دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال جوشوا لانديز، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما الأمريكية، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يخطط عبر خطوته سحب قواته من سوريا لإرسال عدة رسائل لواشنطن والنظام السوري وكذلك المعارضة، ويعمل على إظهار نفسه كرجل دولة، مضيفا أن المشكلة في استراتيجية موسكو تتمثل في رغبتها بجعل الرئيس السوري، بشار الأسد، يظهر بمظهر الشريك لأمريكا التي مازالت ترفض ذلك.
وقال لانديز، ردا على سؤال حول أهداف بوتين من الانسحاب من سوريا، إن الرئيس الروسي "يحاول تقديم نفسه للمجتمع الدولي على أنه رجل سلام ورجل دولة وأنه أنجز المهمة وقرر إعادة رجاله إلى بلدهم وهو يرغب بإخبار الأمريكيين في أول أيام اجتماعات جنيف للسلام بأن مستعد لأخذ قرارات مهمة." مضيفا أنه كذلك يريد إرسال رسالة لبشار الأسد مفادها أنه "يقدم له خدمة بوجوده في سوريا وأن على الرئيس السوري القيام بتسويات للسير قدما في هذا المسار."
وتحدث لانديز عن رسائل بوتين الأخرى قائلا إنها "موجهة للأمريكيين والمعارضة السورية" مضيفا: "أحد أهداف بوتين الرئيسية في سوريا كان دفع الأمريكيين إلى التعاون معهم في ما يصفونها بالحرب على الإرهاب وهو يقول لهم: يمكنني حزم حقائبي والعودة إلى بلدي ولكنني سأترككم بمفردكم في المأزق السوري."
وحول إمكانية تغيير المشهد الميداني بسبب الموقف الروسي قال لانديز: "لا نعرف مدى جدية بوتين بسحب قواته. هو لن يتخلى عن بشار الأسد الذي يعتبر الاستثمار الأكبر له في سوريا وهو لن يتركه يسقط. يمكن لبوتين سحب بعض العناصر ولكنه قال في الوقت عينه إن مطار حميميم وميناء اللاذقية سيعملان كالمعتاد ونحن لا نعرف معنى ذلك بالضبط ولكنني أظن أن روسيا ستواصل محاولة جني الفوائد ومساعدة الأسد وهو سيبحث بالمقابل عن سبل للتحرك قدما."
وطالب لانديز بالمقابل فصائل المعارضة التي قال إنها تزيد عن ألف فصيل أن "تأخذ الأمر على محمل الجد" مضيفا: "هم (المعارضة) يريدون رحيل الأسد وتشكيل هيئة حكم انتقالي ولكن ليس لديهم القوة لتنفيذ ذلك، وسيكون على الجميع الوصول إلى تسويات، وهذه هي رسالة بوتين من وجهة نظري."
محللة توضح كلفة العمليات الروسية في سوريا
وحول الخطوة التالية لأمريكا وما الذي على واشنطن فعله للمساعدة على تثبيت الأوضاع في سوريا رد لانديز بالقول: "هذا هو السؤال الحقيقي، فبالأمس أشارت الأنباء إلى أن موسكو طلبت من واشنطن مساعدتها لاستعادة السيطرة على الرقة التي تعتبر عاصمة داعش في سوريا، وأنا واثق من أن روسيا لم تحصل على رد أمريكي لأن واشنطن غير مستعدة للعمل مع الأسد أو روسيا لاستعادة الأراضي من داعش، وهذا الأمر يشكل مشكلة حقيقية بالنسبة للموقف الروسي."
وتابع بالقول: "روسيا تريد استعادة الأرض من داعش بمساعدة أمريكا وجعل الأسد يظهر بمظهر الشريك للولايات المتحدة التي سترفض من جانبها ذلك لأنها ترى أن قيمها الدولية الأساسية تتمثل في الديمقراطية والحفاظ على حقوق الإنسان وعدم التعامل مع الطغاة، والأسد لا يتوافق مع هذه المعايير، غير أن أمريكا ليس لديها شركاء آخرين وهذه واحدة من المشاكل الأساسية في سوريا، والمتمثلة بعدم استعداد أي طرف للتعامل مع الطرف الآخر في سوريا."