نستعين بكم كحراس لهذه المنطقة؟ لذلك نمت التجارة، ونمت المدينة. كانت تلك هي الطريقة. وبعد ثلاثمائة سنة، لم تزل تلك هي الطريقة. كانت الفكرة دائماً هي أنك تحتاج إلى جميع العقول العظيمة في شبه الجزيرة العربية -الجنرالات، وقادة القبائل، والعلماء -الذين يعملون معاً. وكان أحدهم الشيخ محمد بن عبدالوهاب. لكن أساسنا يستند إلى إيمان الناس ثم تأمين المصالح كافة، ومنها الاقتصادية، وليس إلى المصالح الأيديولوجية التوسعية (مثلما لدى مثلث الشر)".
وفي المقابلة ذاتها، لفت ولي العهد إلى أن "الإسلام هو دين السلام. هذه هي الترجمة الصحيحة للإسلام. ربنا، في الإسلام، وضع على عاتقنا مسؤوليتين: أولًا الإيمان، والقيام بكل ما هو جيد وتجنب المعاصي. وفي حال عصينا، فإن الله سيحاسبنا يوم الحساب. وواجبنا الثاني. وواجبنا الثاني كمسلمين هو نشر كلمة الله -سبحانه. فعلى مدى 1400 سنة، كان المسلمون يسعون لنشر كلمة الله في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، لم يكن مسموح لهم نشر كلمة الله بالحسنى، لذلك قاموا بالقتال من أجل نشر الرسالة، وهذا واجبنا. ولكنك ترى أيضًا أنه في العديد من الدول في آسيا، مثل إندونيسيا وماليزيا والهند – كان لدى المسلمين الحرية في نشر كلمة الله. وقد قيل لهم "تفضلوا" بإمكانكم قول ما ترغبونه وللناس حق الإيمان بما يشاؤون. في هذا السياق، لم يكن نشر الإسلام باستخدام السيف بل بالنشر السلمي لكلمة الله."
اقرأ: (محلل لـCNN: حديث محمد بن سلمان عن الإسلام بالسعودية تحد هذه صعوباته)
وأضاف: "في هذا المثلث (إيران، الإخوان المسلمون، الجماعات الإرهابية)، يسعون للترويج لفكرة أن واجبنا كمسلمين هو إعادة تأسيس مفهومهم الخاص للخلافة، ويدّعون أن واجب المسلمين هو بناء إمبراطورية بالقوة وفقًا لفهمهم وأطماعهم، لكن الله –سبحانه – لم يأمرنا بذلك، والنبي محمد لم يأمرنا بالقيام بذلك. فالله أمرنا بنشر كلامه. وهذه المهمة لا بد من إنجازها. واليوم -في الدول غير الإسلامية- أصبح لكل بشرٍ الحق في اختيار معتقده وما يؤمن به. وأصبح بالإمكان شراء الكتب الدينية في كل دولة. والرسالة يتم إيصالها. والآن لم يعد واجبًا علينا أن نقاتل من أجل نشر الإسلام –مادام مسموحًا للمسلمين الدعوة بالحسنى-. لكن في مثلث الشر، يرغبون بالتلاعب بالمسلمين، وإخبارهم بأن واجبهم كمسلمين – ومن أجل كرامتهم– يتطلب تأسيس إمبراطورية إسلامية (بالعنف والقوة وفق الأيديولوجيا المحرفة لكل أضلاع مثلث الشر)".
وفي مقابلة أخرى مع صحيفة فورين افيرز الأمريكية، عبّر الأمير محمد بن سلمان عن دهشته حول "سوء الفهم العميق" من الأمريكيين تجاه الربط بين "الوهابية" والإرهاب، حيث قال حينها: "إن التشدد لا علاقة له بالوهابية، فإذا كانت الوهابية نشأت منذ ثلاثة قرون فلماذا لم يظهر الإرهاب إلا مؤخرا؟"