مصادر تكشف لـCNN ما طلبته أمريكا من إسرائيل إذا هاجمت جنوب غزة

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة
مصادر تكشف لـCNN ما طلبته أمريكا من إسرائيل إذا هاجمت جنوب غزة
Credit: BASHAR TALEB/AFP via Getty Images

(CNN)--  قال مسؤولون أمريكيون، لشبكة CNN، إن المسؤولين في الإدارة الأمريكية يبحثون مع نظرائهم الإسرائيليين كيفية حماية آلاف المدنيين الذين فروا إلى جنوب غزة إذا استهدفت القوات الإسرائيلية المنطقة بمجرد انتهاء وقف القتال مع حركة "حماس" في نهاية المطاف.

وحسبما ذكر مسؤول أمريكي كبير، لـ CNN، فإن من بين الخيارات العديدة التي يتداولها المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون بنشاط، تشمل نقل المدنيين الذين ذهبوا جنوبا في بداية الحرب إلى الشمال بمجرد انتهاء العمليات العسكرية هناك.

وفي حين تم بالفعل تدمير جزء كبير من شمال غزة بسبب القتال والغارات الجوية، فقد أوضحت إسرائيل أنها عازمة على إنهاء عملياتها العسكرية هناك.

وحتى الآن حذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين النازحين من العودة من الجنوب.

وستمثل عودة المدنيين إلى الشمال تحديا إنسانيا كبيرا، حيث تضرر ما يقدر بنحو 40% إلى 50% من المباني في شمال غزة، وفقا لتحليل الأقمار الصناعية الذي أجراه باحثون مستقلون.

وهذا التحدي هو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل المسؤولين الأمريكيين حريصين على رؤية زيادة في المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة.

وشدد العديد من المسؤولين الأمريكيين أيضا على الحاجة إلى إنشاء مناطق في الجنوب يُفهم بوضوح أنها محمية للمدنيين.

ووفقا لمسؤول أمريكي، يعد أحد الأسباب الرئيسية وراء توقع أن تبدأ إسرائيل في تركيز عملياتها العسكرية في جنوب غزة هو أن المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن قيادة حركة "حماس" قد فرت إلى تلك المنطقة.

ولم يذكر ذلك المسؤول ما إذا كانت هذه معلومات استخباراتية أمريكية أم إسرائيلية.

وذكر العديد من المصادر أن مسؤولي الإدارة الأمريكية بما في ذلك الرئيس جو بايدن نفسه يخبرون نظراءهم الإسرائيليين سرا أنهم لا يريدون رؤية الجيش الإسرائيلي يستأنف أنواع الضربات الجوية التي شهدها في وقت سابق من الحرب والتي أدت إلى خسائر فادحة ودمار واسع النطاق، وبدلا من ذلك، يجب على إسرائيل أن تكون "أكثر حذرا وحرصا ودقة"، كما قال أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.

وفي حين أنه ليس من الواضح ما إذا كانت إسرائيل ستوافق في نهاية المطاف، أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن تفاؤلهم بأن إسرائيل كانت على الأقل متقبلة للنظر في مثل هذه الأفكار.

وقال مسؤول كبير آخر في الإدارة الأمريكية: "هناك تفاهم على ضرورة إجراء نوع مختلف من الحملة في الجنوب عما تم إجراؤه في الشمال".

وبينما كان المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون على اتصال مستمر طوال الحرب بين إسرائيل و"حماس" بشأن التكتيكات العسكرية للجيش الإسرائيلي، اكتسبت هذه المناقشات أهمية جديدة مع اقتراب الهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر من نهايتها.

وأوضحت إسرائيل للولايات المتحدة أنها تعتزم في نهاية المطاف تحويل تركيزها على الجزء الجنوبي من القطاع بعد انتهاء فترة التوقف الحالية للقتال.

وقالت مصادر إسرائيلية متعددة إنه خلال المناقشات التي جرت في الدوحة هذا الأسبوع حول تمديد الهدنة، أوضح المسؤولون الإسرائيليون أنه حتى إطلاق سراح جميع الرهائن لن يكون كافيا للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا إن إسرائيل تعتزم مواصلة حربها بمجرد انتهاء الهدنة، سعياً وراء هدف القضاء على قدرة "حماس" على شن هجوم مثل ذلك الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ويواصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مساعي إدارة بايدن لتمديد "الهدنة الإنسانية" الحالية، قائلا الأربعاء إن "استمرارها، بحكم التعريف، يعني أن المزيد من الرهائن سيعودون إلى ديارهم، وسيدخل المزيد من المساعدة".
وقال بلينكن، الذي سيعقد اجتماعات في إسرائيل، الخميس: "من الواضح أن هذا شيء نريده، وأعتقد أنه شيء تريده إسرائيل أيضا".

وبمجرد إطلاق سراح الرهائن من النساء والأطفال، ستستمر المفاوضات لتمديد وقف القتال لضمان إطلاق سراح الرهائن الآخرين، بما في ذلك الرجال المسنين، وفي نهاية المطاف، البالغين والجنود في سن الخدمة العسكرية.

وتأتي حملة الضغط الأمريكية في الوقت الذي يواجه فيه بايدن انقسامات داخل حزبه بشأن إسرائيل، ويكافح الديمقراطيون في الكونغرس من أجل توحيد صفوفهم خلف المساعدات لإسرائيل، حيث يضغط البعض من أجل شروط تتعلق بالمساعدات الإنسانية، ويقول أولئك الذين يعارضون فرض شروط على المساعدات إن الإدارة منخرطة بالفعل بشكل كبير في العمل مع إسرائيل لضمان الالتزام بالقوانين الدولية.

ويركز بايدن نفسه على "الحاجة إلى وجود مساحات في الجنوب مثل المستشفيات، مثل ملاجئ الأمم المتحدة، وهي مناطق يمكن للمدنيين أن يتجمعوا فيها ويتعرفوا عليها".

وقالت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، في مقابلة مع مراسلة CNN: "إنهم لن يتعرضوا للقصف، وهذه هي المحادثات التفصيلية للغاية التي تجري، هناك تقبل لهذه الرسالة".

ولا تزال هناك أسئلة كثيرة حول "اليوم التالي" للحرب في غزة، بما في ذلك من سيتولى في نهاية المطاف سلطة حكم القطاع.

وهناك شعور بين العديد من حلفاء الولايات المتحدة بأن "حماس" لا يمكن هزيمتها عسكريا بشكل كامل، ولكن هناك أيضا فهم بأن إسرائيل لن تنسحب من غزة حتى تشعر أن أمن البلاد لم يعد في خطر، حسبما قال دبلوماسي أوروبي كبير يعمل بشكل مباشر على هذه القضايا، لـ CNN في وقت سابق من هذا الشهر.

وأكدت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا، في العلن وفي السر، على أنها لن تقبل إعادة احتلال غزة، وأعربت عن وجهة نظر مفادها أن الأراضي الفلسطينية تحتاج إلى أن تديرها حكومة موحدة، وفي نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية، ومع ذلك، رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فكرة تولي إدارة غزة.

وبحسب الدبلوماسي الأوروبي الكبير، فإن إحدى الأفكار التي أثيرت هي تشكيل قوة متعددة الجنسيات لتوفير الأمن لغزة على أساس مؤقت.

وقال الدبلوماسي إنه لن يكون من الممكن أن تضم القوة قوات غربية، وأضاف أن "الشركاء العرب لم يبدوا حماسا للمشاركة وأشاروا إلى أنهم سيحتاجون إلى رؤية أفق واضح لقيام دولة فلسطينية إذا شاركوا".