دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قال ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن نايف، إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول الحج التي ازدادت حدة في الآونة الأخيرة، لا تستند إلى أي مصداقية، وإن طهران هي التي طالبت بأمور "تخالف شعائر الحج" في محاولة لـ"تسيّس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام"، مؤكدا أن المملكة ستتعامل بـ"حزم وحسم" مع أي جهة تهدد أمن الحج والحجيج، وذلك في تصريحات له في ختام رعايته لحفل استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام.
قال الأمير محمد بن نايف إن " تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين لا يستند إلى المصداقية والموضوعية وهم يعلمون قبل غيرهم أن المملكة قدمت للحجاج الإيرانيين كبقية حجاج بيت الله الحرام كل التسهيلات إلا أنه في حج هذا العام تقدمت بعثة الحج الإيرانية بمطالبات تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى وتعرض أمن الحج والحجاج بما فيهم الحجاج الإيرانيين للخطر وتخالف كذلك قدسية المكان والزمان،" حسبما نقلت قناة "الإخبارية السعودية الرسمية.
وأكد الأمير أن "المملكة لا تسمح بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غيرها، وأن التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس بأمن الحجيج سيكون حازما وحاسما وسيطبق عليه ما يصدر بحقه من أحكام شرعية،" متابعا أن "الجهات الإيرانية هي التي لا ترغب في قدوم الحجاج الإيرانيين لأسباب تخص الإيرانيين أنفسهم في إطار سعيهم لتسيس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج."
وأضاف ولي العهد أن "المملكة تعمل منذ تأسيسها على خدمة الحرمين ورعاية قاصديهما وتضع في سبيل خدمتهم كافة الإمكانات،" مشيرا إلى أن السعودية تأمل من "ضيوف الرحمن أن يكونوا عند حسن الظن وألا يصدر عنهم ما يفقدهم فضل أداء هذه العبادة."
ويأتي ذلك بعد الضجة واسعة النطاق التي أثارتها التصريحات الإيرانية الهجومية الأخيرة حول المطالبة بتدويل الحج في تصعيد يأتي بالترافق مع اقتراب موسم الحج، إذ قال المرجع الديني الشيعي، مكارم الشيرازي، أحد أهم رجال الدين الشيعة في إيران، إن السعودية هي "مركز الوهابية" على حد قوله، واعتبر تلك المدرسة "خطرا على البشرية.
كما شن المرشد الإيراني، علي خامنئي، هجوما غير مسبوق على السعودية بمحاور متعددة، فلم يوفر رجال الدين فيها ولا المسؤولين السياسيين، وذلك بسب الخلاف حول الحج هذا العام والذي قررت إيران مقاطعته، واتهم خامنئي حكام السعودية بـ"الصد هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام، وسد طريق الحجاج الإيرانيين" واتهمهم بـ"الضلال" والسعي للبقاء في السلطة بالتحالف مع أمريكا محملا إياهم مسؤولية كارثة منى وحادثة رافعة الحرم العام الماضي.