دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدأ في العاصمة الأمريكية واشنطن، الاثنين، برعاية وزارة الخزانة الأمريكية، جولة جديدة من المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة الإثيوبي، في وقت تشهد فيه المفاوضات تعثرًا كبيرًا، خاصة بعد البيان المصري الذي انتقد ما وصفه بتعنت إثيوبيا في المفاوضات وتبنيها لمواقف مغالى فيها، فيما أعلنت إثيوبيا أن سبب فشل هو العرض الذي قدمته مصر فيما يتعلق بشروط ملء وتشغيل السد خلال جولة المحادثات الأخيرة.
وتأمل الولايات المتحدة الأمريكية، في أن يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بين دول المصب الثلاث، قبل 15 يناير كانون الثاني الجاري، حول ملء وتشغيل سد النهضة، والذي تعول عليه إثيوبيا في توليد الطاقة، فيما تخشى مصر من أن تؤثر مدة ملء بحيرة السد على حصة مصر من مياه النيل.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء الخارجية والري في مصر وإثيوبيا والسودان، في العاصمة الأمريكية واشنطن، بمشاركة وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن، من أجل التوصل لاتفاق نهائي، فيما يرجح دخول أطراف أخرى للتوسط بين مصر وإثيوبيا.
ووصفت الخارجية المصرية، بيان إثيوبيا حول مفاوضات سد النهضة، بأنه "وقع في كثير من المغالطات والتضليل المرفوض جملة وتفصيلاً "، ونفت تحقيق المفاوضات لأي تقدم ملموس في مفاوضات ملء وتشغيل السد.
وقالت الخارجية المصرية، في بيانها، يوم الجمعة الماضي، إن المفاوضات كشفت "تعنت إثيوبيا وتبنيها لمواقف مغالى فيها"، كما اعتبرت أنها "تكشف عن نية أديس أبابا في فرض الأمر الواقع"، حسبما ورد في البيان.
وأضافت أن "البيان الإثيوبي قدم صورة منافية تماماً لمسار المفاوضات ولمواقف مصر وأطروحاتها الفنية ولواقع ما دار في هذا الاجتماع وفي الاجتماعات الوزارية الثلاثة التي سبقته والتي عقدت على مدار الشهرين الماضيين".
وأوضحت مصر أن إثيوبيا "لم تظهر أي مراعاة للمصالح المائية لدول المصب وبالأخص مصر بوصفها دولة المصب الأخيرة، بما يخالف التزامات إثيوبيا القانونية وفق المعاهدات والأعراف الدولية، وفي مقدمتها اتفاق إعلان المبادئ المبرم في 23 مارس 2015، وكذلك اتفاقية ١٩٠٢ التي أبرمتها إثيوبيا".
وقال وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيليشي بيكيك، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، إن "مصر قدمت رؤيتها الخاصة بخطة التعبئة (لسد النهضة) ووفدها أصر على قبول كامل العرض المقدم مانعا التوصل إلى اتفاق".
ووصف الوزير الإثيوبي العرض المصري بـ"غير العادل" قائلا إن العرض المصري يطالب بـ12-21 عاما كوقت لملء السد وهو أمر "غير مقبول تماما" من الجانب الإثيوبي.
ورغم الخلافات بين البلدين حول المفاوضات، إلا أنهما أعلنتا، الاستمرار في المفاوضات المقررة في واشنطن، الاثنين والثلاثاء.