(CNN)-- عندما عاد الدكتور وليد فتيحي إلى السعودية لم يتوقع أبداً أن المطاف سينتهي به في السجن. تعلّم في هارفارد ومارس الطب لأكثر من عقد في الولايات المتحدة. وكمواطن مزدوج الجنسية، الأمريكية والسعودية، فقد يكون شعر بأنه محمي قليلاً أيضاً. لكنه لم يكن كذلك.
في عام 2006 أسست عائلته مستشفى في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر. كان على فتيحي التوجه إليه. فقد كان يعيد مهاراته إلى جذورها، لمساعدة المرضى من السعوديين. كان شعبياً وفخوراً بغريزة حقوق الإنسان التي اكتسبها على مدى 20 عاما من الحياة في أمريكا.
فجأة، وفي أواخر عام 2017، احتجز ولي العهد الشاب والقوي، الأمير محمد بن سلمان، كبار الأمراء ورجال الأعمال واتهمهم بالفساد. فتيحي وجد نفسه عالقاً بينهم. تم سجنه مع الآخرين في فندق ريتز كارلتون في الرياض.
وتقول عائلته إنه تعرض للضرب والتعذيب، ويقول محاميه إنه نُقل إلى السجن دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وكتب الأخير رسالة إلى وزارة الخارجية طالباً المساعدة. “يعتقد أن الدكتور فتيحي تعرض للتعذيب على الأقل نفسياً خلال فترة سجنه“.
لكن أجراس التنبيه ظهرت قبل فترة طويلة. ففي يناير/ كانون الثاني من العام الماضي، غرد الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي، قائلاً: كيف يمكن لشخص مثل الدكتور وليد فتيحي أن يحتجز وما هي الأسباب؟
لم يبق خاشقجي على قيد الحياة ليجد الإجابات. فقد قُتل بوحشية من قبل مسؤولين سعوديين، استنتجت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أنهم كانوا يتصرفون بأوامر من محمد بن سلمان. ولا يزال ولي العهد الشاب يتمتع بمحاباة الرئيس ترامب، وحظي بزيارة في الأسبوع الماضي من قبل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط وزوج ابنته، جاريد كوشنر.
توجب على المواطن الأمريكي السعودي الانتظار عاماً كاملاً قبل أن يحظى باهتمام العامة. بينما قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، عن قضية فتيحي: كان هناك ما نسميه بالوصول القنصلي، ما يعني أن دبلوماسيين أمريكيين وسعوديين زاروه، وما عدا ذلك ليس لدينا أي معلومات إضافية في هذه اللحظة.
ولم يرد المسؤولون السعوديون حتى الآن على طلب شبكة CNN للتعليق، وقالوا لصحيفة نيويورك تايمز إنهم يأخذون اتهامات إساءة معاملة المتهمين الذين ينتظرون المحاكمة أو السجناء الذين يقضون عقوباتهم بجدية شديدة.