ما الذي لا يمكن توقعه من رحلة بايدن إلى القدس؟.. سفير أمريكا السابق في إسرائيل يوضح لـCNN

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة

هذه القصة من إعداد عباس اللواتي ومساهمة أندرو كاري. ظهرت نسخة من هذه القصة لأول مرة في نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

القدس وأبوظبي (CNN)-- استغرق الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي يصل إلى القدس هذا الأسبوع في بداية رحلة إقليمية قصيرة إلى الشرق الأوسط، قرابة 18 شهرًا لتحديد موعد لزيارة المدينة المقدسة، ليغادر بعدها إلى المملكة العربية السعودية.

على النقيض من ذلك، فقد جعل سلفه دونالد ترامب القدس واحدة من أولى الوجهات الخارجية له، بعد 4 أشهر من توليه منصبه.
كما سعى بايدن إلى إزالة بعض "الحدة" تجاه احتضان الإدارة السابقة لإسرائيل، وكذلك إعادة ضبط العلاقات مع الفلسطينيين.

مع ذلك، جعل البيت الأبيض الأمر واضحًا منذ البداية، بأنه ليس مهتمًا باستثمار أي جهد سياسي في إعادة بدء مفاوضات السلام (بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني).

وتأتي زيارة الرئيس الأمريكي بعد أقل من شهر من انهيار الحكومة الإسرائيلية الأخيرة، وهو تطور من شأنه أن يعزز الاعتقاد في واشنطن بأنه ليس الوقت المناسب لإجراء مفاوضات دبلوماسية إسرائيلية فلسطينية.

وبدلا من ذلك، فمن المتوقع أن يتم الاهتمام بالعلاقات الإقليمية المتنامية لإسرائيل، والتركيز على الاقتصاد الفلسطيني.

ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لابيد، سيكون هو الرجل الذي سيرحب ببايدن في إسرائيل، لكن الزائر الأمريكي سيخصص بعض الوقت للقاء بنيامين نتنياهو، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يكون مستعدًا للعودة لمنصبه السابق.

وقد يكون من المفيد النظر عن كثب عندما يصافح الرئيس الأمريكي رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نتنياهو، فقد يكون ظل ترامب حاضرًا - ولو قليلا جدًا - وقتها.

ولمعرفة المزيد حول ما يمكن توقعه من زيارة بايدن لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، تحدثت شبكة CNN مع السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو.

- كيف تختلف سياسة بايدن تجاه إسرائيل عن سياسات أسلافه، خاصة فيما يتعلق بالقدس كعاصمة إسرائيل غير المقسمة ومرتفعات الجولان والمستوطنات؟
دان شابيرو: بايدن يعتقد بقوة أن الحل الوحيد الممكن للصراع الإسرائيلي الفلسطيني هو اتفاق على دولتين تعيشان في سلام وأمن.
فقد حافظ بايدن على نقل ترامب للسفارة الأمريكية في القدس، اعترافا بعاصمة إسرائيل، لكنه تعهد أيضًا بإعادة إنشاء القنصلية الأمريكية المنفصلة لمواصلة الإجراءات الدبلوماسية مع الفلسطينيين التي أغلقها ترامب، وهو يدرك أن حل مطالبات الطرفين في القدس لا يمكن القيام به إلا على طاولة المفاوضات، لذلك لا يرى بايدن أي شيء في الأفق يثير أي سؤال حول سيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان، ولا يوجد سبب للخوض في مسألة السيادة.

- على عكس بعض أسلافه، لم يعين بايدن بعد مبعوثا خاصًا للشرق الأوسط بعد عام واحد من رئاسته.. ما دلالات هذا الأمر بالنسبة للأهمية التي يوليها لحل الصراع في الشرق الأوسط؟

دان شابيرو: من المحتمل أن يعكس ذلك التقييم الواقعي بأن الديناميكيات السياسية المحلية الإسرائيلية والفلسطينية لا ترجح تحقيق اختراقات، فضلا عن تصدر الأولويات الأخرى، مثل التنافس مع الصين، وإعادة تنشيط حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والآن مساعدة أوكرانيا على صد الغزو الروسي.

في غضون ذلك، تدعم إدارة بايدن الخطوات التي تعزز الاقتصاد الفلسطيني، وتقلل الاحتكاك بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتحد من الإجراءات التي يتخذها أي من الجانبين - مثل توسيع المستوطنات والمدفوعات للإرهابيين (من خلال صندوق شهداء السلطة الفلسطينية)، التي يمكن أن تجعل تحقيق الحل النهائي أكثر صعوبة.

- إذا كانت الولايات المتحدة تريد الحصول على شيء من إسرائيل فيما يتعلق بالحل السياسي للفلسطينيين، فما الذي يمكن أن يقدمه بايدن في المقابل؟

دان شابيرو: لا أعتقد أن بايدن سيحاول الإقناع بإجراء أو بقرار معين خارج عن موافقة إسرائيل.

ففي هذه المرحلة، عندما لا تكون هناك مفاوضات، فإن الأمر يتعلق أكثر بالحفاظ على احتمالات قيام دولتين على قيد الحياة من أجل مفاوضات قد تأتي لاحقا.

وحتى في الوقت الذي يتقدم فيه التطبيع مع الدول العربية، وهو ما يدعمه بالكامل، لا يزال صدى القضية الفلسطينية يتردد في كثير من أنحاء العالم العربي وسيؤثر على آفاق انضمام دول جديدة.

- هل من المحتمل أن تقوم إسرائيل بأي إشارات تجاه الفلسطينيين قبل رحلة بايدن؟
دان شابيرو: الإسرائيليون يركزون على إجراء انتخابات جديدة، هي الخامسة في أقل من 4 سنوات. ورغم أن رئيس الوزراء بالإنابة، يائير لابيد، أكثر اعتدالا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية من رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نفتالي بينيت، أو سلفه بنيامين نتنياهو.

- من المقرر أن يلتقي بايدن مع نتنياهو زعيم المعارضة، والمعروف بارتباطه الوثيق بالرئيس ترامب، فكم سيكون حجم الانتكاسة التي ستواجهها إدارة بايدن عندما تجد نتنياهو رئيسًا لوزراء إسرائيل مرة أخرى، إن وجدت؟
دان شابيرو: لا يوجد شيء غير عادي في لقاء ودي بين رئيس أمريكي زائر وزعيم معارض لحليف ديمقراطي.

ومع نتنياهو، يمكن أن تكون هناك خلافات سياسية أكثر من لابيد، ولا سيما الخلافات الأكثر حدة حول القضية الفلسطينية والمفاوضات النووية الإيرانية، لكن مثل هذه الاختلافات ليست جديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وسيحرص بايدن على عدم الخوض في السياسة الإسرائيلية الداخلية.

- هل تتوقع أن يطرح بايدن مقتل شيرين أبو عاقلة أثناء الزيارة أم أن القضية تعتبر منتهية بالنسبة للولايات المتحدة؟
دان شابيرو: لا تزال وفاة شيرين أبو عاقلة المأساوية موضع قلق للولايات المتحدة لأنها كانت مواطنة أمريكية، ولأهمية أن تولى للصحفيين القدرة على أداء وظائفهم بأمان. ورغم أن نتيجة التحقيق الأمريكي حول المسؤول عن قتلها لم تكن حاسمة، لكنها أضافت أن إطلاق النار العسكري الإسرائيلي كان "المسؤول المحتمل" عن مقتلها، وهو الأمر الذي تواصل إدارة بايدن الضغط من أجل المساءلة. والموضوع لن ينته، رغم أنه من غير المحتمل أن يرضي الموقف الأمريكي الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني.