(CNN)-- دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الاثنين، الأمم المتحدة إلى إحياء ذكرى "النكبة" عندما اضطر أكثر من 700 ألف لاجئ فلسطيني إلى الفرار من ديارهم في ما يعرف الآن بإسرائيل.
وفي حديثه بمناسبة الذكرى الـ75 لـ"النكبة"، وفي أول احتفال رفيع المستوى للأمم المتحدة على الإطلاق لإحياء تلك الذكرى، حث عباس الأمم المتحدة على جعل 15 مايو/ أيار يوما لـ"إحياءمحنة الفلسطينيين، التي هي محنة للإنسانية ككل"، حسب قوله.
وأضاف: "نطالب اليوم رسميا، وفقا للقانون الدولي والقرارات الدولية، بالتأكد من احترام إسرائيل لهذه القرارات أو تعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة"، في إشارة إلى مئات قرارات الأمم المتحدة على مدى السنوات التي يرى الفلسطينيون أنها تضمن لهم الحقوق.
وخلال خطابه أمام مجلس الأمم المتحدة، قال عباس: "الخطوة الرئيسية التي يجب على الحكومة الإسرائيلية اتخاذها هي الاعتراف ، مع شركائها ، بمسؤوليتها عن هذه النكبة ... عن القتل والتهجير والتدمير"، حسب تعبيره.
وحذر:"سنرسل آلاف الشكاوى إلى محكمة الجنايات الدولية إذا فشلت إسرائيل وأنصارها في تحمل مسؤولية النكبة".
وفي المقابل، قاطع مسؤولون إسرائيليون حدث الأمم المتحدة، وحثوا دبلوماسيين من دول أخرى على عدم المشاركة.
وبعث سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، يوم الأحد، برسالة إلى السفراء الآخرين "يحثهم بشدة" على عدم المشاركة فيما وصفه بـ"حدث النكبة المشين"، وفقا لنسخة من الرسالة حصلت عليها شبكة CNN.
وقال إردان إن "مثل هذه الأحداث لا تؤدي إلا إلى شيطنة إسرائيل وإبعاد أي فرصة للمصالحة".
وفي الأشهر الأخيرة، قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية والسفير إردان بجهود لإقناع الدول بعدم المشاركة في الحدث، وقال إردان إن "حضور هذا الحدث المشين يعني تدمير أي فرصة للسلام من خلال تبني الرواية الفلسطينية التي وصفت قيام دولة إسرائيل بكارثة".
وأشار عباس إلى أن المملكة المتحدة هي "المسؤولة عن هروب الفلسطينيين وزرع إسرائيل في وطننا التاريخي"، كما هاجم الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل، قائلا إن البريطانيين والأمريكيين "يتحملون المسؤولية السياسية والأخلاقيةعن طرد الفلسطينيين".
كانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من بين 30 دولة صوتت ضد قرار الأمم المتحدة بإقامة "ذكرى النكبة" هذا العام، وقال إردان إنه تمكن من إقناع "عدد من الدول" بمقاطعة الحدث يوم الاثنين.
وقال المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيت إيفان، الاثنين، إنه إلى "جانب دول أخرى بما في ذلك ألمانيا والمملكة المتحدة، لم تخطط الولايات المتحدة أبدا لحضور الحدث، لأن لديها مخاوف بشأن التحيز ضد إسرائيل داخل الأمم المتحدة"، وأضاف: "نحن لا ندعم الأحداث التي تنظمها الهيئات المصممة على التحيز ضد إسرائيل".
وقال النائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل إن "الحضور أو التمثيل الأمريكي في أي حدث لا يعكس التزامنا تجاه الشعب الفلسطيني، وما زلنا ندرك المحنة المؤلمة للاجئين الفلسطينيين".