وزارة العدل الأمريكية تتدخل في دعوى قضائية سعودية ضد سعد الجبري لحماية "أسرار استخباراتية"

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة

واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- اتخذت وزارة العدل الأمريكية "خطوة نادرة للغاية" بالتدخل في دعوى قضائية سعودية ضد المسؤول الأمني السعودي السابق سعد الجبري، من أجل "حماية أسرار استخباراتية قد تضر بالأمن القومي الأمريكي".

وقالت وزارة العدل إنه إذا سمح بالمحاكمة في القضية فقد يؤدي ذلك إلى "الكشف عن معلومات من المتوقع أن تضر بالأمن القومي للولايات المتحدة". وأضافت أنها تدرس استخدام امتياز أسرار الدولة، والذي سيسمح للحكومة الأمريكية بحظر المعلومات التي تضر بالأمن القومي. وسيتم اتخاذ القرار النهائي بحلول نهاية الشهر الجاري.

وكانت مجوعة "سكب" السعودية القابضة المملوكة لصندوق الثروة السيادي للمملكة، الذي يترأسه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قد رفعت دعاوى اختلاس ضد الجبري، أولاً في كندا ثم الولايات المتحدة. وتأسست مجموعة الشركات السعودية التي رفعت القضايا ضد الجبري بحسب ملف وزارة العدل الأمريكية "لغرض القيام بأنشطة مكافحة الإرهاب".

بينما ينفي الجبري الاتهامات ويدعي أن الأمير محمد بن سلمان أرسل فرقة اغتيال إلى كندا لمحاولة قتله واحتجاز اثنين من أبنائه في السعودية. وفر الجبري إلى كندا عام 2017، بعدما كان مستشارا أمنيا لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، ولعب دورا بارزا في مكافحة الإرهاب ويحظى باحترام واسع من قبل مسؤولي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب الأمريكيين وينسبون إليهم الفضل في إنقاذ مئات، وربما الآلاف، من أرواح الأمريكيين.

وذكر الجبري في دعوى قضائية أخرى بواشنطن أن الأمير محمد بن سلمان قام بعدة محاولات لإغرائه بالعودة إلى المملكة العربية السعودية، وقال إن الفريق الذي تم إرساله إلى كندا كان جزءًا من الفريق نفسه الذي قتل الإعلامي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول.

وتتهم شركة "سكب" القابضة الجبري بالاختلاس والاحتيال. وتقول وزارة العدل الأمريكي إن الجبري من أجل الدفاع عن نفسه ضد الاتهامات ينوي "وصف وتقديم أدلة متعلقة بمعلومات الأمن القومي الحساسة المزعومة"، ولذلك قررت التدخل في القضية.

وقال مارك رايموندي، الذي غادر وزارة العدل حيث عمل كمتحدث باسم شعبة الأمن القومي: "من النادر بالتأكيد حدوث مثل هذه الخطوات من قبل وزارة العدل".

والأسبوع الماضي، كتبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين إلى الرئيس جو بايدن يشيدون بشراكة الجبري التي امتدت لعقدين مع الولايات المتحدة، ويدعون بايدن للمساعدة في أزمة طفلي الجبري المحتجزين، عمر وسارة. كما سلطوا الضوء على الخطر الذي تمثله حملة محمد بن سلمان ضد الجبري على الأمن القومي الأمريكي، وأشاروا بشكل مباشر إلى إمكانية الكشف عن معلومات سرية.