أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قدم رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، حكومة مُؤلفة من 24 وزيرًا إلى رئاسة الجمهورية، الأربعاء، في محاولة لإنهاء أزمة سياسية استمرت تسعة أشهر داخل البلد المتدهور اقتصاديًا.
وقال الحريري، بعد اجتماع إن الرئيس ميشال عون، الذي رفض اختيارات سابقة للحريري على مدى الأشهر التسعة الماضية، من المتوقع أن يعلن قراره الخميس.
وكان الحريري قد وصل لتوه من مصر، الأربعاء، حيث قدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعمه لتشكيل حكومة ودعا إلى الوحدة بين القوى السياسية.
يواجه لبنان مأزقا سياسيًا بعد الفشل المستمر في تشكيل حكومة خلال العام الماضي. وتضيف الأزمة السياسية إلى الإحباطات التي يواجهها المواطنون اللبنانيون الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على الجمود السياسي وتدهور الوضع الاقتصادي.
تحولت إحدى الاحتجاجات إلى أعمال عنف مساء الثلاثاء، بعد أن اشتبك أقارب ضحايا انفجار 4 أغسطس/ آب في بيروت، مع الشرطة على أبواب منزل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، محمد فهمي.
وكان فهمي قد رفض السماح بالتحقيق مع رئيس مكتب الأمن العام عباس إبراهيم الذي اُستدعى للاستجواب من قبل قاضي تحقيق في الانفجار الذي أودى بحياة أكثر من 204 أشخاص وجرح الآلاف العام الماضي.
وحمل أقارب الضحايا صورًا للضحايا وتوابيت وهمية وطالبوا بالعدالة خارج منزل فهمي مساء الثلاثاء، قبل الاشتباك مع الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين.
وكان رئيس الوزراء المؤقت حسان دياب، الذي يخضع أيضًا للتحقيق في الانفجار، قد أخبر دبلوماسيين الأسبوع الماضي أن البلاد على بعد أيام من "انفجار اجتماعي" مع تفاقم الكارثة الاقتصادية في البلاد.
يواجه لبنان أزمة أدت إلى فقدان العملة المحلية 90٪ من قيمتها وترك 77٪ من الأسر بدون طعام كافٍ، بحسب الأمم المتحدة.
يقضي سكان البلاد الآن ساعات في طوابير طويلة في محطات الوقود في محاولة لشراء الوقود، حيث يعاني السكان من انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 22 ساعة في اليوم ونقص حاد في الخدمات الطبية.