دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، إن العراق عاني من آثار كارثية للحروب والإرهاب والصراعات الطائفية، مُعتبرًا أن ضررها وجروحها "الأعمق بكثير" ستستغرق سنوات للشفاء.
وأعرب البابا فرنسيس، في أول خطاب له من قصر بغداد بالعاصمة العراقية على هامش زيارته للبلاد التي بدأها الجمعة وتستمر لثلاثة أيام، عن امتناه لقدومه إلى العراق كـ"حاج"، باعتبارها "مهد الحضارة المرتبط بشكل وثيق" بنبي الله إبراهيم وعدد من الأنبياء.
وأضاف البابا فرنسيس أنه ينبغي على العراقيين إنهاء الخلافات من أجل التعايش، داعيًا السلطات العراقية إلى منح جميع المواطنين حقوقهم الدينية والسياسية وتعزيز روح التضامن والتصدي للفساد وسوء استعمال السلطة وكل ما هو غير شرعي.
وقال البابا فرنسيس: "لتصمت الأسلحة ولنضع حدا لانتشارها هنا (العراق) وفي كل مكان.. كفى عنفًا".
ورأى البابا أن "التنوع الديني والثقافي والعرقي الذي كان سمة مميزة للمجتمع العراقي لآلاف السنين هو مورد ثمين يمكن الاعتماد عليه، وليس عقبة يجب إزالتها".
وفيما تحدث البابا عن معاناة الأيزيديين ضمن ضحايا أبراء تعرضوا "لفظائع وحشية"، أكد أن الوجود القديم للمسيحيين وإسهاماتهم في حياة العراق يشكلان تراثًا ثريًا يرغبون في الاستمرار في وضعه في خدمة الجميع".
وقال إن "التعددية الصحية للمعتقدات الدينية والأعراق والثقافات يمكن أن تسهم في ازدهار الأمة وانسجامها".
وأشار بابا الفاتيكان إلى أن زيارته العراق تأتي في وقت يحاول فيه العالم ككل الخروج من أزمة جائحة كورونا، وسط تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية تميزت بالفعل بالهشاشة وعدم الاستقرار.
وأكد أن الأزمة تستدعي تضافر الجهود من قبل الجميع لاتخاذ الخطوات اللازمة، بما في ذلك التوزيع العادل للقاحات للجميع.
ووصل بابا الفاتيكان فرنسيس إلى مطار بغداد، الجمعة، في زيارة بابوية هي الأولى من نوعها إلى العراق، وذلك وسط إجراءات أمنية مشددة، وإجراءات احترازية صحية في ظل انتشار فيروس كورونا.
وتعد هذه الزيارة أيضا أول رحلة خارجية للبابا منذ بدء جائحة كورونا. وكان في مقدمة مستقبلي بابا الفاتيكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وتستمر زيارة البابا لمدة 3 أيام.