الحرب مطبوعة إلى الأبد على وجه ربى.
حتى مع كونها في أمان في قطر، بعيدًا عن الصراع، تتجنب الناس والخروج. فما نجت منه لا يزال يطاردها.
لقد كان رعبًا كشفت عنه شبكة CNN في وقت سابق من هذا العام، عندما هاجم الجيش الإسرائيلي مستودع بوسط غزة، حيث كانت ربى وعائلتها يحتمون.
عندما التقى بها مصورنا في المستشفى في يناير، كانت مصابة بجروح خطيرة ومصدومة، تكافح لسرد قصتها.
أصبحت ربى مركز تحقيق لـCNN، ومثالا يوثّق كيف تدير إسرائيل الحرب في غزة، ويكشف كيف قتلت النيران الإسرائيلية العشوائية المدنيين النازحين بما في ذلك نصف عائلة ربى.
ولكن مع القيود المفروضة على الوصول إلى غزة، لم نلتق ربى شخصيًا، حتى الربيع.
بعد تقريرنا، نقلتها الحكومة القطرية على متن طائرة نقل عسكرية إلى الدوحة لتلقي العلاج.
لقد مرت هي وعائلتها بما لا يمكن تصوره في ذلك المستودع في غزة. لقد لجأوا إلى هناك في نوفمبر بعد توجيه إسرائيل بإخلاء الجنوب.
قال السكان إنه في الساعات الأولى من يوم 4 يناير، سمعوا ما أسموه نيران المقاومة في المنطقة، رغم نفي وجود مسلحين حيث كان المدنيون يحتمون.
أخبرنا الجيش الإسرائيلي أنه بعد تعرضه لإطلاق النار من المستودع، نفذ "ضربة دقيقة".
من جانبهم، أخبرنا الخبراء أن الضربة كانت على الأرجح قنبلة ضخمة بوزن ألفي رطل أُلقيت دون سابق إنذار لعائلة ربى والمدنيين الآخرين.
حُبست ربى لأيام وهي تنزف، محاطة بجثث أشقائها الخمسة الهامدة. كان أصغرهم يبلغ من العمر 10 سنوات، زين.
الفتاة ذات الـ19 ربيعًا التي كانت يومًا ما منفتحة تُركت محطمة من الداخل والخارج، ولا تزال تكافح الألم والخسارة التي لا تنتهي. ليس فقط عائلتها، بل وحتى حبها الجديد.
تقول ربى إن شابًا يدعى محمد - والذي كان يريد التقدم للزواج بها كما أفادت - كان يبحث عن حطب عندما قُتل في غارة إسرائيلية.
الندوب الجسدية التي تعرضت لها ربى تذكير دائم بتلك الليلة المروعة.
جاءت ربى إلى قطر على أمل الحصول على عين اصطناعية، كغطاء لحزنها.
انضممنا إليها في موعد مع الطبيب. كانت تتوقع الحصول على موعد لإجراء الجراحة، ولكن بدلاً من ذلك، كانت الأخبار صادمة.
أخبر الطبيب ربى وخالتها أن الجراحة الترميمية غير متاحة في قطر.
وببطء، بدأت ربى تستوعب الخبر السيئ.
بالكاد تستطيع الوقوف، ولا توجد كلمات يمكنها مواساتها. حاولت ربى حماية نفسها - كما فعلت على الأرجح في تلك الليلة.
تسترجع الصدمة، وتسترجع كابوسًا لن ينتهي أبدًا.