دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت وزارة الخارجية القطرية، الثلاثاء، أن الخطوة المقبلة في عودة العلاقات الدبلوماسية بين قطر والإمارات هي تعيين السفراء، خاصة بعد استئناف السفارة القطرية في أبوظبي وقنصليتها في دبي والسفارة الإماراتية في الدوحة مزاولة أعمالهم.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، خلال الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها الوزارة، إن إعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين "تأتي تجسيدا لإرادة قيادتي البلدين، وتعزيزا لمسيرة العمل العربي المشترك، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين"، وفقا لوكالة الأنباء القطرية.
وأضاف أن "الزيارات بين وفود البلدين مستمرة منذ أشهر، وأن عودة التمثيل الدبلوماسي ستكون دفعة إيجابية للعلاقات السياسية، واستمرار تبادل الزيارات بين المسؤولين سيكون طبيعيا"، لافتا إلى أن لقاءاتهم في الاجتماعات الإقليمية والدولية "ستستمر كما كانت في السابق، ولا يستبعد أن تكون هناك زيارات قريبة بين مسؤولي البلدين".
وقررت الإمارات وقطر، الاثنين، إعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما عبر استئناف عمل السفارة الإماراتية في الدوحة، وسفارة قطر لدى أبوظبي وقنصليتها في دبي.
ويأتي القرار بعد تحسن العلاقات بشكل ملحوظ في السنتين الأخيرتين بين البلدين، أي منذ توقيع "اتفاق العُلا" مطلع عام 2021.
وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت أزمة دبلوماسية بعد فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على الدوحة عام 2017.
وعن عودة التمثيل الدبلوماسي بين قطر والبحرين، صرح الأنصاري بأن "العمل جار لفتح السفارات بين البلدين، خاصة بعد عودة الطيران بينهما بمعدل 6 رحلات يوميا"، مشيرا إلى أن "لجنة المتابعة القطرية - البحرينية عقدت اجتماعها الثالث في مدينة الدوحة استكمالا لاجتماعاتها السابقة، تنفيذا لما تضمنه بيان العلا، ووفقا لإرادة قيادتي البلدين، وبما يحقق مصالح وتطلعات الشعبين الشقيقين".
وكانت لجنة المتابعة القطرية - البحرينية أقرت في أبريل/ نيسان، بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض، إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وتناول المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان للدوحة، حيث قال إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل الوزير الإيراني والوفد المرافق له، ثم عقد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني جلسة مباحثات مع عبداللهيان، في إطار الجولة التي يقوم بها إلى قطر وسلطنة عمان، مشيرا إلى أن هذه الزيارة "تأتي ضمن الزيارات المستمرة بين المسؤولين القطريين والإيرانيين لدعم الاستقرار والأمن الإقليميين، وتعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم شعبي البلدين".
وذكر مصدر مسؤول مطلع، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أن مسؤولين قطريين ناقشوا مع وزير الخارجية الإيراني "سبل المضي قدما" فيما يتعلق بتبادل الأسرى والإفراج عن مليارات الدولارات من الأموال الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية.
وقال المصدر الرسمي في بيان إن "زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الدوحة تركز على المناقشات حول العلاقات الثنائية ودعم القطريين للمضي قدما فيما يتعلق بتبادل المعتقلين، والإفراج عن الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية".
ويأتي ذلك في أعقاب الزيارة التي قام بها محافظ البنك المركزي الإيراني، الأسبوع الماضي إلى قطر، بحسب المصدر، الذي شارك البيان، لكنه طلب عدم الكشف عن هويته.
ومن المقرر أن يسافر وزير الخارجية الإيراني إلى سلطنة عُمان بعد محادثاته مع المسؤولين القطريين في الدوحة.
ولعبت كل من قطر وسلطنة عُمان أدوار وساطة في العديد من القضايا بين إيران والولايات المتحدة في الماضي.
وتأتي محطات أمير عبداللهيان الإقليمية وسط أنباء عن محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران.
واستُؤنفت المحادثات النووية أواخر العام الماضي، بعد أشهر من انهيار محاولة إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وانسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاقية التاريخية في عام 2018، وعززت إيران بشكل متزايد من برنامجها النووي في انتهاك للاتفاق النووي.
وسافر بريت ماكغورك، أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، عدة مرات إلى عُمان، لإجراء مناقشات غير مباشرة مع ممثلي الحكومة الإيرانية، خلال الأشهر الماضية.