كيف اختلفت تصريحات رئيس "علماء المسلمين" عن محمد مرسي؟.. من "ارتياح لإسقاطه" إلى مهاجمة "نخب مصرية باعت الشرعية"

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—نشر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تغريدة على لسان رئيسه، أحمد الريسوني، ينتقد فيها النخب السياسية في مصر متهما إياهم بـ"بيع الشرعية والديمقراطية" للرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي.

وقال الريسوني وفقا للاتحاد: " الشيخ الدكتور أحمد الريسونى.. الشهيد محمد مرسي.. قتلوه جميعا.. حالة الدكتور محمد مرسي وصمة عار وإدانة للنخبة السياسية المصرية المتآمرة، التي باعت مرسي، وباعت الشرعية والديموقراطية، وباعت الشعب المصري للجلادين.. قبضوا الثمن الحقير، ومنهم من فر خارج مصر، ومنهم من خنس، بعد أن وسوس ودلس".

ولكن هذا لم يكن موقف الريسوني الذي ترأس الاتحاد خلفا ليوسف القرضاوي، الذي يعتبر الزعيم الروحي لجماعة الإخوان المسلمين، إذ عبّر في حوار سابق مطول العام 2016 مع أسبوعية "الأيام" المغربية، وكان يشغل حينها منصب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بتصريحات غير مسبوقة من حركة التوحيد والإصلاح التي ينتمي إليها، عندما عبّر عن ارتياحه لإسقاط الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي من منصبه، متحدثًا عن أن حركة الإخوان المسلمين لديها جمود فكري، وعليها أن تتحرّر من تراث حسن البنا، حيث قال: "من الناحية السياسية كان ترشح الإخوان المسلمين للرئاسة غلطا، وكذلك الدخول في تحمل مسؤوليات الدولة بسرعة خارقة، من أعلى الهرم فقط، وإلا فإن جسم الدولة كان كله ضدهم".

وأضاف: "حتى بعد الرئاسة نصحهم بعض الإخوان من الحركة والحزب بأن يتخلى مرسي عن الرئاسة، وأن يدعم الإخوان مرشحا يكون فقط يحترم الحريات والديمقراطية، مثل عمرو موسى أو البرادعي، وهم تعجبوا واستهجنوا هذا الكلام الذي لم يكونوا يرون له مكانا، ولكن الآن يتمنون لو فعلوا ذلك".

اعتبر الريسوني، في مقابلة سابقة مع CNN بالعربية العام 2017، أن الحركات الإسلامية تشبه الأنظمة العربية في الخوف من الحرية، وأن بعض مسؤولي هذه الحركات يظنون أنفسهم "حراس المعابد"، متحدثا عن أن "العقم" في الفقه الإسلامي يعود إلى وطأة الاستبداد، محملا هذا الأخير كذلك مسؤولية ظهور الجماعات المتشددة التي تدعو للعنف والقتال.

وقال الريسوني، إن "تكرار التيار الإسلامي للأخطاء ذاتها في كل حقبة سياسية يُعايشها يعود إلى أسباب عدة منها قلة اهتمام الحركات الإسلامية بالتاريخ وعبره ودروسه، بل إن حتى تاريخها نفسه إما غير مكتوب، أو مكتوب بصورة انتقائية تمجيدية، أو مكتوب لأغراض دفاعية وتدافعية، وليس بصورة علمية موضوعية"، داعيا هذه الحركات إلى التصالح على عجل مع التاريخ، وأن "تتعلم منه كما هو، لا كما تتمناه ونشتهيه".