دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— في دراسة مشتركة بين مبادرة بيرل وشراكة زوفيكيان، بالتعاون مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، تم تسليط الضوء على التحديات والفرص المتاحة أمام الجيل القادم من المانحين في الشرق الأوسط.
وأظهرت النتائج أن أهمية العمل الخيري للجيل القادم في المنطقة تتجاوز الحدود الإقليمية، ويمكن أن تساهم في تعزيز الممارسات والنتائج العالمية في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية واستدامة الأثر.
وقد تم إجراء الدراسة من خلال جلسة استشارية شملت مجموعة متنوعة من المانحين من الجيل القادم، الذين ينتمون إلى دول ومجتمعات مختلفة في المنطقة ويعيشون مراحل مختلفة في مسيرتهم الخيرية. شملت عينة الدراسة 83 من الشباب المانحين وصانعي التغيير، كان معظمهم من النساء. حيث بلغت نسبة المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 عامًا أكثر من 50%، بينما كانت نسبة النساء أكثر من 65%. كما يشغل أكثر من 80% من المشاركين مناصب قيادية في مؤسساتهم ومشاريعهم الخيرية في الشرق الأوسط.
ينتمي أو يقيم غالبية المشاركين إلى دول مجلس التعاون الخليجي، بلاد الشام، ومصر، بالإضافة إلى عدد من المقيمين في أمريكا الشمالية وأوروبا. وجاءت الدول الثلاث الأولى من حيث نسبة المشاركة كالتالي: الإمارات (27%)، السعودية (24%)، ولبنان (22%).
وفيما يتعلق بمناطق التركيز الجغرافي للعطاء، فقد أظهرت الدراسة أن الجيل القادم من المانحين في الشرق الأوسط لا يفرض قيودًا جغرافية على عطائه. حيث يركز أقل من 20% منهم على العطاء المحلي، في حين يتبرع حوالي 40% منهم على المستوى الوطني، ويدعم نحو 30% قضايا عالمية.
وفيما يتعلق بالميزانيات الخيرية والمساهمات المالية، يخصص المشاركون في المتوسط ما بين 50,001 و100,000 دولار أمريكي سنويًا لأنشطتهم الخيرية. كما أن أكثر من 10% منهم يقدمون تبرعات تتراوح ما بين 10,000 و50,000 دولار أمريكي، بينما يتجاوز ما يقرب من 20% منهم مبلغ 1,000,000 دولار أمريكي في ميزانيتهم السنوية للمساهمات.
حدد المشاركون من الجيل القادم القطاعات التي يركزون عليها في أعمالهم الخيرية، حيث يُعتبر التعليم القطاع الأكثر أهمية، إذ يدعمه أكثر من 65% من المستجيبين. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط مستوى الثقة في اتخاذ القرارات العائلية بشكل إيجابي بالتبرع لقطاع التعليم. وكما تمت الإشارة سابقاً، فإن المحسنين من الجيل القادم الذين يمتلكون ميزانيات تبرع سنوية أكبر، يُظهرون ميلاً أكبر لدعم التعليم. كما أن المشاركين الذين يتولون إدارة جهود العطاء في أسرهم يميلون بشكل أكبر إلى توجيه التبرعات نحو قطاع التعليم.
ووفقًا للبحث، تُظهر المحسنات في عينة الجيل القادم نمطًا مميزًا في توجيه التبرعات نحو تمكين النساء والفتيات. هذا يشير إلى أن المجالس والفرق التي تفتقر إلى تمثيل النساء تكون أقل ميلاً بشكل كبير للاستثمار في هذه الفئة، مما يؤدي إلى نقص حاد في التمويل لهذه المجموعة عندما تفتقر المجالس إلى التنوع والشمولية.
كما بيّن بحثنا أن الأولوية التي تُمنح للشباب والأطفال تتأثر بشكل ملحوظ بالقيم العائلية والثقافية والتقليدية. وبالمثل، فإن المحسنين من الجيل القادم الذين يمتلكون ميزانيات تبرع سنوية أكبر يميلون أكثر لدعم المبادرات التي تستهدف النساء والفتيات. وترتبط الاستثمارات في النساء والفتيات ارتباطًا وثيقًا بالتبرعات الموجهة للشباب والأطفال، مما يعكس نهجًا شاملاً لتمكين الفئات السكانية الضعيفة. ومن خلال تحليلنا، تبين أن المحسنين من الجيل القادم الذين يسعون إلى بناء إرث طويل الأمد أقل ميلاً لدعم قضايا النساء والفتيات.
أما القطاعات التي تحصل على دعم وتمويل أقل من المستجيبين لدينا فهي: الثقافة، والبيئة، وحقوق الإنسان، والدين، والمساعدات الإنسانية، ورفاهية الحيوان، والعلوم والتكنولوجيا. ويشير تحليلنا إلى أن المحسنين من الجيل القادم الذين لديهم خلفية في الفنون والثقافة أو في القطاعات غير الربحية، يبدون اهتمامًا أكبر بدعم الثقافة. هذه القطاعات غير الممثلة تمثل فجوات في التمويل والدعم من قبل مجتمع المحسنين من الجيل القادم في الشرق الأوسط، مما يتيح فرصًا للعمل الخيري الاستراتيجي والابتكار القائم على النظم.