دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مع تجاوز الولايات المتحدة 200 ألف حالة وفاة بسبب "كوفيد-19"، تدعو مجموعة من المتخصصين في الأمراض المعدية الأطفال إلى اختبار اللقاح ضد فيروس كورونا على الأطفال.
وفي تعليق نُشر يوم الجمعة بالمجلة الطبية "Clinical Infectious Diseases"، قال ثمانية أطباء إن هناك ثلاث تجارب لقاح واسعة النطاق للبالغين في الولايات المتحدة، لكن لم يبدأ أي منها للأطفال".
وقال الدكتور بادي كريش، وهو أخصائي الأمراض المعدية للأطفال في جامعة "فاندربيلت": "رغم أن الأمور تتحرك بسرعة غير مسبوقة للبالغين وكبار السن فيما يتعلق بلقاحات كوفيد-19، إلا أننا لم نحقق تقدماً حتى الآن لبدء تجارب الأطفال".
وأضاف: "بدلاً من الانتظار لمعرفة ما إذا كان لدينا لقاح فعال للبالغين، فلنبدأ على الأقل بتقييم اللقاحات لدى المراهقين والأعمار الصغيرة، حتى نحصل على فكرة أفضل عن الجرعات وجدول الجرعة والفعالية المحتملة لهذا النوع من اللقاح".
وقال متحدث باسم شركة "فايزر"، وهي في المرحلة الأخيرة من التجارب على لقاحها، لـCNN: "تعمل الشركة بنشاط مع المنظمين على خطة دراسة محتملة لطب الأطفال".
وأوضح متحدث باسم "مودرنا"، وهي شركة أخرى تعمل على لقاح بمرحلة التجارب السريرية الثالثة في الولايات المتحدة، أن التجارب الخاصة بطب الأطفال ستبدأ "في المستقبل القريب، حيث ستخضع لموافقة الجهات التنظيمية".
وحتى الآن، أصيب أكثر من 6.89 مليون أميركي منذ بداية الوباء، وتوفي ما لا يقل عن 200,710 شخص، بحسب جامعة "جونز هوبكنز".
وتعمل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على دراسة قواعد جديدة للترخيص الطارئ للقاح "كوفيد-19"، والتي من شأنها أن تسرع الترخيص بعد يوم الانتخابات، وذلك بحسب ثلاثة مصادر مطلعة على الموقف.
وتحدثت المصادر عن سيناريوهين مختلفين تقيمهما إدارة الغذاء والدواء، قبل أن يتم منح تصريح الاستخدام الطارئ للقاح كورونا.
وبحسب أحد المصادر، من المتوقع أن تطلب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من صانعي اللقاحات الانتظار لمدة شهرين، بعد إعطاء جميع المشاركين بالدراسة جرعتهم الثانية من اللقاح، في تجارب المرحلة الثالثة، قبل طلب الحصول على إذن.
ويقول مصدر ثان، وهو مسؤول إداري كبير، إن الوكالة قد تطلب من الشركات الانتظار لمدة 60 يوماً، بعد إعطاء نصف المشاركين جرعتهم الثانية بالتجربة، قبل السماح بترخيص اللقاح.
وقال عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، الدكتور أشيش جها، للجنة الاقتصادية المشتركة الأمريكية، يوم الثلاثاء، إنه يجب أن يكون لدى البلاد بيانات جيدة حول سلامة وفعالية اللقاح في وقت ما خلال نوفمبر/ تشرين الثاني.
ويعتقد جها أنه سيكون هناك لقاحاً قبل نهاية العام.
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، وهو مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، إن حالة الانقسام الحالية في أمريكا هي من بين الأشياء التي تعترض طريق الرسائل الواضحة حول "كوفيد-19".
وأوضح فاوتشي، ليل الاثنين في برنامج"The Daily Show with Trevor Noah": "نحن في حالة انقسام في المجتمع لدرجة أن الأمر يميل إلى التسييس".
ورغم اتباع بعض الأمريكيين جميع الإرشادات الاحترازية الموصى بها، إلا أنهم يواجهون رسالة مشوشة.
وقامت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بتحديث إرشاداتها حول فيروس كورونا، حيث أوضحت انتشاره عن طريق الهواء.
ولكن، عادت بشكل مفاجئ إلى إرشاداتها السابقة، وهو أن الفيروس ينتشر بشكل أساسي بين الأشخاص، الذين هم على اتصال وثيق، "من خلال قطرات الجهاز التنفسي التي تنتج عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يتحدث".
وتقول الدكتورة جين مارازو، وهي خبيرة الأمراض المعدية في جامعة ألاباما في برمنغهام، إن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في زيادة أعداد الحالات، مثل الرسائل المتناقضة، والمعلومات المضللة، والارتباك أيضاً حول كيفية انتشار الأشياء.
ويعود سبب ارتفاع الحالات أيضاً إلى عودة الكثير من الطلاب، في جميع أنحاء البلاد، إلى مدارسهم وجامعاتهم.
وأبلغت الكليات والجامعات في جميع الولايات الخمسين عن إصابات، ما دفع القادة المحليين إلى وضع تدابير جديدة على أمل السيطرة على انتشار الفيروس في حرم الجامعات والمدن الجامعية.
وازدادت العدوى أيضاً بين الطلاب الأصغر سناً، ومن حولهم.
ولا يزال يدرس الخبراء الدور الذي يلعبه الأطفال في انتقال الفيروس، لكن أظهرت العديد من الدراسات أن بإمكانهم نشره أيضاً، في كثير من الأحيان، تماماً مثل البالغين.
ويشير تقرير صدر مؤخراً عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنه لا يمكن للأطفال نشر الفيروس فحسب، بل أيضاً يمكن نقل العدوى، سواء عند ظهور أعراض خفيفة أو دون أعراض على الإطلاق.