المغامسي يشرح "خطأين" بالقمة الإسلامية في ماليزيا

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—تطرق صالح المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية إلى القمة الإسلامية التي استضافتها ماليزيا بغياب المملكة وحضور تركيا وإيران وقطر، مبرزا قضية "السنن العرفية لحكام المسلمين".

جاء ذلك في مقابلة للمغامسي على قناة MBC حيث قال: "أول ما يأتي في الذهن من التطبيق المعاصر للسنن العرفية، تحدثنا في قضية عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبدالملك، المعروف بعبدالرحمن الداخل ورغم أن العباسيين كانوا أعداءه وقد قتلوا أخاه ونبشوا قبر جده هشام، ومع ذلك لم يطالب أو لم يقل عن نفسه أنه خليفة للمسلمين لعلمه أنه لا يمكن أن يطلق هذا اللقب إلا على من كان حاميا للحرمين الشريفين قائم بخدمتهما.."

وأضاف: "المقصود أن السنن العرفية عندهم تقول إن الركن الأعظم في قيادة المسلمين يقوم على من بوأه الله وأتاه وأعطاه حماية الحرمين الشريفين ورعايتهما وخدمتهما، فغذا طبقنا هذا على الواقع المعاصر ورأينا ما أقيم مؤخرا فيما يعرف بالقمة الإسلامية المصغرة في كوالالمبور، نجد أن القائمين عليها اخطأوا خطأين كبيرين، الخطأ الأول أن الله يقول ’وأتوا البيوت من أبوابها‘ وهناك منظمة هي سقيفة ومظلة لدول العالم الإسلامي كله اسمها منظمة التعاون الإسلامي ولا يمنع نظامها من أن تنادي دولة ما من الدول الإسلامية بالدعوة إلى قمة استثنائية عن طريق منظمة التعاون الإسلامي، وقد سبق لعدة دول أن نادوت بقمة استثنائية وأقيمت في الدولة التي دعت إليها دون نكير من بقية الدول باختلاف مستوى التمثيل ولكن الجميع يشارك، إلا أن قمة كوالالمبور تجاوزت منظمة التعاون الإسلامي فلم تأتي البيت أو الدار أو السقيفة من بابها وإنما أحدثت فجوة في الجدار وابقت الباب مغلقا فزادت الأمر سوءا على سوء.."

وتابع المغامسي قائلا: "الأمر الثاني أنه لا يتصور لا عقلا ولا نقلا أن يقام كيان إسلامي يراد به بعث الأمة من مرقدها والمملكة العربية السعودية التي هي حامية لحما الحرمين الشريفين وراعية لهما وقائمة بخدمة الحجاج أن تكون غائبة عن هذا الكيان.."

وأردف: "هذا الكيان الذي دعي إليه في كوالالمبور لا يخلوا من أحد غرضين، إما أن أريد منه تحييد المملكة العربية السعودية عن دورها التاريخي فإن كان هذا هو المراد فإن هذا المراد محال لأن الشمس لا يمكن أن تحجب بغربال، الحالة الثانية إن لم يكن القصد تحييد المملكة العربية السعودية لكن المقصود بناء كيان مؤسس جديد للعالم الإسلامي فلا يمكن أن يكون هذا الكيان قائما مع غياب ركنه الأعظم.."