لماذا يتبنى الأردن موقفا "تصعيديا" تجاه الحرب في غزة؟

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
لماذا يتبنى الأردن موقفا "تصعيديا" تجاه الحرب في غزة؟
Credit: AHMAD GHARABLI/AFP via Getty Images

عمّان، الأردن (CNN)-- يقف الأردن في مواجهة باتت "علنية" ضد الحرب الإسرائيلية في غزة، مُستخدما كل أساليب وأدوات الضغط لمنع حدوث "تهجير قسري" لسكان القطاع أو الضفة الغربية إلى بلد تعتبر القضية الفلسطينية فيه "شأنا أردنيا"، قبل أن يكون فلسطينيا، وسط محاولات ملكية حثيثة لاستعادة المسار السياسي إلى الواجهة.

الكاتب الأردني في صحيفة "الغد" ماهر أبو طير كشف، الأربعاء، عن اجتماع مغلق وُصف بـ"الحساس"، عقده رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة مع كتاب وصحفيين، تحدث فيه عن جاهزية بلاده لتحمل "الكلف الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية" لمواقف الأردن "التصعيدية المتدرجة"، بما في ذلك تحمل كلفة انقطاع الغاز الإسرائيلي المستخدم في توليد الكهرباء في المملكة من حقل "ليفياثان"، ودراسة البدائل الممكنة، كسيناريو احترازي.

ونقل أبوطير 5 قضايا عن الخصاونة يراها الأردن بأنها "منعطفات حرجة" في تداعيات الحرب على غزة، هي: "الخطر على القدس والمسجد الأقصى ونسخ سيناريو غزة في الضفة الغربية والتهجير من غزة إلى مصر كمرحلة تجريبية وتدويل إدارة قطاع غزة"، في ظل "رفض فلسطيني لدخول القطاع على ظهر دبابات أمريكية وإسرائيلية".

واستخدم الخصاونة، في لقاء الثلاثاء، لغة حاسمة بقوله، حسبما نقل أبوطير، بأن "على إسرائيل أن تتوقع كل شيء من الأردن إذا اقتربت من المسجد الأقصى"، وأن بلاده "رفضت طلبا إسرائيليا بإخراج المستشفى الميداني في غزة عن الخدمة".

وأتبع الخصاونة "بحديث قاطع رافض لإرسال قوات عسكرية إلى غزة واستبدال الجندي الإسرائيلي بأي جندي أردني"، عقب تداول الحديث عن مقترحات أمريكية وإسرائيلية لسيناريو "تدويل" إدارة قطاع غزة، في اليوم التالي لإنهاء الحرب غير معلومة الأمد، حسب أبوطير.

الحديث الذي انطوى على رسائل منسجمة مع الخط التصاعدي للخطاب الرسمي الأردني، سبقه إطلاق الخصاونة أمام رئيس وأعضاء المكتب الدائم في البرلمان، الاثنين، لتصريحات اعتبر فيها أن محاولة تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية "خطا أحمر" و"بمثابة إعلان حرب" على بلاده، وصفتها وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان بأنها "تحريضية".

ويقرأ الأردن الحرب على غزة، كأنها على حدوده وليست على شواطئ البحر المتوسط لاعتبارات استراتيجية متعددة، وفقا لأبو طير، الذي شدد على أن الأردن "لن يكون شريكا في أي قوة عسكرية ولا أي ترتيب في سياق أي مشروع دولي إدارة القطاع"، وهو ما أكده وزير خارجية الأردن.

ووفقا لمصادر مطلعة، فإن الأردن "يحتفظ بخيارات أخرى للتدرج في التصعيد في سبيل إيقاف الحرب على غزة، قد يكون من بينها تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل، بينما يتماهى الموقف الرسمي مع الشارع الأردني بوضوح، وأعلنت العديد من العشائر الأردنية تأييدها المطلق لموقف قيادتها".