(CNN) -- كانت السماء بالنسبة لها نقطة الانطلاق إلى ما هو أبعد بكثير من الأرض، فكرّست معرفتها ووقتها وحياتها للفضاء، لتكون أول امرأة مصرية تسافر إلى الفضاء.
سارة صبري شابّة مصرية متخصصة في الهندسة الطبية الحيوية، والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة Deep Space Initiative (DSI)، وهي شركة غير ربحية تهدف إلى توفير الفرص لزيادة إمكانية البحث في مجال الفضاء واستكشافه.
وتقول صبري في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كنت أشعر بالفضول حول كيفية القيام بالأشياء، ساعدتني علوم الهندسة على تفكيك المشكلات وجعلتني أكثر إبداعاً في إيجاد الحلول، لكن هذا لم يكن كافياً، أردت أن أفهم ما الذي يجعلنا بشراً"، مضيفة أن "الهندسة الطبية الحيوية سمحت لي بالعمل على التقاطع بين الطب والتكنولوجيا، لذا بدأت أبحث وأتساءل عن أصل كوننا، والفيزياء التي تحكم وجودنا، وأدركت أن هناك الكثير الذي لم نفهمه بعد".
وقرّرت صبري استخدام مهاراتها في المجالين (الطب والتكنولوجيا) لرفع الوعي، وتشير إلى أنه "لتحقيق هذا كنا بحاجة إلى إرسال البشر إلى الفضاء أبعد مما كان ممكناً في السابق"، موضحة أنها حينها سألت نفسها لماذا لا تكون من بين أحد الأشخاص الذين يخوضون هذه الرحلة والمخاطر للمساعدة في دفع البشرية إلى الأمام.
واختيرت المصرية من بين 7000 مشارك، قدّموا لشركة الفضاء من أجل الانسانية "Space for Humanity (S4H)" غير الربحية التي تهدف إلى إتاحة فرص الوصول إلى الفضاء للجميع.
وتضيف صبري: "أن نكون ممثلين في مجال الفضاء أمر مهم جداً لأننا نحتاج إلى أن يؤمن عالمنا العربي والأفريقي بقدراتنا، وأنه يمكننا الوصول إلى الفضاء أيضاً، وأن السماء ليست الحد الأقصى".
وتعتبر صبري أن الرحلة إلى الفضاء كانت أعمق تجربة في حياتها والتزمت باستخدامها لتغيير العالم للأفضل، وتحفيز الأجيال الشابة على التعلّم والحلم بشكل أكبر وأوسع، قائلة: "عندما رأيت الكرة الأرضية من الفضاء، أدركت أنهما ليسا منفصلين، فالأرض جزء من الفضاء، ونحن البشر جزء منها، ونحن نسعى لمحاولة استكشافها وفهمها ودفع البشرية إلى الأمام".
ورغم من جمال تجربتها، إلا أنها لم تخل من التحديات والصعوبات، إذ توضح: "لطالما قيل لي ألا أتابع الدراسة التي اخترتها لأنني لن أجد فرصاً للعمل فيها، أو لأنها لم تكن متاحة في بلدي، أو أنها كانت صعبة للغاية بالنسبة لي كفتاة"، مؤكدة أنها لم تستمع لأحد، وعملت بجد أكثر لمحاولة تغيير هذا الحاضر.
وتقول صبري "آن الأوان للمصريين والنساء الأفريقيات والعربيات أن يروا أنفسهم ممثلين أخيراً، وأنهم ينتمون إلى هذا العالم أيضاً".