القاهرة، مصر (CNN) -- اتخذ "الازهر الشريف" والكنيسة القبطية ووزارة الأوقاف في مصر، السبت، قرارا بتعليق الصلاة في المساجد والكنائس لمدة أسبوعين، لتلحق مصر حكومات دول مجاورة اتخذت مثل هذا الإجراء وعلى رأسها السعودية التي علقت الصلاة في الحرمين بمدينة مكة.
وتوالت البيانات الرسمية من المؤسسات الدينية، بدأت من اللجنة الدائمة للمجمع المقدس، برئاسة البابا تواضروس الثانى وقررت غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة، وغلق قاعات العزاء واقتصار الجنازات على أسرة المتوفي فقط، على أن تقوم كل إيبارشية بتخصيص كنيسة واحدة للجنازات وتمنع الزيارات إلى جميع أديرة الرهبان والراهبات، تلاه إعلان شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، إيقاف صلاة الجماعة والجمعة مؤقتا بالجامع الأزهر، حرصا على سلامة المصلين ولمدة أسبوعين، لحين وقف انتشار الوباء.
وفى الوقت نفسه قررت وزارة الأوقاف، منع إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد وملحقاتها وجميع الزوايا والمصليات، والاكتفاء برفع الأذان في المساجد دون الزوايا والمصليات، مع تعديله للصيغة التالية: "الله أكبر... اللهُ أكبر... اللهُ أكبر... اللهُ أكبر... أشهد أن لا إلهَ إلا الله... أشهد أن لا إله إلا الله... أشهد أن محمدًا رسولُ الله... أشهد أن محمدًا رسول الله... ألا صلوا في بيوتكم... ألا صلوا في رحالكم... الله أكبر... الله أكبر... لا إله إلا الله".
وينقسم الانتماء الديني في مصر بين مسلمين ومسيحيين وقلة محدودة لليهود، وترفض أي جهة الإعلان عن أعداد معتنقيها، كما أوقف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، حصرها خلال آخر تعداد للسكان.
ومن جانبه قال الأنبا بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية، إنه تم إغلاق جميع الكنائس على مستوى الجمهورية ووقف إقامة الصلوات والأنشطة والتجمعات فى هذه الأيام المقدسة بالنسبة للأقباط مثل الاحتفال بالصوم الكبير، كإجراء احترازي للوقاية من فيروس كورونا وإعلاء لمصلحة الشعب والوطن.
وأضاف حليم في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها تعليق الصلوات فى تاريخ الكنيسة القبطية، إذ سبق إغلاقها فى عهود الأوبئة وأيضا بالعهد الفاطمي أثناء حكم الحاكم بأمر الله.
وتابع المتحدث باسم الكنيسة القبطية بالقول: "قرار إغلاق الكنيسة لم يأت متأخرا ولكنه يسير مع إجراءات الدولة ومع ارتفاع عدد الإصابات والدخول في الأسبوع الثالث والرابع من اكتشاف أول إصابة".
من جهة أخرى علقت الدكتورة آمنة نصير عضو مجلس النواب وأستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، على قرار تعليق الصلاة فى جامع الأزهر، قائلة: "لا مانع من إغلاق الجامع الأزهر ووقف صلاة الجمعة والجماعة في جميع مساجد الجمهورية فالنفس البشرية فى الشريعة الإسلامية أعز على الله من الكعبة".
وأضافت نصير لـCNN قائلة: "أحيي هذه الخطوة لوقف اجتياح الأوبئة، حتى فى الصلاة توقف الجماعة ويصلي كل مصل في منزله".
أما عمرو حمروش عضو اللجنة الدينية بمجلس النواب، فأكد أن قرار الأزهر والكنيسة ووزارة الأوقاف يتسق مع الإجراءات والقرارات التي اتخذتها الدولة بوقف التجمعات للوقاية من فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هناك قاعدة شرعية تتفق مع هذا الأمر وهى أن جلب المفاسد مقدم على درء المصالح، والضروريات تبيح المحظورات.
وأضاف حمروش لـCNN بالعربية، أن هذه القرارات هدفها الصحة العامة، وهو أمر محمود يتفق مع جميع القرارات التي تم اتخاذها من قبل على الرغم من أنه جاء متأخرا، ورأى أنه كان يجب اتخاذ القرار منذ أسبوع مضى، ولكن الأمر مازال تحت السيطرة في مصر.