القاهرة، مصر (CNN) -- ندد مسؤولون ونواب من الأقباط بحادث تفجير الكنيسة البطرسية، الملحقة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، صباح اﻷحد، خلال صلاة القداس، ما أسفر عن وفاة 25 وإصابة العشرات، وأكد بعض النواب وجود مطالبات من البعض داخل المجلس بفرض حالة الطوارئ لسرعة القبض على المنفذين، و"القصاص لضحايا التفجير وإجراء محاكمات عاجلة وناجزة."
ووصف الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالصادم والمؤسف، مضيفا أنه "يثير العديد من التساؤلات حول كيفية تفجير كنيسة، والاعتداء على مصلين في دور عبادة لم يقترفوا شيئا، فضلا عن كيفية دخول المتفجرات وسط تواجد دائم من قوات الأمن لتأمين الكنيسة."
واعتبر الأنبا مكاريوس، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية ضحايا حادث شهداء الكنيسة البطرسية بالشهداء، وقال" نتألم لذويهم ألما شديد مما حدث.. ومن استشهدوا ذهبوا إلى ربهم أثناء الصلاة.. كما نتألم للجرحى الذين أصيبوا وهم في حالة خطرة، ومن روعوا داخل الكنيسة".
وتابع بالقول: "التفجير لم يسبب ألما للأقباط فحسب، ولكن مصر كلها أضيرت في هذا الحادث من إرهابيين يستهدفون الوطن، ويحاولون الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين" في إشارة منه إلى حادث استهداف تجمعا أمنيا في الهرم الجمعة الماضية أمام أحد المساجد.
ودلل على حديثه بتوجه العديد من المسلمين للتبرع بالدم للمصابين من الأقباط، مضيفا أن الكنيسة القبطية "قدمت ملايين الشهداء عبر تاريخها."
ووجه أسقف عام المنيا وأبو قرقاص، الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقب تحركه السريع، وتسهيل نقل المصابين وفتح مستشفيات وزارة الداخلية، وإعلانه فتح تحقيقات موسعة وتشكيل فرق بحث لضبط الجناة، وهو ما ساهم في "تهدئة غضب الرأي العام" على حد قوله.
وقال إيهاب رمزي، أستاذ القانون وعضو مجلس النواب السابق، إنه دائما ما يواجه الأقباط استهدافا لكنائسهم خلال احتفالات عيد الميلاد، وهو ثمن اعتادوا على دفعه كونهم "مستهدفون مثل الشرطة والجيش والقضاء، للانتقام من موقفهم من 30 يونيو" وفق رأيه.
وجزم رمزي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، بوجود تقصير أمني. داعيا الدولة لاتخاذ الموقف المناسب لمعرفة المقصرين ومحاسبتهم، ومعرفة أسرار وغموض الحادث والوصول إلى الجناة في أقرب وقت، على أن تجرى محاكمات ناجزة مع الجناة فور القبض عليهم، مع تشديد الإجراءات الأمنية لحماية الكنائس. وشدد على أن الحادث "بعيد عن الفتنة الطائفية."
ومن جانبه رأى عضو مجلس النواب إيليا ثروت، أن الهجوم "تقف وراءه جهات تسعى للنيل من مصر" مضيفا: "تلك الجهات لم تستطع فعل شيء خلال الدعوة لتظاهرات 11 نوفمبر، لإثارة الشارع المصري بأزمات نقص السكر أو الأرز أو ارتفاع سعر الدولار وتحرير سعر الصرف أو رفع أسعار المواد البترولية، فقرروا اللجوء إلى الإرهاب والتفجير."
وتابع بالقول: "هناك جهات ودول ممن ترى نفسها دول كبيرة وتسعى لتبعية مصر لها، وترفض استقلاليتها باللجوء للإرهاب للضغط عليها، لاسيما بعد حديث الرئيس بوضوح عن استقلالية القرار المصري، وأنه لا يملى عليها".
وأشار عضو مجلس النواب، إلى نداءات بعض أعضاء مجلس النواب بضرورة "إعلان حالة الطوارئ، وإقامة محاكمات عسكرية للمتهمين في هذه القضايا لتكون هناك محاكمات ناجزة،" مؤكدا أن تلك الاقتراحات قد يبحثها مجلس النواب في القريب العاجل، وفق تأكيده.