أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)--دافع كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، عن خطة السلام في الشرق الأوسط (صفقة القرن)، التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، داعيًا الفلسطينيين إلى "عدم تفجير فرصتهم الكبيرة".
وفي مقابلة كبيرة المراسليين الدوليين والمذيعة بـCNN، أشاد كوشنر بالعلاقة التي تربط صهره (ترامب) بإسرائيل، قائلا: "ما رأيته اليوم هو أن الرئيس ترامب بنى الكثير من الثقة مع دولة إسرائيل. لقد فعل الكثير من الأشياء العظيمة التي جعلت إسرائيل أكثر أمناً، والعلاقة بين أمريكا وإسرائيل أقوى".
وأضاف كوشنر أن خطة ترامب "فرصة كبيرة للفلسطينيين، ولديهم سجل حافل في تفجير كل فرصة كانت لديهم في الماضي، لكن ربما قد تقرأ قيادتهم تفاصيلها، وتتوقف عن وضع المواقف وتبذل قصارى جهدها لمحاولة صنع حياة الفلسطينيين أفضل".
واقترح ترامب، الثلاثاء، خطة السلام في الشرق الأوسط التي ادعى أنها "حل قائم على دولتين"، لكنه يلبي كل المطالب الإسرائيلية الرئيسية تقريبًا، والتي رُفضت من قبل الفلسطينيين على الفور.
وتضع خطة ترامب الأساس لإسرائيل للبدء الفوري في ضم جميع مستوطناتها في الضفة الغربية، وذلك بدعم من الولايات المتحدة، فيما يتوقع أيضًا أن تساعد في إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة محدودة. ولم يكن للمفاوضين الفلسطينيين اتصال مباشر مع إدارة ترامب منذ أكثر من عامين.
وبموجب خطة ترامب المطروحة، قال الرئيس الأمريكي إن القدس "ستبقى عاصمة إسرائيل غير المُقسمة"، لكن الدولة الفلسطينية المستقبلية سيكون لها أيضًا "عاصمة في القدس الشرقية".
ولم يتناول ترامب مسألة اللاجئين الفلسطينيين وما إذا كان سيتمتع بحق العودة إلى ديارهم السابقة. وقال ترامب إنه لن يتم اقتلاع الفلسطينيين أو الإسرائيليين من منازلهم بموجب الخطة.
وتنص الخطة على إقامة عاصمة فلسطينية في الأحياء العربية بالقدس على الجانب الشرقي من الجدار الفاصل، وهي منفصلة فعليًا عن باقي المدينة.
وتشمل هذه الأحياء كفر عقاب وأبو ديس وشعفات. وتسمح الخطة للفلسطينيين أن يطلقوا على عاصمتهم "القدس"، وذلك باستخدام المصطلح العربي للقدس، لكنها لا تتضمن جزءً مهمًا من القدس الشرقية، وهي أقل بكثير مما يمكن أن يقبله الفلسطينيون كجزء من المدينة المقدسة.
وبالإضافة إلى اقتراح إطار عمل جديد للمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تمنح خطة ترامب إسرائيل الضوء الأخضر لضم المستوطنات الإسرائيلية بغض النظر عن الدعم الفلسطيني للخطة، لكنها تفرض على إسرائيل تجميد أي توسع إضافي للمستوطنات لمدة أربع سنوات.
وتولى كوشنر قيادة الجهود الأمريكية لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني في بداية رئاسة ترامب، حيث انضم إلى محامي ترامب السابق جيسون غرينبلات للقاء القوى الرئيسية في الشرق الأوسط.
ولم يكن لدى كوشنر، وهو مسؤول تنفيذي سابق في مجال العقارات يبلغ من العمر 36 عامًا، خبرة سابقة في السياسة الخارجية أو الدبلوماسية.
في قلب جهود كوشنر كانت هناك محاولة للاستفادة من التقارب الهادئ بين إسرائيل والدول العربية السنية، وجميعهم قلقون بشأن نفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط.
وأقام كوشنر علاقات وثيقة مع زعماء الخليج، خاصة المسؤولين السعوديين. ويعتقد أن التوافق الإقليمي يمكن أن يمهد الطريق لاتفاق سلام.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط، التي جاءت في 181 صفحة.
وتحدث خلال مؤتمر صحفي، حضره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تقديم 50 مليار دولار كاستثمارات للفلسطينيين، مقابل الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة تحت السيادة الإسرائيلية.
وبعد الإعلان، قال الرئيس الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن "القدس ليست للبيع وصفقتكم المؤامرة لن تمشي"، مُضيفا: "صفقة العصر قصيدة أولها كفر وما قالوه يخدم مصالح إسرائيل ونحن رفضناها منذ البداية".
ودعى عباس إلى "رص الصفوف لإنهاء الاحتلال... سنحارب بكل ما لدينا من طاقات والتحرك الشعبي هو أول هذه الأسلحة".