دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قضت محكمة جنايات المنصورة المصرية، يوم الثلاثاء، بإحالة أوراق المتهم بقتل نيرة أشرف، طالبة جامعة المنصورة، إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت المحكمة جلسة 6 يوليو/ تموز المقبل للنطق بالحكم، بحسب وسائل إعلام مصرية.
وقٌتلت الطالبة المصرية، الاثنين الماضي، على يد زميلها محمد عادل في جامعة المنصورة بطعنات نافذة بسكين، حسبما أظهرت مقاطع فيديو سجلت لحظة مقتلها.
وبعدها بـ48 ساعة، أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم إلى محكمة الجنايات في اتهامه بقتل الطالبة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
وكانت محكمة جنايات المنصورة قررت، الأحد، حظر النشر في قضية مقتل الطالبة، وتم تأجيل نظر القضية إلى الثلاثاء.
ونفت أسرة الطالبة ما جاء باعترافات المتهم بقتلها أمام محكمة جنايات المنصورة، في أولى جلسات محاكمته، الأحد، وانتقدت هجوم بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على نيرة، بعد سماع أقوال المتهم في المحكمة.
وتساءلت الأسرة في حديث سابق لـCNN بالعربية: "لو صح افتراء الجاني، هل يبرر ذلك ما فعله؟!".
وقالت السيدة سناء، والدة طالبة جامعة المنصورة، إن ما جاء في اعترافات القاتل أمام المحكمة "كذب في كذب، ولا تعرف من أين أتى بهذا الكلام عن ابنتها، سواء فيما يتعلق بوجود قصة حب وارتباط بينهما أو استغلالها للقاتل للإنفاق عليها أو مساعدتها في الدراسة"، مُشيرة إلى أن المتهم "هو من عرض على ابنتها المساعدة في إعداد أبحاث الجامعة فى العام الأول لها بالجامعة".
وروت سناء تفاصيل علاقة نيرة بالمتهم قبل وقوع الحادثة، قائلة إنه تعرّف إلى ابنتها عندما عرض عليها المساعدة في إعداد أبحاث الجامعة، وبعدها أصبح يتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم بالتعليق على طريقة لبسها أو سفرها أو عملها، إلا أن نيرة ردت بأنه ليس له سلطة عليها ليقوم بهذه التعليقات وقامت بحظره، غير أنه أنشأ صفحات وهمية لكتابة تعليقات مسيئة لها ولشقيقاتها، مما دفع الأسرة لتحرير محاصر ضده، والشكوى لأهله من هذه التصرفات.
وفسّرت سناء سبب تصرفات المتهم بأنه كان مريضًا بحب نيرة، في المقابل كانت ابنتها ترى تصرفاته بأنه "عيل أهبل، وعيل تافه ولم تمنحه أي اهتمام"، حسب قولها.
وأضافت: "كل ما كان يقوم به القاتل تجاه نيرة ليس حبًا كما يدعي ولكنه مرض حب الامتلاك، وتعلقه بنيرة تعلق مرضي وليس حب وكان مغلولًا منها، وكان مقتنع أنها إما أن تبقى له يا إما لا تكون لغيره ويقتلها".
وقالت والدة نيرة، إنه عقب مضايقات المتهم لابنتها على مواقع التواصل الاجتماعي تم عقد جلسات عرفية بحضور وسطاء لإبعاده عن ابنتها، وتم الاتفاق خلال هذه الجلسات من بعض الحضور على توقيع إيصالات أمانة لضمان عدم تعرضه لنيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم التدخل في شؤونها أو أسرتها ولم يتم استغلالها ضده، وهو ما يتناقض مع حديثه أمام المحكمة أن أسرة نيرة هي من أجبرته على التوقيع على إيصالات.
آنذاك، قررت الأسرة أن تسافر نيرة إلى القاهرة، حيث تقيم شقيقتها، لإبعادها عنه نهائيًا. وكانت تعود إلى الجامعة لأداء امتحاناتها فقط.
وتقول سناء إن ابنتها الراحلة كانت طموحة، وتتطلع لتصبح مضيفة طيران عقب الانتهاء من دراستها وهو آخر ما قالته لشقيقتها قبل عودتها للامتحانات.
وذكرت السيدة أن الأسرة حاولت بيع منزلها في مدينة المحلة الكبرى - شمال العاصمة المصرية - وشراء منزل آخر في القاهرة للانتقال له بعيدًا عن مشكلات الجاني مع ابنتها، إلا أن المتهم حاول تشويه سمعة الأسرة لوقف بيع المنزل من خلال إنشاء حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتابة عبارات مسيئة للأسرة، مثل "ده بيت دعارة"، قاصدًا من ذلك تشويه سمعة الأسرة والتدخل في شؤون نيرة لعدم الابتعاد عنه.
وحينما سألت CNN بالعربية والدة نيرة عن تفاصيل يوم الواقعة، قالت والدة نيرة إنها علمت بالحادث من إحدى صديقات ابنتها، وحسبما عرفت من تحقيقات النيابة، أن المتهم كان قد أرسل رسائل تهديد لابنتها قبل وفاتها بثلاثة أيام، إلا أن ابنتها لم تخبرها بذلك، مضيفةً حسبما نقل البعض لها أن المتهم حاول الجلوس إلى جانب نيرة داخل الأتوبيس خلال توجهها لأداء الامتحانات بجامعة المنصورة وعرض دفع الأجرة، إلا أن نيرة رفضت الأمر.
وردًا على ما ذكره المتهم أمام المحكمة عن استفزاز نيرة له قبل مقتلها، قالت الأم إن ابنتها غير معتادة على السخرية من أحد، وتميل إلى رفض التنمر وترفض أية محاولات للنفاق، مضيفة أن ما قاله "كذب واختلاق أمور ليست حقيقية".
ونفت الأم ما ذكره المتهم عن طلب والد نيرة تدخله لمنعها من السفر، قائلة إن "غير صحيح وكلام لا يعقل نهائيًا ولا نعرف من لقنه هذا الكلام".
وانتقدت السيدة سناء هجوم بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على ابنتها نيرة، في أعقاب اعترافات الجاني، كذلك انتقدت دخول البعض على حساب نيرة الشخصي على إنستغرام والحصول على صورها وكتابة رسائل مسيئة لها، مشيرة إلى أن الأسرة لم تستطع إغلاق الحساب، بسبب تحفظ جهات التحقيق على هاتفها الشخصي.
واختتمت السيدة سناء حديثها لـCNN بالعربية، بقولها: نيرة كانت جميلة وهادئة، وتمنت والدتها أن تحصل على حقها عن طريق إعدام المتهم حتى يمكنها تلقى العزاء في وفاتها.
من جانبه، قال والد الفتاة أشرف عبد القادر إن القضية أصبحت في يد القضاء، ونثق في حكمه العادل للحصول على حقها حتى تبرد نار فقدان نيرة، مضيفًا أن ما ذكره المتهم أمام محكمة الجنايات محض افتراء وكذب على ابنته لمحاولة تشويه سمعتها حتى يكسب تعاطف البعض.
ووجه عبد القادر، في تصريحات خاصة لـ CNN بالعربية، رسالة لبعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي: "أوجه رسالة لمن ترك الجريمة البشعة، وركز على افتراء الجاني على نيرة، تخيل أن الواقعة حدثت مع ابنتك، هل كنت ستتعاطف مع الجاني؟ (...) حتى وإن قامت نيرة بما ادعى به الجاني، هل يبرر ذلك ما فعله؟!".