(CNN)-- مع تكثيف إسرائيل لعملياتها البرية والجوية في غزة، أصبح حجم الدمار أكثر وضوحاً. ومع نزوح الآلاف من سكان غزة إلى جنوب القطاع المحاصر هذا الأسبوع، ادعت القوات الإسرائيلية، الأربعاء، أنها دمرت 130 من أنفاق حماس وأن القوات كانت "في قلب مدينة غزة"، ومن غير الواضح بالضبط أين يعمل الجيش الإسرائيلي في غزة.
في هذه الأثناء، تجاوز عدد القتلى في غزة 10 آلاف شخص، وفقا لوزارة الصحة في رام الله، وأفاد مسؤولون في الأمم المتحدة أن أكثر من 1.5 مليون شخص في غزة – أي أكثر من نصف السكان – قد نزحوا.
وقدر تقرير للأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 40 ألف وحدة سكنية دمرت بالكامل وتضررت 222 ألفاً جزئياً. يقدر تحليل الأقمار الصناعية الذي أجراه الباحثون في مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون أن ما بين 13% و17% من جميع الهياكل في القطاع قد تضررت.
تعد غزة من بين الأماكن الأكثر كثافة سكانية في العالم – أكثر من 500 شخص لكل 100 متر مربع في العديد من أقسامها، وفقا للمفوضية الأوروبية. أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن ما لا يقل عن 45% من المساكن في غزة قد دمرت أو تضررت حتى 4 نوفمبر/ تشرين الثاني، وأن ما يصل إلى 200 ألف شخص لم يعد لديهم منازل.
لم يحصل شمال غزة على كهرباء أو وقود منذ 11 أكتوبر/ تشرين الأول. واضطر ثلث المستشفيات إلى إغلاق أبوابها، وغالباً ما تعمل المستشفيات التي ظلت مفتوحة بقدر محدود من الكهرباء وبدون تخدير أو مياه نظيفة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. واضطرت جميع المخابز في الشمال إلى إغلاق أبوابها، إما بسبب الأضرار أو نقص الوقود.
وشنت إسرائيل عدة غارات جوية على بعد حوالي كيلومتر واحد من معبر رفح – وهو الطريق الوحيد للدخول والخروج من غزة الذي لا تسيطر عليه إسرائيل. وكان المعبر، الذي تسيطر عليه مصر، مغلقاً في أغلب الأحيان منذ شنت حماس هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول. وقد سُمح لنحو 765 شاحنة تحمل مساعدات دولية بالمرور منذ 21 أكتوبر/ تشرين الأول ــ مقارنة بنحو 500 شاحنة تستخدم يومياً لتسليم البضائع. قبل بدء الحرب. وحذرت جماعات الإغاثة من أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للحد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة داخل القطاع.
وقد نفد الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، كما توقفت محطة تحلية مياه البحر في الشمال عن العمل. كما أن مياه الشرب تنفد بالنسبة لمئات الآلاف من المدنيين. معظم مرافق ضخ الصرف الصحي لا تعمل. وأفاد مسؤولون في الأمم المتحدة أن 14 مستشفى و71% من مرافق الرعاية الأولية في أنحاء غزة مغلقة.