دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت النيابة العامة في مصر، الجمعة، أنها أمرت بحبس المتهم بقتل القمص أرسانيوس وديد رزق كاهن كنيسة السيدة العذراء بمحرم بك في محافظة الإسكندرية 4 أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات.
وأضافت النيابة، في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك أنها "أمرت بتنفيذ قرار المحكمة المختصة بإيداع المتهم تحت الملاحظة الطبية بأحد المستشفيات العامة المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية لبيان حقيقة ما ادعاه خلال استجوابه من سابقة معاناته من أمراض نفسية تُفقده السيطرة على أفعاله، وذلك بعدما استجوبته، واستمعت لشهادة 17شاهدًا على الواقعة".
وتابعت أنها "عاينت محل ارتكاب الجريمة، وأطلعت على آلات المراقبة المثبتة بمحيطه، وتلقت نتائج التقارير الفنية من مصلحة الطب الشرعي ومركز الإسكندرية للسموم بشأن إجراء الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه، وفحص عينات من المتهم بيانا لمدى تعاطيه أي مواد مخدرة".
وذكرت: "حيث كانت معاينة النيابة العامة لمسرح الواقعة قد أسفرت عن وجود آثار دماء به، والعثور على 3 آلات مراقبة مثبتة أعلى 3 بوابات للشاطئ الذي حدثت الواقعة في محيطه، تبين للنيابة العامة من مشاهدتها ظهور المجني عليه قبل وقوع الحادث بلحظات يتابع خروج مرافقيه من إحدى تلك البوابات، حتى ظهر المتهم مُحرزا كيسا بلاستيك يمر من بين المتواجدين متجها للمجني عليه، ثم ظهرت حالة من الفزع على الظاهرين بالمشهد، دون أن تسجل آلات المراقبة لحظات ارتكاب الجريمة، كما شاهدت النيابة العامة ما تم تداوله من مقاطع مرئية وصور فوتوغرافية نُسبت للواقعة والمجني عليه والمتهم، وتحفظت على نسخ منها لفحصها".
وقالت النيابة إنها "سألت منذ مباشرتها التحقيقات أمس فور وقوع الحادث مباشرة، وحتى ساعته 17 شاهدا من الذين كانوا في صحبة المجني عليه، ومسؤولين وعاملين بالشاطئ ممن شاهدوا الواقعة، فتواترت أقوالهم بشأن ملابسات كيفية وقوع الحادث أن المجني عليه وآخرين كانوا في اجتماع أسبوعي عقدته الكنيسة بالشاطئ، وعقب انتهاء اجتماعهم وأثناء استقلالهم الحافلات التي ستنقلهم، ومتابعة المجني عليه انتظامهم بها مرتديا الزي الديني، فوجئوا بالمتهم قد اندس بينهم مُشهرا سكينا بيده وتسلل خلف المجني عليه وطعنه في عنقه قاصدا قتله، وحاول موالاة التعدي عليه بطعنة أخرى إلا أن الحاضرين قبضوا عليه وتحفظوا على السكين التي كانت بحوزته، وسلموه والسكين المضبوط إلى رجال الأمن، وكان من بين الشهود من تعرفوا على شخص المتهم في التحقيقات".
وأضافت النيابة المصرية أن "تقرير الصفة التشريحية الصادر عن مصلحة الطب الشرعي نفاذا لقرار النيابة العامة قد أثبت أن وفاة المجني عليه نتيجة إصابته الطعنية بالعنق، كما أن النيابة العامة كانت قد أمرت بفحص عينة دم وبول للمتهم بيانا لمدى تعاطيه أي مواد مخدرة، فأسفر الفحص عن خلو العينات مما يشير لذلك".
ولفتت النيابة إلى أنها "ندبت الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لمعاينة مسرح الحادث ورفع ما به من آثار لفحصها".
وبحسب البيان: "استجوبت النيابة العامة المتهم فيما نُسب إليه من قتله المجني عليه عمدا، فأقر خلال مواجهته شفاهة بالاتهام بارتكابه الواقعة، ثم عاد وعدل عن إقراره وقرر أنه وفد إلى الإسكندرية منذ أيام بحثا عن عمل بعدما تنقل من محافظة إلى آخرى، ومكث يبيت في الطرق العامة حتى عثر على سكينًا بمجمع للقمامة، فاحتفظ بها دفاعا عن نفسه، ثم ادعى أنه يوم الواقعة وبعدما رأى المجني عليه أمامه لم يشعر بما ارتكبه قبله، حتى ألقى المتواجدون القبض عليه".
وذكرت النيابة أنها "خلال مناقشة واستجواب المتهم لاحظت تلقيه الحديث والإجابة عما يوجه إليه من أسئلة بصورة طبيعية، خاصة وقد تمت مناقشته في تفاصيل حياته الاجتماعية، وما تلقاه من تعليم جامعي، وما يطالعه من كتب للتثقيف العام، إلا أن المتهم بعد عدوله عن إقراره في مستهل التحقيقات، ادعى سابق إصابته باضطرابات نفسية منذ نحو 10 أعوام دخل على إثرها أحد مستشفيات الصحة النفسية لتلقي العلاج، وأنه يفقد السيطرة على أفعاله أحيانا".
وقالت النيابة إنها أمرت بحبس المتهم احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، واستصدرت من المحكمة المختصة قرارا بوضعه تحت الملاحظة الطبية في أحد المستشفيات العامة المتخصصة في علاج الأمراض النفسية والعصبية لفحص حالته العقلية، وبيان مدى معاناته من أي آفة أو مرض عقلي أو نفسي من عدمه، وبيان ما إذا كان هذا المرض قد يدفعه لارتكاب مثل الجريمة محل التحقيقات وهو مسلوب الإرادة من عدمه، كما تجري النيابة العامة تحقيقات موسعة مع ذوي المتهم وأهليته خلال تلك الساعات في إطار ما تتخذه من إجراءات التحقيق بالدعوى.
كان القمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية قال، إنه خلال سير الكاهن تعرض لاعتداء من شخص مجهول بآلة حادة في الرقبة، وتم نقله للمستشفى قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بمجرد وصوله المستشفى.
وأعرب إبراهيم، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، عن حزنه لواقعة مقتل القمص، قائلًا :"تلقينا الخبر بمزيد من الألم والانزعاج"، ووصفه إبراهيم، بأنه حادث "غادر ومؤلم وصادم".
وأكد إبراهيم، أنه ليست هناك تفاصيل حول أسباب الحادث، والأمر متروك لجهات التحقيق، ونحن نثق في تعامل الأجهزة المعنية مع الحادث أن يكون جاد وعلى مستوى الواقعة.
وكانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، قد أعلنت في وقت متأخر الخميس، تعرض الكاهن لاعتداء باستخدام آلة حادة في رقبته، من قبل شخص مجهول، نُقل على إثره إلى مستشفى القوات المسلحة بمنطقة مصطفى كامل، إلا أن توفي عقب وصوله المستشفى.
وأكدت أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على القاتل وجاري التحقيق معه لمعرفة هويته ودوافعه لارتكاب هذا الحادث.
وسبق أن أرسل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رسالة تعزية للأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرقي الإسكندرية، وكما نعت الطائفةُ الإنجيلية بمصر "وفاة الكاهن بعد جريمة اعتداء وحشية".