رأي حول وفاة مهسا أميني: "لم تكن يومًا مشكلتنا مع الله.. مشكلتنا مع الذين يعتبرون أنفسهم بعد الله"

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة

هذا المقال بقلم فريق حكايتها، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الفريق ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

"لم تكن يومًا مشكلتنا مع الله.. مشكلتنا مع الذين يعتبرون أنفسهم بعد الله" جملة قالها محمد الماغوط منذ عقود، لكننا ما زلنا نعيشها حتى اليوم. ما زلنا نعيش مع هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم بعد الله، ويعطون لأنفسهم الحق في محاسبتنا وتقييم أعمالنا بناء على معتقداتهم الشخصية وفهمهم الخاص.

ربما كان يومًا مشمسًا عاديًا خرجت فيه مهسا أميني وهي تراودها بعض الأفكار الغريبة كما بعض البشر: "قد أموت بحادث سير، أو ربما أتعرض للاختطاف، ولعلّها نوبة قلبية ستنهي حياتي..." لكنها بالتأكيد لم تتوقع أنها في هذا اليوم المشمس العاديّ، سوف تموت لأنها "لم تضع حجاب رأسها كما هو مفروض عليها وعلى غيرها من النساء الإيرانيات".

هذا التصرف يخوّل "شرطة الآداب" في إيران القبض على أيّ فتاة واحتجازها إلى حين توقيعها تعهدًا بعدم السماح مرة أخرى لشعرها بالهرب والتجول خارج إطار غطاء الرأس. لكن (مهسا أميني) دخلت إلى قسم الشرطة وخرجت منه إلى المستشفى، حيث فارقت الحياة هناك.

والآن ماذا بعد؟ لربما جميعنا كـ نساء وفتيات نسأل أنفسنا هذا السؤال، من أي نقطة في الحريات نبدأ بالمطالبة؟ ولأي سبب قد أُقتل دون أن أدري لمجرد أنني امرأة؟ وإلى متى سيستمر عزاء النساء لأسباب غريبة!

فالبارحة فتيات ذُبحن لأنهن قلن "لا"، واليوم فتاة سُلبت حقها الأول والأبسط في حقوق الإنسان وهو حق الحياة، لمجرد أنها خرجت عن المعايير الصحيحة من وجهة نظر سلطات، تنصّب نفسها "ملائكة" على أكتافنا تسجل أعمالنا بل ويتعدى عملها لمحاسبتنا عليها.

للأسف، إن البعض ممن يؤمنون، يفهمون الأديان بشكل خاطئ وسيء، والمصيبة الكبرى حين تكون بيد هؤلاء السلطة والقوة لتطبيق فهمهم/ـن الخاص على مجتمعات بأكملها.

لذا، في هذه الحالة وفي قصة مشابهة لما حصل مع مهسا، يتعدى الخوف على الأمن والاستقرار، وحتى على حياتنا وحرياتنا وحقوقنا كنساء، ليتوسع ويشمل ردة فعلنا تجاه كل ما يحدث حولنا: زيادة الرغبة في الإجرام، عدم احترام اختلافاتنا وفهمها، القدرة على تقبّل الآخر دون إلغائه أو محاولة تغييره أو الحكم عليه أو حتى ممارسة العنف ضده لمجرد أنه مختلف!

فالعنف دائرة متى ما بدأت يُصبح من الصعب أن تنتهي، وعندما تدور وتقترب منا قد ننسى مبادئنا وسعينا للسلام، فنكملها ويصبح العنف منهجنا الجديد للدفاع عن حقوقنا أو ربما لمجرد التنفيس عن كبتنا وغضبنا.