دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال وزير الخارجية القطري الأسبق حمد بن جاسم، إن الإعلان عن "صفقة القرن" سيتبعها "اتفاقية عدم اعتداء بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن وربما المغرب"، على حد تعبيره.
وأضاف رئيس الوزراء القطري الأسبق، في سلسلة تغريدات له على تويتر، الأحد، أن دولًا عربية، وعدت الولايات المتحدة بموقف إيجابي من "الصفقة"، "لكنها لم تفعل"، مشيرًا إلى أن تلك الدول التي لم يسمها "بررت ذلك بسبب الإعلام"، على حد وصفه.
وأوضح حمد بن جاسم، الذي كان أحد أهم الشخصيات الفاعلة في السياسة الخارجية القطرية، إبان تولي الشيخ حمد بن خليفة مقاليد الأمور في قطر، أن "تلك الدول كانت تريد التقرب من الولايات المتحدة، وكانت تعلم أن الجامعة العربية ستعطل الصفقة"، مضيفًا "وهي بذلك تستفيد حين تظهر كما تريد أمريكا وتتنصل كما تتوهم، من أعباء معارضة الصفقة أو رفضها وتحملها للدول الأخرى الرافضة. غير أن هذه سياسة قصيرة الأمد ومكشوفة للجانب الأمريكي".
وتابع وزير الخارجية القطري الأسبق، "الأمريكيون والإسرائيليون في الوقت نفسه بحاجة لما سيترتب على إعلان الصفقة من زخم انتخابي مفيد لدونالد ترمب وبنيامين نتنياهو قد يضيف لكليهما انتصارا خارجيا من شأنه تعزيز فرص الفوز في الانتخابات المنتظرة".
وأكد "كل ما أريد أن أوضحه هو أن الجانب العربي يتبع سياسة قائمة على التكتيك قصير المدى بينما يضع الجانب الإسرائيلي سياساته على أسس استراتيجية طويلة المدى"، موضحًا "السؤال الذي يدور في ذهني هو ألا يمكن للدول العربية أن تتبنى سياسة وتكتيكا فعليا مدروسا تستفيد منه باستغلال حاجة إسرائيل وأمريكا لما يريدان أن تحققه الصفقة، بدل أن نكون مجرد أدوات يستخدمها غيرنا لتحقيق مآربهم؟".
نشرت بتاريخ 14 ديسمبر من العام الماضي تغريده تحدثت فيها عن صفقة القرن وقلت إنها ستعلن بداية هذا العام. والآن سيتبعها اتفاقية عدم اعتداء بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى مصر والأردن وربما المغرب.
اليوم، وقد أعلنت صفقة القرن كما يسميها من أعدوها، فلا بد أولا أن أكرر، كما قلت دائما، إنني لست ضد السلام العادل، ومن ثم لست ضد توقيع عدم اعتداء بعد الوصول إلى نتائج واضحة في عملية السلام. غير أنني تابعت ما واجهته الصفقة في الجامعة العربية من رفض،
رغم أن هناك دولا عربية وعدت الجانب الأمريكي بأنها ستتخذ موقفا إيجابيا من الصفقة لكنها لم تفعل، وبررت ذلك بالقول إنها لم تستطع بسبب الإعلام. وقد كنت شبه متأكد أن هذه الدول تريد بتلك الوعود التقرب من أمريكا، مع أنها تعلم أن الصفقة ستعطل من قبل الأغلبية في الجامعة العربية،
وهي بذلك تستفيد حين تظهر كما تريد أمريكا وتتنصل كما تتوهم، من أعباء معارضة الصفقة أو رفضها وتحملها للدول الأخرى الرافضة. غير أن هذه سياسة قصيرة الأمد ومكشوفة للجانب الأمريكي.
والأميركيون والإسرائيليون في الوقت نفسه بحاجة لما سيترتب على إعلان الصفقة من زخم انتخابي مفيد لدونالد ترمب وبنيامين نتنياهو قد يضيف لكليهما انتصارا خارجيا من شأنه تعزيز فرص الفوز في الانتخابات المنتظرة.
كل ما أريد أن أوضحه هو أن الجانب العربي يتبع سياسة قائمة على التكتيك قصير المدى بينما يضع الجانب الإسرائيلي سياساته على أسس استراتيجية طويلة المدى.
والسؤال الذي يدور في ذهني هو ألا يمكن للدول العربية أن تتبنى سياسة وتكتيكا فعليا مدروسا تستفيد منه باستغلال حاجة إسرائيل وأمريكا لما يريدان أن تحققه الصفقة، بدل أن نكون مجرد أدوات يستخدمها غيرنا لتحقيق مآربهم؟
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في 29 يناير كانون الثاني الماضي، الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، والتي تسيطر فيها إسرائيل على مناطق عدة من الأراضي المحتلة في عام 1967، وذلك بما يتناقض مع الرؤية العربية في إقامة دولة فلسطينية على أراضي 67.
وبموجب الخطة الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن"، فإن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات مالية ضخمة للسطة الفلسطينية في مقابل القبول بالخطة، والتي تنص على التنازل عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.