(CNN) -- عندما بدأ الصراع بين حركة "حماس" وإسرائيل تحوّلت أنظار الزعماء الغربيّين على الفور تقريباً إلى حدود لبنان الجنوبيّة مع إسرائيل. فهذا هو المعقل الرئيسي لأقوى جماعة شبه عسكرية في الشرق الأوسط، "حزب الله"، ويُعتقد على نطاق واسع أن الحدود تشكل نقطة انطلاق محتملة لحرب إقليمية.
ومنذ بدء الحرب، التزم زعيم حزب الله ذي الكاريزما والمتحدث الحقيقي الوحيد عن حزبه حسن نصر الله الصمت بشكل ملحوظ.
وكان هناك تصعيد محدود منذ أسابيع بين حزب الله وإسرائيل في المنطقة الحدودية المضطربة. وقد دعت الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى حزب الله مراراً وتكراراً إلى الامتناع عن الدخول في معمعة الصراع بين حماس وإسرائيل. وتم إرسال حاملتي طائرات أمريكيتين – بما فيهما حاملة الطائرات النووية جيرالد فورد– إلى شرق البحر الأبيض المتوسط في محاولة واضحة لردع حزب الله.
لكن تورط حزب الله في الصراع الأكبر ظل غامضاً. مراقبو نصر الله المحليين والإقليميين والدوليين دأبوا على تفسير المعلومات التي كانت تخرج.
والأسبوع الماضي، نشر نصرالله رسالة مكتوبة بخط اليد أشاد فيها بمقاتليه الذين قُتلوا في المناوشات على الحدود، ولم يشر إلا إشارة عابرة إلى الصراع المستمر، مما عزز الشعور بصمته.
وظهر الأمين العام للحزب بشكل اتسم بالغموض بينما دخل إطار التصوير وخرج منه في مقطع فيديو مدته 12 ثانية، وقام بإيماءة بسيطة برأسه إلى ملصق ضخم لحزب الله أثناء مروره بسرعة. وفسر البعض هذا الفيديو بأنه إعلان انتقال حزب الله إلى مرحلة جديدة في الصراع.
وبعد ساعات من المقطع حدد الحزب موعد الظهور الأول لأمينه العام منذ 7 أكتوبر/تشرين أول، إذ من المنتظر أن يُدلي بكلمة اليوم وسط ترقب لإيجاد أجوبة للأسئلة المطروحة حول موقفه.
ومن الأسئلة المطروحة: هل سيواصل حزب الله الانخراط في مناوشات محدودة ملتزما بقواعد الاشتباك الفضفاضة مع إسرائيل؟ وهل يمكن أن يكون التصعيد على الحدود بمثابة مقدمة لحرب شاملة، لا تقتصر فقط على لبنان - الذي لا يزال يتعرض لأزمة مالية ساحقة - ولكن أيضا، ربما، سوريا، حيث تقاتل المجموعة إلى جانب الحرس الثوري في إيران؟ وما مدى التنسيق الوثيق بين سلوكي حزب الله وحماس، التي كان تحالفه معها هشاً؟
ويحظى حزب الله بدعم إيران، لكنه تطور ليصبح قوة إقليمية في حد ذاته. وهو يمثل جماعة قتالية أكثر تطورا من حماس، ويفتخر بأسلحة أكثر تقدما، بما في ذلك الصواريخ الموجهة بدقة والطائرات بدون طيار، وقال الحزب الخميس، إنه استخدم طائرة بدون طيار ذاتية التفجير في هجوم على موقع عسكري إسرائيلي لأول مرة في تاريخه.
من المتوقع أن يكون خطاب اليوم طويلاً وساخناً، وسيقوم القادة الغربيون بمراقبته لرصد إشارات لما يُخبئه هذا الصراع. رغم أنه من غير المرجح أن يكشف نصر الله كل أوراقه، ولكنه سيكشف ما يكفي لإبقاء الجميع يُخمنون.