القاهرة، مصر (CNN)-- أبدى سياسيون مصريون تخوفهم من تعرض سوريا لـ"سيناريو الانشقاق" عقب سيطرة المعارضة المسلحة، وسقوط نظام بشار الأسد، الأحد، مما قد يؤثر بالتبعية على كل الدول العربية، متمنين أن يتم التوصل لتوافق بين فصائل المعارضة لعودة الاستقرار لدمشق، مستبعدين أن يكون لجامعة الدول العربية دور فعال في إعادة الاستقرار لسوريا خلال الفترة المقبلة.
وكانت وزارة الخارجية المصرية دعت في بيان "جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد"، وأكدت القاهرة على "استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون لإنهاء معاناة الشعب السوري، وإعادة الإعمار، ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم".
قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير حسن هريدي، إن سيطرة الفصائل المعارضة على دمشق "يعد بداية لمرحلة جديدة للوضع في سوريا، وهذه المرحلة ملامحها غير معروفة، ولكن نتمنى أن تتفق كل قوى المعارضة بما في ذلك الفصائل المسلحة التي تحسب على تنظيمات دينية متشددة، على تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن 2254 المتعلق بحق الإطار الأممي لعملية انتقال سوريا لحكم ديمقراطي".
وأضاف هريدي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن "مصر تراقب وتتابع الوضع في سوريا، ولكن من المبكر جدا معرفة تداعيات الأحداث الحالية على المنطقة ومنها مصر"، وتابع قائلا إن "الدول العربية لم تتدخل في الشأن الداخلي السوري، وتتمنى أن تتوصل كل القوى السياسية المعارضة إلى دستور جديد لإدارة البلاد، وعودة الاستقرار".
فيما حذر رئيس حزب المصريين الأحرار عصام خليل، من "سيناريو الانقسام في سوريا بعد سقوط نظام الأسد"، قائلا :"نأمل أن تتوافق الفصائل المعارضة، وأن تحافظ على وحدة الوطن السوري، وإعلاء مصلحة البلاد والمواطن أولا"، مضيفا:"وحدة الوطن السوري أمر يهم مصر وكل الدول العربية".
وقال خليل، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، إن تأثر مصر بالوضع في سوريا مرتبط بتداعيات الأحداث الحالية على دمشق، وأضاف: "إذا حدث توافق بين الفصائل وعاد الاستقرار السياسي لسوريا، سيكون هذا أمرا إيجابيا لصالح كل البلدان العربية، أما في حالة حدوث انقسام واستمرار عدم الاستقرار، فسيؤدي لتهجير المزيد من المواطنين إلى مصر".
واستبعد أن يكون لجامعة الدول العربية، دورا في إحداث التهدئة في سوريا والوصول إلى استقرار الأوضاع، مشيرا إلى أن "الجامعة لم يكن لها دور فعال في أي أحداث سابقة، وأن عودة الاستقرار في سوريا أمر مرتبط بالسوريين أنفسهم، وقدرتهم على التوافق ورفض الانقسام والتوصل لمسار يحقق الاستقرار في البلاد".