دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الأطفال الذين يعانون من أعراض خفيفة، أو الذين لا يعانون من أعراض، يمكنهم نشر فيروس "كوفيد-19"، وفقاً لبيانات تتبع المخالطة من 3 مرافق لرعاية الأطفال في ولاية يوتا بالولايات المتحدة، نُشرت الجمعة.
وأُصيب 12 طفلاً، من بينهم طفل يبلغ من العمر 8 أشهر، بفيروس كورونا المستجد في منشأة لرعاية الأطفال، ونقلوا العدوى إلى 12 شخصاً على الأقل خارج المرافق.
وتُظهر البيانات أن الأطفال يمكن أن يحملوا الفيروس من أماكن رعاية الأطفال إلى منازلهم، وفقاً لما كتبه باحثون في تقرير صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
وشُخص نصف مليون طفل في الولايات المتحدة بالإصابة بفيروس كورونا، مع وجود زيادة قدرها 16% بين 20 أغسطس/آب و3 سبتمبر/أيلول، وفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ورابطة مستشفيات الأطفال.
ورغم أن عدد الأطفال الذين يعانون من المرض الشديد بسبب الفيروس يبدو أقل من البالغين، إلا أن أحد التساؤلات الذي يلوح في الأفق يتمحور حول الدور المحدد الذي يلعبه الأطفال في انتقال الفيروس، وخصوصاً بالنسبة إلى من يصارع مع قرارات إعادة فتح المدارس ومراكز الرعاية.
ويشير تقرير مراكز السيطرة على الأمراض إلى أن الأطفال يستطيعون نشر فيروس كورونا، وأنهم يقومون بذلك بالفعل.
وحلل الباحثون بيانات تتبع المخالطين من 184 شخصاً لهم صلات بثلاثة مرافق خاصة برعاية الأطفال في مقاطعة "سولت ليك" بين أبريل/نيسان ويوليو/تموز.
ووجد الباحثون أن طفلين على الأقل لم تظهر عليهما الأعراض. ولم يلتقط الطفلان العدوى فحسب، بل نقلاها إلى أشخاص آخرين أيضاً، بما في ذلك امرأة تم نقلها إلى المستشفى.
ونقل طفل يبلغ من العمر 8 أشهر العدوى لوالديه.
وبشكل عام، شكل الأطفال 13 من أصل 31 حالة مؤكدة للإصابة بالفيروس مرتبطة بالمنشأة.
وعانى جميع الأطفال من أعراض خفيفة، أو لم تظهر عليهم الأعراض.
وكتبت كوك تران من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وفريقها في إدارة الصحة في مقاطعة "سولت ليك" في تقريرهم: "يُعد كوفيد-19 أقل حدة عند الأطفال مقارنةً بالبالغين، ولكن، لا يزال بإمكان الأطفال لعب دوراً كبيراً في انتقال العدوى".
وأضاف التقرير: "من المحتمل أن يكون قد نقل 2 من أصل 3 أطفال لا تظهر عليهم الأعراض SARS-CoV-2 إلى والديهم، وربما إلى معلميهم".
وقال أطباء الأطفال إن الأطفال يمكن أن يساعدوا في نشر الفيروس.
وقالت رئيسة الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، الدكتورة سالي جوزا، في تصريح سابق: "نحن نعلم أن الأطفال غالباً ما تظهر عليهم أعراض قليلة أو معدومة لكوفيد-19. ونحن نعلم أيضاً أنهم ليسوا محصنين ضد هذا الفيروس، وأنهم يمكن أن يصبحوا مرضى بشدة".
وقال الباحثون إن تتبع المخالطين وإجراء اختبارات "كوفيد-19" في الوقت المناسب لمن يتواجدون في مرافق رعاية الأطفال، بما في ذلك الأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض، يمكن أن يساهم في منع انتشار الفيروس.
ويوصي الباحثون باستخدام كمامات الوجه، وخاصة الموظفين الذين يعملون في مراكز رعاية الأطفال التي ترعى أطفالاً تقل أعمارهم عن عامين، فهم أصغر من أن يتمكنوا من ارتداء الكمامات.
وأضافت غوزا: "يُعد اختبار الأفراد المعرضين، الذين من المحتمل أنهم لم يُظهروا أعراض كوفيد-19 بعد، بمثابة أمر بالغ الأهمية لتتبع المخالطين، مما يساعد على تحديد ودعم الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر العدوى".