إسرائيل تخوض حرباً مع حماس.. إليك ما يجب معرفته عن الحركة واستراتيجيتها

الشرق الأوسط
نشر
9 دقائق قراءة

تقرير من إعداد نادين إبراهيم، ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

إن الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة "حماس" الفلسطينية على إسرائيل، والذي بدأ السبت، سيُنظر إليه على أنه نقطة تحول في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وستكون له تداعيات بعيدة المدى وفقًا للمحللين.

وشهد الهجوم متعدد الجوانب تسلل ما يصل إلى 1000 مهاجم إلى الأراضي الإسرائيلية، وقتل مئات الجنود والمدنيين، وأسر عشرات الرهائن والعودة بهم إلى غزة. كان أمرا لم تشهده إسرائيل منذ عام 1948.

وعدت إسرائيل بالانتقام، وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "بالانتقام القوي". وقالت حماس إنها مستعدة لكل السيناريوهات.

وقال كوبي مايكل، باحث أول في معهد دراسات الأمن القومي (INSS) في تل أبيب: "ستتغير الأمور إلى الأبد." وأضاف أنه لا يوجد شيء في التاريخ الإسرائيلي يقارن بهذا الهجوم.

وقال مايكل، الذي شغل سابقًا منصب نائب المدير العام ورئيس المكتب الفلسطيني في وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، لشبكة CNN: "لن تكون حماس بعد الآن هي حماس التي عرفناها منذ سنوات".

وقالت حماس إن الهجوم جاء انتقامًا لما وصفته بالاعتداءات على النساء وتدنيس المسجد الأقصى في القدس والحصار المستمر على غزة.

إليك ما نعرفه عن المجموعة:

ما هي حماس؟

حماس منظمة إسلامية ذات جناح عسكري، وقد ظهرت إلى الوجود لأول مرة في العام 1987. وكانت فرعًا من جماعة الإخوان المسلمين، وهي جماعة إسلامية سنية تأسست في أواخر عشرينيات القرن الماضي في مصر.

كلمة "حماس" هي في حد ذاتها اختصار لـ "حركة المقاومة الإسلامية". وتصر الحركة، مثل معظم الفصائل والأحزاب السياسية الفلسطينية، على أن إسرائيل قوة احتلال وأنها تحاول تحرير الأراضي الفلسطينية. وتعتبر إسرائيل دولة غير شرعية.

وعلى عكس بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى، ترفض حماس التعامل مع إسرائيل. وفي العام 1993، عارضت اتفاق أوسلو، اتفاق السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية الذي شهد تخلي منظمة التحرير الفلسطينية عن المقاومة المسلحة ضد إسرائيل مقابل وعود بإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل. كما أنشأت الاتفاقات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

تقدم حماس نفسها كبديل للسلطة الفلسطينية، التي اعترفت بإسرائيل وشاركت في العديد من مبادرات السلام الفاشلة معها. ويرأس السلطة الفلسطينية، التي تضررت مصداقيتها بين الفلسطينيين على مر السنين، الرئيس محمود عباس.

وقد أعلنت الحركة على مر السنين مسؤوليتها عن العديد من الهجمات على إسرائيل وتم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وقالت الخارجية الأمريكية في العام 2021 إن حركة حماس تتلقى تمويلًا وأسلحة وتدريبًا من إيران، فضلًا عن بعض الأموال التي يتم جمعها في دول الخليج. وأضافت أن الحركة تتلقى أيضًا تبرعات من بعض الفلسطينيين وغيرهم من المغتربين ومؤسسات خيرية خاصة بها.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قد توقع في إبريل أن إيران تقوم بتزويد حماس بنحو 100 مليون دولار سنوياً.

ما هي استراتيجية حماس في تنفيذ الهجمات؟

من خلال القيام بمثل هذه الضربة المدمرة، كان الهدف الأساسي للمجموعة إحداث تغيير جذري في الوضع الراهن، كما يقول الخبراء: تفرض إسرائيل حصارًا محكمًا على غزة وتستمر في احتلال الضفة الغربية، ولا يظهر أن هناك هدف ظاهر لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

وقال خالد الجندي، زميل أول في معهد الشرق الأوسط ومدير برنامجه حول فلسطين والشؤون الإسرائيلية الفلسطينية، إن أحد الأهداف هو إعادة "القضية الفلسطينية" إلى جدول الأعمال الإقليمي والدولي.

وقال الجندي لشبكة CNN: "لقد ترك الناس (القضية الفلسطينية). اللعبة الجديدة في الساحة هي التطبيع السعودي الإسرائيلي، وهذا التكامل الإقليمي الجديد".

واعترف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الشهر الماضي علنًا للمرة الأولى بأن المفاوضات جارية مع واشنطن لإقامة علاقات محتملة مع إسرائيل، قائلًا إن التطبيع "يقترب كل يوم". قد يكون التطبيع السعودي الإسرائيلي لحظة تاريخية بالنسبة لشرعية إسرائيل الإقليمية لأنه قد يدفع الدول الإسلامية الأخرى إلى أن تحذو حذوها. وكانت السعودية قد تعهدت في وقت سابق بعدم الاعتراف بإسرائيل حتى تمنح الاستقلال للفلسطينيين.

وقال الجندي إن حماس نجحت إلى حد ما في تحقيق هدفها المتمثل في إعادة الاهتمام إلى القضية الفلسطينية.

ويقول محللون إن التنظيم ربما يحاول أيضًا تحطيم أي مفاهيم حول قدراته العسكرية.

وقال عمر الرحمن، زميل مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية الذي يركز على الشؤون الفلسطينية، إن حماس وجهت "ضربة لإسرائيل تتجاوز ما اعتادت عليه"، كما أنها عرضت قدراتها. وقال الرحمن إن تكتيكات الصدمة التي تتبعها هي إعلان بأنه "يجب أن تؤخذ على محمل الجد بشكل أكبر".

وقال الجيش الإسرائيلي الاثنين إن حماس أخذت "عشرات" الرهائن وقالت حماس إنها اختطفت أكثر من 100 شخص. وقال الخبراء إن عدد الرهائن المحتجزين، وحقيقة أن العديد منهم من المدنيين، يظهر أن حماس تسعى إلى ما هو أكثر بكثير من مجرد تبادل للأسرى. وفي حالة اختطاف سابقة، قامت إسرائيل بمقايضة أكثر من 1000 أسير مقابل إسرائيلي واحد كان رهينا لديها.

وقال رحمن إن العدد الكبير من الرهائن يؤكد أن "هذه ليست عملية عسكرية متبادلة قصيرة الأمد سوف تتلاشى وتُنسى، ولكن سيكون لها آثار سياسية طويلة المدى"

وكجزء من حملتها ضد إسرائيل، أنتجت حماس مقاطع فيديو دعائية توثق هجومها على إسرائيل خطوة بخطوة. وفي بعض مقاطع الفيديو، ارتدى مقاتلوها كاميرات شخصية لتصوير العمليات أثناء اختراقهم التحصينات الإسرائيلية وشوهدوا وهم يرتدون زي الكوماندوز.

ويقول المحللون إن هذا هو المفتاح للحرب الدعائية التي تشنها المجموعة، وهو ما يخدم عددًا من الأهداف.

وقال الجندي إن الهدف من ذلك، من ناحية "بث الخوف" بين الجمهور الإسرائيلي والإشارة إلى أن قادتهم لا يستطيعون الحفاظ على سلامتهم. وأضاف: "سيكون ذلك بمثابة صدمة لأن الإسرائيليين يفتخرون بشدة بجيشهم وقدراتهم الاستخباراتية".

ومن ناحية أخرى، فهو أيضًا للاستهلاك المحلي الفلسطيني. لقد ظلت حماس عالقة منذ فترة طويلة في حرب سياسية مع السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية وتشارك في التنسيق الأمني مع إسرائيل.

قال الجندي لشبكة CNN عن حماس إن ذلك يهدف إلى أن يظهر للفلسطينيين أنه "بينما هناك، أبو مازن (محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية) … يفشل بالقيام بواجباته، نحن المقاومة الحقيقية، (و) نحقق شيئًا بالفعل".

هل تستطيع حماس النجاة من الرد الإسرائيلي؟

يقول الخبراء إن الهجوم واسع النطاق الذي تشنه حماس يُظهر أن الحركة تدرك أن الحرب القادمة قد تكون حربًا وجودية.

ويتوقع مايكل، من معهد دراسات الأمن القومي، أن حماس ربما كانت تحاول إثارة حرب شاملة مع إسرائيل، وربما حصلت على وعد بدعم إقليمي من قبل حلفائها في حالة حدوث ذلك.

وقال مايكل لشبكة CNN: "حماس... لديها استراتيجية واضحة للغاية تعتمد على المنطق التنظيمي لصراع متعدد الجبهات"، مضيفًا أن حماس ترى أن غزة والقدس والضفة الغربية والمواطنين العرب في إسرائيل يدعمون حماس، وجنوب لبنان الداعم المحتمل لحملتها.

وقال صالح العاروري، وهو مسؤول كبير في حماس، خلال عطلة نهاية الأسبوع إن الحركة مستعدة "لأسوأ السيناريوهات، بما في ذلك الغزو البري".

وقال إن الغزو البري سيكون "الأفضل لنا لنقرر نهاية هذه المعركة".