(CNN)-- ندد المرشد الإيراني الأعلى بإيران، علي خامنئي، بوجود الجيش الأمريكي في العراق، وذلك خلال اجتماعه مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في طهران، السبت.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، عن خامنئي قوله: "إن وجود حتى أمريكي واحد في العراق يعتبر أكثر من اللازم".
وأضاف خامنئي: "الأمريكيون ليسوا أصدقاء لأحد وليسوا مخلصين حتى لحلفائهم الأوروبيين"، ودعا خامنئي إيران والعراق إلى توسيع "التعاون الثنائي".
وتأتي تصريحات خامنئي في أعقاب زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن غير المعلنة إلى بغداد، الشهر الماضي، عندما قال أوستن إن القوات الأمريكية "مستعدة للبقاء في العراق".
وأكد الرئيس العراقي في بيان عقب اجتماعه مع خامنئي، أهمية العلاقات العراقية -الإيرانية لكنه لم يرد على تصريحات المرشد الإيراني بشأن وجود الأمريكيين في العراق.
وقال أوستن، الذي أصبح في آذار/ مارس الماضي، أعلى مسؤول حكومي أمريكي يزور العراق منذ بداية إدارة الرئيس جو بايدن، إنه كان في البلاد "لإعادة تأكيد الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، بينما نتحرك نحو سياسة أكثر أمنا واستقرارا نحو سيادة العراق".
وجاءت زيارته قبل أيام من الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق الذي أطاح بالدكتاتور الراحل صدام حسين من السلطة.
وقال أوستن: "الآن نتطلع إلى الأمام، والقوات الأمريكية مستعدة للبقاء في العراق بدعوة من الحكومة العراقية". وأضاف: "تقوم هذه القوات الأمريكية بدور غير قتالي، وتقدم المشورة والمساعدة لدعم الحرب التي يقودها العراق ضد الإرهاب، هذه مهمة حاسمة، ونحن فخورون بدعم شركائنا العراقيين".
والعراق شريك مهم للولايات المتحدة في حملة هزيمة (داعش). لكن على عكس سوريا، حيث عملت القوات الأمريكية جنبًا إلى جنب مع قوات سوريا الديمقراطية وشركاء آخرين، يقوم الجيش الأمريكي بدور المشورة والمساعدة في العراق، بعد أن أنهى رسميا مهامه القتالية في العراق، عام 2021.
وقال أوستن خلال زيارته لبغداد: "الولايات المتحدة ستواصل تعزيز وتوسيع شراكاتنا لدعم الأمن والاستقرار والسيادة العراقية".
ويلعب العراق دوراً حاسما للولايات المتحدة في احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة. وحاولت إيران بسط سيطرتها على العراق من خلال استخدام قوات بالوكالة ونفوذ طهران على الأحزاب السياسية الشيعية في بغداد.
كما تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن تصرفات طهران في سوريا.
وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الشهر الماضي بأن الولايات المتحدة "ستحمي شعبنا بقوة" حيث شنت الجماعات المدعومة من إيران هجمات على القوات الأمريكية في سوريا.
وجاءت تصريحات بايدن بعد يوم من موافقته على شن ضربات جوية انتقامية ردا على هجوم بطائرة بدون طيار، نفذته جماعة مدعومة من إيران في سوريا خلف قتيلا أمريكيا وأصاب آخرين.
وقال بايدن حينها خلال زيارته لكندا: "الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، ولكننا مستعدون لحماية شعبنا بقوة".
كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على طهران لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة هجومية لاستخدامها في الحرب بأوكرانيا.
وأُثيرت مخاوف من أن إيران لديها القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي في أقل من أسبوعين وتصنيع قنبلة نووية في غضون أشهر.