دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن جودة علاقاتك مع عائلتك المقربة، أي الأم، والأب، والإخوة والأخوات، والأعمام، والعمات، والأجداد قد تحدث فرقاً حقيقياً في صحتك مع تقدم العمر.
ووجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يشعرون بنقص الدعم من قبل أسرهم، هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مقارنة بمن لا يشعرون بالرضا في حياتهم مع شركائهم.
من يقدرك؟
ونظرت الدراسة، التي نشرت في مجلة علم نفس الأسرة، في بيانات جُمعت من 3000 شخص بين عامي 1995 و2014. وقد كان متوسط عمر الأشخاص حوالي 45 عاماً خلال الجولة الأولى من جمع البيانات.
وطُلب من الناس تقييم جودة تفاعلهم مع أسرهم وشركائهم، والتي قورنت بعد ذلك بالعدد الإجمالي للحالات المزمنة، والتي تتراوح بين السكتة الدماغية والصداع.
ولاختبار شراكتهم الحميمة، أجاب الأشخاص على أسئلة مثل: "كم مرة يتجادل الشريك معك؟ وإلى أي مدى يقدرك"؟
ولاكتشاف نوعية علاقاتهم العائلية، أجابوا على أسئلة مثل: "كم عدد المرات التي ينتقدكم فيها أفراد أسرتكم ما عدا الشريك؟ إلى أي مدى يمكنكم الاعتماد على أسرتكم للحصول على المساعدة في حال وجود مشكلة خطيرة"؟
ووجدت الدراسة ارتباطاً كبيراً بين العلاقات الأسرية المتوترة وزيادة عدد الحالات الصحية المزمنة وسلبياتها.
ولكن الغريب، أن الدراسة لم تجد أي ارتباط بين الحالات الصحية والعلاقات المضطربة بين الزوجين.
وقالت باتريسيا توماس، أستاذة في علم الاجتماع بجامعة بوردو، والتي لم تشارك في الدراسة: "تؤكد الكثير من الأبحاث على أهمية العلاقة الزوجية، لكن هذه الدراسة فريدة من نوعها في دراسة تأثير العلاقات الزوجية والعائلية الأخرى، بخلاف غيرها".
وكتبت توماس في رسالة بالبريد الإلكتروني: "يبدو أن العلاقات الأسرية تتمتع بتأثير مباشر أكثر أهمية على الأمراض المزمنة، وكيفية تصنيف الأشخاص لصحتهم بشكل شخصي".
العائلة تدوم للأبد
وبالنسبة للمؤلفة الرئيسية سارة وودز، أستاذة مساعدة في طب الأسرة والمجتمع في جامعة جنوب غرب تكساس الطبية، فقد كانت النتائج مفاجئة.
لقد توقعت مع فريقها العثور على تأثيرات صحية للخلل الأسري والخلل في العلاقات الحميمية. وقالت إن أحد أسباب عدم قدرتهم على ذلك هو الطبيعة المتغيرة للزواج، وخاصة الطلاق.
وقالت وودز: "ينتظر البالغون فترة أطول للزواج، هذا في حال تزوجوا أصلاً. وقد لا يكون زواجهم من نفس الشخص لبقية حياتهم. ولكن لديهم أسرهم لآخر العمر".
وأضافت، أن غالبية الأشخاص الذين شملتهم الدراسة لديهم أهل أو أشقاء وشقيقات. فإذا كانت ديناميكية التفاعلات سلبية، فالضغط العائلي يمكن أن يستمر في التأثير على الشخص مع تقدم العمر.
وأشارت توماس إلى أنه على الرغم من أن العلاقات الحميمية مع الشريك لم يكن لها تأثير كبير على صحة الشخص، ولكن من المحتمل أن تعكس المعاناة التي تحدث في مناطق أخرى.
وقالت توماس إن "التوتر في علاقات الشريك الحميم يرتبط بتوترات أكبر في العلاقات الأسرية، والتي تظهر كيفية دمج العلاقات الحميمة وتأثيرها على العلاقات الاجتماعية الأخرى".
وأوضحت وودز أنه على الرغم من الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لاستخلاص ديناميكيات التفاعلات، ولكن نتائج الدراسة يجب أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ للعائلات المفككة والعاملين في مجال الرعاية الصحية.