دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن المواقف الأخيرة للكاتب المصري الراحل، محمد حسنين هيكل، وإشادته أكثر من مرة بإيران والنظام السوري وبحزب الله اللبناني قبل أشهر على رحيله، إلى جانب انتقاده لسياسات دول خليجية، وبينها السعودية، تركت أثرها في وسائل الإعلام التابعة لتلك القوى، التي حفلت بالمقالات التحليلية والتكريمية التي تحتفي بالراحل، مع الإشارة إلى مشاركة وفد إيراني في جنازته.
ففي اليمن، وجهت ما تعرف بـ"الهيئة الاعلامية لأنصار الله" التابعة للحوثيين رسالة تعزية بهيكل الذي وصفته بأنه "عملاق الصحافة وذاكرة الاحداث والسياسة، الكاتب والمفكر والسياسي المخضرم" مضيفة أنه "أثرى عقول الأجيال بمؤلفاته وأطروحته وكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر بالأخص والأمة العربية بشكل عام."
وتابع بيان التعزية بالقول إن هيكل رحل "في وقت نحن أحوج ما نكون إلى مواقفه وقناعته" مذكرة بموقفه الرافض للعمليات العسكرية السعودية في اليمن ونقلت عنه قوله: "اليمن بركان نائم في جنوب شبه الجزيرة العربية إذا انفجر سيجرف كل من في المنطقة."كما وجهت اللجنة الثورية العليا التابعة للحوثيين رسالة تعزية مماثلة.
أما وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية فقد تناولت رحيل هيكل في مقال مطوّل وصفته فيه بأنه "ذاكرة مصر والعرب لـ 100 عام" بينما لفتت وكالة "فارس" الإيرانية إلى مشاركة وفد من مكتب رعاية مصالح إيران في مصر بمراسم تشييع هيكل.
وكالة الأنباء السورية الرسمية من جانبها تناولت في مقال تحليلي لها خبر رحيل هيكل، مشيرة إلى أن آخر سلسلة مقابلات أجراها هيكل كانت مع قناة CBC المصرية وقال في الحلقة الأخيرة قبل مرضه بنحو شهر إن مصر "أخطأت بحق سوريا لأنها تخلت عنها وتركتها وحدها في مواجهة ما تتعرض له بدل أن تكون إلى جانبها" ونسبت إليه أيضا القول بأن "منطقة المشرق العربي وقلبه سوريا معرضة لخطر كبير جدا ناتج عن مطامع إسرائيل".
حزب الله اللبناني بدوره نعى هيكل قائلا إن مواقفه "ستبقى نبراسا مضيئا في الحاضر والمستقبل" على حد تعبيره، مضيفا أن الكاتب المصري كان يؤمن "بقضية المقاومة التي كان فخورا دائما بانتصاراتها وقادتها وشهدائها" على حد قول الحزب الذي أضاف أن هيكل "كانت تربطه علاقة عميقة بالمقاومة وقيادتها."