هديل غبّون
عمان، الأردن (CNN) -- قالت الحكومة الأردنية، الثلاثاء، إن المملكة أوشكت على الدخول في مرحلة التعافي من تداعيات فيروس كورونا، بعد اجتياز مرحلة الاستجابة لمواجهة الفيروس والتي استغرقت 3 أسابيع من الاغلاق التام والحظر تلتها 3 أسابيع أخرى من انحسار المرض، فيما تمر البلاد حاليا في مرحلة التكيف، وصولا إلى مرحلة التعافي.
وجاء حديث الحكومة الأردنية عبر كلمة متلفزة لرئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز، عرض فيها بشكل عام تطورات كل مرحلة، معتبرا أن الحكومة نجحت في احتواء الوباء عبر تسطيح منحنى الاصابات بالفيروس بالكامل، ولوح باللجوء إلى دمج وزارات ومؤسسات حكومية، ضمن مرحلة التعافي المقبلة.
ورغم الرسائل الإيجابية التي بث بها الرزاز إلى الشارع الأردني بشأن احتواء الوباء، إلا أنه تمسك بضرورة الاستمرار في الاجراءات المطبقة واستمرار الحرص الرسمي والشعبي في التعامل مع الفيروس، حيث لم تسجل المملكة لليوم الثامن على التوالي إصابات بالفيروس على أراضيها، وقال الرزاز إن المسار الذي حققه الأردن “مسار أفضل من أفضل مسار توقعته الحكومة".
وعرض رئيس الوزراء الأردني الذي ظهر من مقر دار رئاسة الوزراء وليس من مقر إدارة الأزمات الوطني، للمسارات البيانية للمنحنى الوبائي في المملكة، واحتمالات تطوره في البدايات، مصنفا إياها إلى مسار أصفر كانت ستتجاوز فيه الاصابات 26 ألف إصابة وتسجيل ألفي وفاة، ومسار أزرق كانت ستصل فيه الاصابات إلى 9561 إصابة مقابل 698 وفاة، ومسار ثالث أخضر كان سيشهد تسجيل 4246 إصابة مقابل 310 وفيات وبواقع تسجيل 150 حالة إصابة في اليوم كحد أقصى.
أما الخط البياني الحقيقي الذي حققته البلاد وفقا للرزاز، فقد تم تسطيحه بالكامل، وسجل حتى اليوم، 465 إصابة و9 وفيات، مرجعا ذلك إلى سرعة إجراءات الاستجابة ووعي الأردنيين.
وشهدت مرحلة التكيف، تطبيق إجراءات العمل والتعلم عن بعد في المدارس والجامعات والفتح المتدرج للمناطق الجغرافية مع إمكانية تطبيق الحظر الشامل والغلق بين الحين والآخر كحزمة أولى من التكيف، كما بين الرزاز، إضافة الى الزامية اجراءات التباعد والسلامة الصحية في الاماكن العامة والتنقل وفرض عقوبات لمن لا يلتزم بها.
كما شملت إجراءات مرحلة التكيّف سلسلة قرارات اقتصادية، من بينها تأجيل دفعات ورسوم ضريبة الدخل والجمارك وفواتير الكهرباء والمياه والابقاء على النفقات الجارية للحكومة بحسب الرزاز، إضافة إلى إجراءات أعلن عنها البنك المركزي للتخفيف من حدة التداعيات الاقتصادية جراء الاغلاق، كتأجيل الأقساط البنكية عن الافراد والشركات الصغيرة وتخفيض الفوائد وجدولة دفعات القروض.
وتخلل هذه المرحلة، استمرار منع التجمعات والمناسبات وتعطيل المدارس والجامعات، وفرض حظر تجول شامل نهاية كل أسبوع.
الى ذلك، قال الرزاز إن الحكومة لجأت أيضا إلى تطبيق مبدأ التكافل ضمن مرحلة التكيف، بفتح صندوق للتبرعات لدعم الحكومة تم تسجيل 81 مليون دينار أردني (أكثر من 115 مليون دولار) فيه منذ بداية الأزمة، عدا عن برامج دعم العمالة غير المنظمة عبر مؤسسة الضمان الاجتماعي وتفعيل حسابات التعطل عن العمل وشمول 11 ألف منشأة جديدة بشبكة الضمان، وتوسيع شرائح الفئات المشمولة بمساعدات صندوق المعونة الوطنية بواقع شمول 155 ألف أسرة جديدة.
المرحلة الثالثة التي أوشك الأردن عبورها، وهي مرحلة التعافي والمنعة وفقا لما أطلق عليها الرزاز، ستشمل دعم القطاعات الأكثر تضررا ، وتطبيق إجراءات تنشيطية لقطاعات السياحة والنقل البري والجوي والصناعات والتجارة والانشاءات .
ومن أبرز معالم مرحلة التعافي والمنعة، بحسب الرزاز، “تحفيز الانتقال إلى واقع مستجد بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن العالم كله سيعبر نحو التحوّل الالكتروني والاقتصاد الرقمي ومزيد من الاعتماد على الذات، بضبط الانفاق الحكومي والقضاء على الترهل الإداري في المؤسسات الحكومية والهيئات.
وقال أيضا إن الحكومة ستسعى إلى تأسيس صندوق استثماري بالتعاون ما بين البنك المركزي، والبنوك والقطاع الخاص وبمساهمة من الحكومة.
وفي الوقت الذي تنبأت فيه دراسات محلية عمالية، عن احتمالية خسارة 140 ألف عامل وظائفهم، وتضرر مليون وربع من العمالة غير المنظمة بسبب الأزمة، تطرق الرزاز إلى مشكلة ارتفاع نسب البطالة التي توقع أنها “سترتفع كثيرا” بحسب تعبيره، مشيرا إلى أن الحكومة ستضع خطة وطنية لتوسعة برامج التشغيل وتوسيع بعض القطاعات الانتاجية كصناعة الادوية.
وتزامن خطاب رئيس الحكومة، مع وصول أول دفعات من الطلبة الاردنيين الدارسين في الخارج، إذ وصلت 3 رحلات جوية حملت على متنها ما يزيد عن 500 من الطلبة والأردنيين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج، وتم نقلهم إلى مواقع خاصة بالحجر الصحي في منطقة البحر الميت لمدة 17 يوما.
وأجرت المملكة حتى تاريخه، بحسب ما أعلن وزير الصحة الأردني، سعد جابر، منذ بداية الأزمة أكثر من 91 ألف فحص لفيروس كورونا ضمن عمل فرق التقصي الوبائي.