آمال إسماعيل ملهمة التعلّم في مصر.. بدأت الدراسة بعد الزواج وحصلت على الماجستير بعمر الـ80 عامًا

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
آمال إسماعيل ملهمة التعليم في مصر.. بدأت الدراسة بعد الزواج وحصلت على الماجستير في عمر الـ80
Credit: Amal Ismail

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُحرم بعض السيدات من استكمال التعليم، أو قد تتوقفن عنه بعد الزواج والإنجاب لانشغالهن في الأمور اليومية. ولكن السيدة المصرية آمال إسماعيل لم ترض بتكرار هذا السيناريو، وبدأت رحلتها في التعلّم بعد الزواج.

وحصلت إسماعيل على الشهادة الإعدادية، وتوقفت لمدة 30 عامًا، ومن ثم عادت مرة ثانية لتحصل على الشهادة الجامعية، وتستكمل الرحلة بالحصول على درجة الماجستير بعمر الـ80 عامًا.

وتحلم إسماعيل بالحصول على الدكتوراه، لتصبح قصتها ملهمة للنساء اللواتي يطمحن إلى إكمال تعليمهن في مصر.

وبدأت إسماعيل، رحلتها في التعلّم بمرحلة الطفولة في إحدى القرى الريفية بدلتا مصر، قائلة: "لم يكن يدور في مخيلتي أن أتزوج وأتعلم في الوقت ذاته، إذ كنت البنت الصغرى في ترتيب أخواتي الأربعة، وسبقتني فتاتان تزوجا في سن صغيرة، وأصبحت مؤهلة للزواج مثلهما".

وأضافت اسماعيل: "أحد الضباط الذي كان يزور والدي بحكم عمله كعمدة للقرية التي نعيش فيها، أقنعه بضرورة أن أتعلم في المدرسة الفرنسية بمدينة المنصورة، حتى يصبح لي شأن"، لافتة إلى أن والدها وافق رغم أنه لم يكن معتادًا في وقتها على دراسة البنات في هذه الفترة.

وبعد انتقالها للدراسة، تقدم لها زوجها، وعقدت خطوبتها، واستكملت دراستها في الوقت ذاته.

زواجها وإصابتها بالسرطان

ولم تكن هذه البداية السعيدة إلا تمهيدًا لمسيرة من المحن والتحديات التي واجهتها، إذ قالت اسماعيل: "أُصبت بمرض خطير في الغدة الدرقية استلزم علاجي عدة أشهر، حتى لا أفقد صوتي، وبعد شفائي في عمر الـ14 سنة لم أعاود الدراسة مرة ثانية، وتزوجت في العام ذاته لتعلقي الشديد بزوجي، واستمرت حياتنا وأنجبت أبنائي، إلا أنه بعد وصولي لعمر الـ38 عامًا قررت العودة للتعلًم، وحصلت على الشهادة الإعدادية، وتوقفت مرة ثانية 30 عامًا استجابةً لزوجي الذي رفض استكمالي التعليم".

وطوال مدة الـ30 عامًا، لم تنس إسماعيل حلمها الأساسي باستكمال تعلّمها، وأضافت: "انشغلت طوال الـ30 عامًا بتربية الأبناء ومساعدة زوجي في الإنفاق على الأسرة، كما تعرضت للإصابة بمرض السرطان، واستفدت منه في تعلم الصبر والتمسك بالحياة".

وتضيف: "بعد وصولي لعمر الـ68 عامًا شجعتني ابنتي للعودة لاستكمال تعليمي في ظل شغفي بالقراءة، واقتنعت بكلامها وتقدمت لوزارة التعليم بأوراق حصولي على الشهادة الإعدادية، لأبدأ بدراسة الثانوية العامة، واجتزت المرحلة بمجموع 83% والتحقت بكلية الآداب".

دراسة الماجستير وحلم الدكتوراه

وكالعادة واجهت إسماعيل عقبة جديدة في مرحلة تعليمها، بعد إصابتها للمرة الثانية بمرض السرطان، ولكنها تغلبت عليه مجددًا، واستكملت التعلًم في كلية الآداب، وفي يوم تخرجها من الكلية في عام 2018، تقدمت بطلب دراسة الماجستير.

وتضيف: "وبعدما بدأت في دراسة تمهيدي ماجستير، تعرضت لكسر في الحوض، ما أقعدني في المنزل لمدة 6 شهور متواصلة، إلا أن ذلك لم يمنعني من استكمال الدراسة، بل شجعني أكثر للحصول على الماجستير".

واختارت إسماعيل، عنوان "أسلوب الحياة الاجتماعية والثقافية للفئات العمرية المتقدمة" لرسالة الماجستير، والتي تناولت أهمية ودور المسنين في النسق الاجتماعي داخل الأسرة، وأكدت على أهمية الحفاظ على كبار السن، والاستفادة من خبراتهم، والتي تراهم "ثروة" يجب الحفاظ عليها وعدم إهدارها.

وتعتبر إسماعيل أن الأهم من إنجازها بالحصول على درجة الماجستير في عمر الـ80 عامًا، هو حصولها على درجة الامتياز في الماجستير، وتوصية اللجنة العلمية بطباعة الرسالة على نفقة جامعة المنصورة وتبادلها بين الجامعات المصرية.

وتحلم إسماعيل، بالحصول على درجة الدكتوراه خلال الفترة المقبلة، قائلة :"إذا كان في العمر بقية لن أتوقف عن التعلّم، وسأسعى لإعداد رسالة ماجستير ثانية عن المخدرات، لتوعية الشباب بخطورتها، بالتعاون مع وزارة الداخلية ومنظمات المجتمع المدني".