دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، رفض بلاده لمقترحات دولية بمفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقال روحاني، في جلسة مجلس الشورى الإيراني، الثلاثاء، إن حكومته "لم ولن تقرر في أي مرحلة إجراء حوار ثنائي مع أمريكا".
جاءت تصريحات روحاني، بعد أيام من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتنسيق اجتماعي ثنائي بين الرئيس الإيراني ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، للتوصل لاتفاق نووي جديد، وقال ماكرون في ختام اجتماعات قمة الدول السبع الصناعية الكبرى، إنه يهدف لأن يعقد ذلك الاجتماع خلال أسابيع.
وأضاف الرئيس الإيراني، حسبما نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إيرنا، أن "استراتيجية إيران قائمة على أساسين هما الصمود الداخلي والدبلوماسية النشطة"، مشيرًا إلى أنه "رغم استلامنا لمقترحات بشأن المفاوضات الثنائية مع أمريكا، من أطراف عديدة، فإن جوابنا كان هو الرفض دائما".
وأوضح روحاني أن "أمريكا كانت تتحدث معنا في إطار مجموعة 5+1، وإذا أقدمت على إلغاء جميع أنواع الحظر عن إيران بإمكانها المشاركة كالسابق في جلسات 5+1"، في إشارة إلى الدول الموقعة على الاتفاق النووي المبرم في 2015 والذي ضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين.
وأشار رئيس إيران، إلى ما وصفه بـ"التفسيرات الخاطئة لتصريحات في خطاباته السابقة"، مضيفًا "البعض تصور أن المقصود من المفاوضات هو المفاوضات الثنائية، في حين أن المبادئ السياسية تحددها القيادة وكلنا نسير في خط واحد ولا خلاف بشأن القضايا الوطنية".
وحول تقليص الالتزامات النووية لإيران، قال روحاني، "طهران اتخذت خلال العام الإيراني الجاري أول خطوة لها في تقليص التزاماتها النووية، لكنها في الوقت نفسه واصلت الحوار والتفاوض مع الدول التي تمتلك معها علاقات قريبة كروسيا والصين والدول الأخرى كالأوروبية وسائر الدول، وعندما لم نصل إلى نتيجة بعد شهرين اتخذنا الخطوة الثانية، ومن الآن في نهاية الشهرين المخصصة لهذه الخطوة، فقد أجرينا خلالهما اتصالات مختلفة مع قادة بعض الدول إما بشكل مباشر أو عن طريق الهاتف"، وتابع "إذا تمكنت أوروبا أو مجموعة 4+1 من العمل بالتزاماتها المهمة تجاه إيران فإن طهران ستعيد النظر في موضوع تقليص التزاماتها النووية، أما إذا لم يتم اتخاذ خطوات مهمة فإن إيران ستنفذ حتما خطواتها الثالثة في تقليص التزاماتها، لكنها مع ذلك ستستمر في المفاوضات".
وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية الأمريكية على بلاده، في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، اعتبر الرئيس الإيراني أن "ما تعرضت له إيران خلال الستة عشر شهرا الماضية من حظر شديد على صادرات النفط والتعامل المصرفي والملاحة البحرية والتأمين وغير ذلك من أنواع الحظر كان كافيا لتركيع أي دولة خلال ستة أشهر"، موضحا أن "حسابات الأعداء كانت تراهن على سقوط إيران مع نهاية العام الميلادي المنصرم وهذه الحسابات لم تكن مغلوطة تماما في الظروف العادية، لكنها أثبتت خطأها عنما وضعت أمام شعب خاض الصعاب على مر التاريخ"، على حد وصفه.