(CNN)-- تشهد وكالة الأمم المتحدة الرئيسية في غزة حالة من الاضطراب بعد أن اتهمت إسرائيل بعض موظفي الوكالة بالتورط في هجمات "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقامت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) بفصل عدد من موظفيها في أعقاب هذه المزاعم.
في أعقاب مزاعم إسرائيل، أوقفت أمريكا، الجهة المانحة الرئيسية للأونروا، وعدد متزايد من الدول، تمويل المنظمة، التي توظف حوالي 13 ألف شخص في غزة، مع تصاعد الكارثة الإنسانية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ولكن ما هي الادعاءات؟
التفاصيل لا تزال ضئيلة. ولم تحدد إسرائيل ولا الأونروا طبيعة التورط المزعوم لموظفي الأونروا في أحداث 7 أكتوبر. وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN، الجمعة، إن إسرائيل شاركت معلومات حول 12 موظفًا يُزعم تورطهم في هجمات 7 أكتوبر مع كل من الأونروا والولايات المتحدة.
وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة CNN إن رئيس مديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية التقى بكبار المسؤولين الأمريكيين، الجمعة، وشاركهم "معلومات استخباراتية قوية من مصادر مختلفة". وشمل ذلك "أسماء محددة والمنظمات التي ينتمون إليها... وماذا فعلوا تحديدا في 7 أكتوبر". ويقول مسؤولون إسرائيليون إن بعض المهاجمين الذين قتلوا أو اعتقلوا في 7 أكتوبر، كانوا يحملون هويات الأونروا. ولم يتم عرض هوياتهم أو معلومات استخباراتية أخرى على CNN.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، إنه قرر "إنهاء عقود هؤلاء الموظفين على الفور وفتح تحقيق من أجل معرفة الحقيقة"، بحسب بيان. وأضاف أن أي موظف في الأونروا متورط في أعمال إرهابية "سيتعرض للمساءلة، بما في ذلك من خلال الملاحقة الجنائية. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن تسعة من موظفي الأونروا البالغ عددهم 12 موظفا الذين كانوا في قلب هذه المزاعم قد تم فصلهم. ولقي شخص آخر حتفه وما زالت هوية اثنين آخرين "قيد التوضيح".
وأعلنت عدة دول تعليق تمويل الأونروا في أعقاب هذه الادعاءات، بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا، وسويسرا، وفنلندا، واليابان. لكن دولا أخرى أعلنت أنها تخطط لمواصلة التمويل، بما في ذلك إيرلندا والنرويج، حيث أشارت النرويج إلى الوضع الإنساني "الكارثي" في غزة.
لقد شكل التمويل منذ فترة طويلة تحديا للأونروا، كما أن تعليق التمويل من قبل الداعمين الرئيسيين- مهما كان قصيرا- يثير تساؤلات حول كيف ستتمكن الوكالة من الاستمرار في مساعدة الناس في غزة وسط مخاوف متزايدة من المجاعة.
وسبق للولايات المتحدة أن قطعت دعمها بالكامل للأونروا في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قبل أن يتم استعادته في عهد الرئيس جو بايدن.
ما هي الأونروا ومن أكبر مموليها؟
تأسست الأونروا من قبل الأمم المتحدة بعد الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1948، لتقديم المساعدة الإنسانية إلى اللاجئين الفلسطينيين.
وتصف المنظمة اللاجئين الفلسطينيين بأنهم أي "أشخاص كان مكان إقامتهم الطبيعي هو فلسطين خلال الفترة من 1 يونيو 1946 إلى 15 مايو 1948، والذين فقدوا منزلهم ووسائل عيشهم نتيجة لحرب 1948".
ويبلغ عدد أولئك الذين ينطبق عليهم هذا التعريف الآن 5.9 مليون نسمة، أغلبهم من أحفاد اللاجئين الأصليين. ورفضت إسرائيل إمكانية السماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم، بحجة أن هذه الخطوة ستغير الطابع اليهودي للبلاد.
ومنذ تأسيسها، قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة ــ وهي هيئة التصويت التي تضم كافة الدول الأعضاء ــ بتجديد تفويض الأونروا بشكل متكرر. وقد قدمت الوكالة المساعدات لأربعة أجيال من لاجئي فلسطين، وفقا لموقعها على الإنترنت، والتي تغطي التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية للمخيمات والخدمات الاجتماعية والمساعدات الطارئة، بما في ذلك في أوقات الصراع.
وقُتل ما لا يقل عن 152 من موظفي الأونروا في غزة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، وفقا للوكالة.
إليكم في الإنفوغرافيك أعلاه أبرز المعلومات عن الأونروا بالأرقام ومواقع مخيماتها وأكبر مموليها في 2022.