(CNN)-- أعدمت إيران، السبت، شابين، أحدهما بطل كاراتيه، والآخر مدرب أطفال متطوع. ما يرفع العدد الإجمالي للأشخاص المعروف أنهم أُعدموا على صلة بالاحتجاجات التي اجتاحت البلاد منذ سبتمبر/ أيلول، إلى أربعة.
في وقت مُبكر من صباح السبت، أُعدم محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني، حسب وكالة أنباء فارس التابعة للدولة. وأُدين الاثنان، الذين زُعم مشاركتهما في مظاهرات مناخضة للنظام العام الماضي، بقتل سيد روح الله عجميان، أحد عناصر قوات الباسيج شبه العسكرية، بمدينة كرج في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، وفقا لوكالة أخبار القضاء الإيرانية (ميزان).
في حسابه عبر تويتر، قال محمد حسين أغاسي، المحامي المدافع عن كرامي، السبت، إن كرامي لم يُمنح حقوقه النهائية بالحديث إلى أسرته قبل إعدامه. وأضاف المحامي أن كرامي بدأ الأربعاء إضرابًا عن الطعام الجاف كنوع من الاحتجاج على المسؤولين لعدم سماحهم لأغاسي بتمثيله.
تلقى ما يصل إلى 41 متظاهراً آخر أحكاماً بالإعدام في الأشهر الأخيرة، وفقاً لتصريحات المسؤولين الإيرانيين ووسائل الإعلام الإيرانية التي استعرضتها CNN ومجموعة "1500 تسفير"، لكن العدد قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
رثاء للرجلين المعدمين
كرامي، 21 عامًا، بطل كاراتيه إيراني كردي، وضع وشماً على ذراعه من الداخل على شكل الحلقات الأولمبية. قال ابن عمه لشبكة CNN إن كرامي كان فتى شجاعًا وذكيًا ودخل في لعبة الكاراتيه في سن الحادية عشرة. وانضم إلى المنتخب الإيراني للشباب وفاز لاحقًا بالبطولات الوطنية.
في الشهر الماضي نشر والدا كرامي مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يتوسلان للدولة أن تنقذ حياته. قال والده: "ابني من أبطال الكاراتيه في إيران ولديه عدة ألقاب وطنية وكان العضو الرابع في المنتخب الإيراني ... أتوسل إليكم من فضلكب رفع أمر الإعدام".
وأدين كرامي في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول، بعد أقل من أسبوع من بدء محاكمته في طهران بشأن القتل المزعوم للميليشيات شبه العسكرية. ووصفت منظمة العفو المحاكمة بأنها "لا تشبه إجراءات قضائية ذات مغزى". وتقول عائلته إنه تعرض للتعذيب في السجن ورفض الاتصال بمحام.
نشرت منظمة العفو الدولية اقتباسًا من والد كرامي جاء فيه: "أذهب إلى المحكمة والسجن كل صباح ثم أمشي بلا هدف في الشوارع. ذهبت هذا الصباح إلى السجن، لكن مساعد وكيل النيابة في السجن لم يكن موجودًا. قالوا لي إن علي التوقف عن الذهاب إلى هناك إذا كانت قضيتي تتعلق بالاحتجاجات. إنهم لا يعطونك أي رد".
قال والده: "في كل ليلة أشعر بالرعب من أن يخبروني بإعدام طفلي. فقدت الأمل... لقد حكموا على طفلي بالإعدام وربما ينفذون إعدامه في أي لحظة".
في حين أشارت يي وان ري عضو البرلمان الألماني التي دافعت عن قضيته، إلى سيد محمد حسيني، 20 عامًا، لتطوعه لصالح الأطفال.
"قصة سيد محمد حسيني حزينة للغاية. لقد فقد والديه. كان يزور قبورهما كل يوم خميس"، وألقي القبض عليه وهو في طريقه إلى زيارتهما، حسبما كتبت البرلمانية الألمانية على تويتر.
وقالت البرلمانية الألمانية إن شقيقه اختطف أيضًا ولم يسمع عنه أحد.
وبحسب منظمة العفو الدولية، فقد أدين حسيني في نفس جلسة الاستماع مع كرامي ورجلين آخرين حكم عليهم بالإعدام، هما حميد غار-حلو وحسين محمدي.
وتقول منظمة العفو إن الإدانات استندت إلى اعترافات قسرية.
وأضافت المنظمة: "قبل بدء المحاكمة الجماعية، بثت وسائل الإعلام الحكومية الاعترافات "القسرية" للمتهمين ووصفتهم بأنهم "قتلة"، في انتهاك لحقوقهم في افتراض البراءة والتحرر من التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة".
اعتقال صحفي
في غضون ذلك، تم اعتقال المحرر السياسي لصحيفة "اعتماد" الإيرانية المستقلة مهدي بيك، الخميس، بحسب تغريدة من الصحيفة. جاء الاعتقال وسط حملة قمع من قبل السلطات الإيرانية في أعقاب الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، العام الماضي، بعد أن ألقت شرطة الآداب القبض عليها بزعم عدم ارتدائها الحجاب بشكل صحيح. منذ ذلك الحين، التفت الاحتجاجات حول مجموعة من المظالم من النظام الاستبدادي.
شوهد مهدي بيك في صورة نشرتها زوجته زهرة بك بعد اعتقاله.
وقالت زوجته زهرة بيك، الجمعة، إن مسؤولين من وزارة الإعلام الإيرانية احتجزوا بيك.
تم اعتقاله بعد أن "أجرى مقابلة مع عائلات العديد من المعتقلين في المظاهرات الجارية"، بحسب المنفذ الإصلاحي النشط "إيران واير".
وكتبت زوجته على موقع تويتر: "تمت مصادرة الهاتف المحمول والكمبيوتر المحمول وممتلكات الصحفي". لم يتضح حتى الآن سبب اعتقال بيك.
واعتقل مسؤولون إيرانيون في وقت سابق بعض الأفراد لانتقادهم رد الحكومة على المظاهرات.
أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) المتحالفة مع الدولة، أن ترانه عليدووستي، إحدى أشهر الممثلات الإيرانيات، أُفرج عنها بكفالة الأربعاء، بعد أن ألقي القبض عليها بعد انتقادها لإعدام أحد المحتجين.
نشرت عليدوستي، المعروفة بالناشطة النسوية، صورة لها الشهر الماضي على إنستغرام بدون الحجاب الإسلامي وتحمل لافتة كتب عليها "المرأة، الحياة، الحرية" لإظهار الدعم للحركة الاحتجاجية.
لم يتم توجيه تهمة رسمية إلى عليدوستي، لكن تم القبض عليها في البداية "لعدم كفاية الأدلة على مزاعمها" فيما يتعلق باحتجاجها على شنق محسن شكاري الشهر الماضي في أول إعدام معروف مرتبط بالاحتجاجات.