خلال مقابلة مع شبكة CNN، تحدثت مؤسِسة منظمة الشبكة الدولية للعون والغوث والمساعدة (إنارة)، أروى دامون، حول ما يواجهه عمال الإغاثة في غزة وعن الأمراض المنتشرة في القطاع وسط الحرب الدائرة.
نستعرض لكم فيما يلي نص الحوار:
أليكس ماركوارت: تقول الأمم المتحدة إن حملتها غير المسبوقة والطموحة للغاية للتطعيم ضد شلل الأطفال قد وصلت إلى 87 ألف طفل في غزة باليوم الأول فقط، إنها بداية جيدة، ولكنها لا تزال تشمل فقط جزءا ضئيلا من السكان الذين يحتاجون إلى اللقاح. تنضم إلي الآن أروى دامون، رئيسة ومؤسِسة الشبكة الدولية للعون والغوث والمساعدة (إنارة). وقد عادت للتو من رحلتها الثالثة إلى غزة منذ بدء الحرب. أروى، أشكرك جزيل الشكر على وجودك معنا. فيما يتعلق بحملة التطعيم هذه، فإن الهدف هو تطعيم 640 ألف طفل فلسطيني في غزة. مما رأيته على الأرض في هذه الرحلة الأخيرة، أخبرينا، ما الذي يواجهه عمال الإغاثة هؤلاء؟
أروى دامون: إنهم يواجهون مجموعة كبيرة من التحديات. لا يستطيع الغالبية العظمى منا حتى أن يتخيلوا ما الذي قد يواجهونه بدءًا من إدخال اللقاحات إلى غزة نفسها، إلى ضمان سلسلة تبريد اللقاحات، ثم جميع التدريبات التي كان لابد أن تتم لجميع هؤلاء الأشخاص الذين يديرون اللقاح بالفعل، ثم محاولة إيصال السكان إلى نقاط التطعيم هذه.
يجب أن تتذكر أنه ليس بإمكانك أن تستقل حافلة في غزة أو حتى تقود سيارتك للوصول إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه. إن وسيلة النقل الرئيسية الآن هي إما أن تسير على قدميك أو تستقل عربة يجرها حمار. ناهيك عن الازدحام الشديد الذي يوجد في بعض هذه الأماكن، مما يعني أن الطريق الذي يستغرق عادة 15 دقيقة يستغرق حوالي 3 ساعات.
ولكن هناك أيضًا نقطة يجب توضيحها، أليكس، وهي لماذا وكيف عاد شلل الأطفال إلى الظهور في غزة؟ وهذا ببساطة لأن حملة القصف الإسرائيلية دمرت البنية التحتية في غزة بالكامل. هناك مياه الصرف الصحي تتدفق في الشوارع، وهناك أكوام من القمامة، ولديك نقص حاد في النظافة لأن منظمات الإغاثة، بسبب القيود الإسرائيلية، لم تتمكن من الحصول على مستويات كافية من معدات النظافة لتوزيعها على السكان.
في الواقع، نحن في مرحلة حيث بالكاد نستطيع الحصول على قطعة صابون.
أليكس ماركوارت: شلل الأطفال، أروى، كما تعلمين، هو مجرد واحد من المخاطر الصحية العديدة التي يواجهها الأطفال في غزة. لدينا بعض مقاطع الفيديو الخاصة بك لأطفال يعانون من القوباء. ما مدى خطورة الظروف؟
أروى دامون: إنه أمر مروع للغاية. انظر، أنت تتحدث إلى الناس وتسألهم كيف يحاولون الحفاظ على نظافتهم وأطفالهم، والكثير منهم يضطرون إلى خلط الرمل بالملح والليمون بسبب عدم وجود الصابون.إنه أحد أول الأسئلة التي يسألك عنها الناس كعامل إغاثة: هل لديك مجموعة أدوات نظافة؟ هل لديك صابون؟ ومن المحبط للغاية أن نقول: لا، آسف، ليس لدي. وما حدث لم ينتج عنه فقط هذا الانتشار الهائل لحالات مرض القوباء الجلدي الذي كنت تتحدث عنه، والذي في الواقع، أليكس، لديه القدرة على أن يكون مميتًا لأنه في الحالات الأكثر شدة، يحتاج الأطفال إلى دخول المستشفى، وإذا لم يتم ذلك، فقد يواجهون خطر الإصابة بالفشل الكلوي، مما يعني أنهم قد يخاطرون بالموت.
كما أن هناك انتشار لأمراض مثل التهاب السحايا، والذي قد يكون قاتلاً أيضاً، ثم التهاب الكبد الوبائي من النوع أ. وفي مستشفى ناصر وحده، أخبرني رئيس قسم طب الأطفال أن طفلين يموتان كل أسبوع بسبب التهاب الكبد الوبائي من النوع أ.
وأنت تشعر حقاً أنه، حتى لو توقفت القذائف عن السقوط غداً، إذا لم تسمح إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وإذا لم تسهل إسرائيل وتؤمن الطرق التي حددتها لمنظمات الإغاثة لاستخدامها لالتقاط المساعدات، فإن سكان غزة سيستمرون في الموت بمعدل مروع بسبب الأمراض المنتشرة التي نراها.
أليكس ماركوارت: تقول وكالات الإغاثة إن هناك الكثير من الأمراض التي ستبقى بعد هذه الحرب عندما تنتهي.