دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تعمل 4 متغيرات جديدة على الأقل من فيروس كورونا، على إبقاء العلماء مستيقظين ليلاً.
ويظهر المتغير الأول في 50 دولة على الأقل بعد تحديده لأول مرة في جنوب شرق إنجلترا، ويبدو أن انتشاره أكثر كفاءة من المتغيرات القديمة للفيروس.
وأثار ظهوره مخاوف القادة السياسيين الذين أغلقوا الحدود، وفرضوا قيوداً على السفر، في محاولات للحد من انتشاره.
وتم تحديد المتغيرات الأخرى في جنوب أفريقيا والبرازيل. ورغم أنها لم تسافر على نطاق واسع، إلا أنها أظهرت مجموعة من الطفرات التي جذبت انتباه علماء الوراثة.
وهناك أيضاً متغيراً آخراً في كاليفورنيا، ربما يكون السبب من وراء انتشار متجدد بالولاية.
وقال الدكتور كريستيان غايبلر، اختصاصي المناعة الجزيئية بجامعة روكفلر، والذي يدرس استجابة الجسم المناعية لعدوى فيروس كورونا: "بصراحة، لم نحصل على قسط كبير من النوم مؤخراً".
وحتى الآن، لم تتحور المتغيرات إلى درجة أن تسبب مرضاً أكثر خطورة أو تشكل هروباً من الحماية التي يوفرها التطعيم.
B.1.1.7
وعلى رأس قائمة الباحثين في الولايات المتحدة، يوجد متغير "B.1.1.7" الذي شوهد لأول مرة في بريطانيا. وحذرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الأسبوع الماضي، من أنه قد يؤدي إلى تفاقم انتشار الوباء.
ولكن لا يزال العلماء يشعرون بالاطمئنان من قدرة جهاز المناعة البشري على التعامل مع المتغيرات التي ظهرت حتى الآن.
وقال جريجوري أرمسترونج، مدير مكتب الكشف الجزيئي المتقدم في مركز السيطرة على الأمراض، لـCNN: "لا يعد أكثر أو أقل خطورة، ولا يسبب معدلات مختلفة من الاستشفاء أو الوفيات".
وأضاف: "نعرف أنه ينتقل بنفس الطريقة بالضبط".
وهذا يعني أن الإجراءات الاحترازية المعروفة، التي تساعد في تقليل الانتشار، ستوقف المتغيرات الجديدة، منها: استخدام قناع الوجه، والتباعد الاجتماعي، وتجنب المجموعات الكبيرة أو الحشود، وغسل اليدين بشكل متكرر.
واستحوذ "B.1.1.7" على جنوب شرق إنجلترا خلال وقت كان من المفترض أن يكون الناس في إغلاق تام، في نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول، ما تسبب بإصابة عدد أكبر من الأشخاص بنسبة 50٪، بالمقارنة مع متغيرات الفيروسات الأخرى.
وعند تتبع اتصال هؤلاء الأشخاص، اتضح أن حوالي 11 من كل 100 شخص مصاب بعدوى فيروس من "النوع البري". لكن، أصيب 16 من أصل 100 شخص بعد أن كانوا على اتصال بأشخاص مصابين بمتغير "B.1.1.7".
وقال أرمسترونج: "اتصالات الأشخاص بمتغير B.1.1.7 تتسبب بمعدلات مرضية أكثر ارتفاعاً".
وقلّل أرمسترونج من المخاوف الأولية والتي تشير إلى أن المتغير الجديد يصيب الأطفال بسهولة أكبر.
وقال إن بريطانيا تركت المدارس مفتوحة خلال الإغلاق الذي شهد انتشار "B.1.1.7"، وهذا من شأنه أن يفسر بسهولة سبب إصابة المزيد من الأطفال.
وكل هذا ببساطة يعني أن الناس بحاجة إلى بذل جهد أكبر للحد من انتشاره، حتى يتم تسريع عملية التطعيم.
وأوضح أرمسترونج أنه من المهم الالتزام بوضع أقنعة الوجه من أجل الحد من انتقال العدوى، مع توفير اللقاح على نطاق واسع.
ولا يعتقد مايك أوسترهولم، وهو يدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية بجامعة مينيسوتا، أن الناس ستتبع الإجراءات اللازمة، إذ قال: "أعتقد أن B.1.1.7 سيتمتع بتأثير مميت على أعداد الحالات الجديدة خلال الـ 6-8 أسابيع المقبلة.. آمل أن أكون مخطئاً".
وحتى الآن، أبلغت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عن 120 حالة من الأشخاص المصابين بـ"B.1.1.7" في 20 ولاية، رغم أن الوكالة تعتقد أن العدد قد يكون أكبر من ذلك.
B.1.351
وشوهد هذا المتغير لأول مرة في في جنوب أفريقيا، وهو يعرف باسم "B.1.351" أو "501Y.V2"، حيث يتألف من نمط مختلف من الطفرات التي تسبب المزيد من التغيرات الجسدية في بنية البروتين، أكثر من "B.1.1.7".
ويمكن أن يساعد الفيروس في الهروب جزئياً من آثار اللقاحات.
وقال ارمسترونغ: "هناك قلق أكبر بشأن الهروب المناعي".
ويقوم صانعو اللقاحات والباحثون الأكاديميون باختبار عينات من هذا المتغير، مع آخرين، لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الهروب من الاستجابة المناعية التي يسببها التطعيم.
ولكن الدكتور ميشيل نوسينزويج من جامعة روكفلر لا يعتقد ذلك.
ودرس نوسينزويج وفريقه الاستجابة المناعية لعدوى فيروس كورونا، إذ قالوا إن الجسم ينتج مئات الأنواع المختلفة من الأجسام المضادة لمهاجمة الفيروس.
وأفاد فريق نوسينزويج، يوم الاثنين، أن الناس يملكون بعضها عند ولادتهم، وبمجرد حدوث عدوى، تنضج الاستجابة المناعية وتصبح أفضل في استهداف الفيروس.
وقال نوسينزويج إن ذلك يجب أن يطمئن الناس.
وأضاف أن جهاز المناعة البشري يتكيف بشكل جيد للغاية مع الطفرات الفيروسية، وينتج مئات من الأجسام المضادة المختلفة التي يمكنها مهاجمة فيروس كورونا.
وقال نوسينزويج: "بالتأكيد هناك أنواع مختلفة من الأجسام المضادة التي يمكنها تحييد الفيروس. هذه الأنواع الموجودة بالبلازما يمكنها أن تكون مقاومة للطفرات الناشئة".
ويُوضح المسؤولون في جنوب أفريقيا أن هذا المتغير هو الآن الأكثر شيوعاً كونه يتواجد في مناطق عديدة، كما تم اكتشافه في 20 دولة. ولم يُعثر عليه في الولايات المتحدة حتى الآن.
P.1 وP.2
وظهر متغيران مثيران للقلق لأول مرة في البرازيل.
ويعرف الأول باسم "P.1"، حيث عثر عليه في 42٪ من عينات أحد الاستطلاعات التي أجريت بمدينة ماناوس البرازيلية.
ووجد المسؤولون اليابانيون هذا المتغير لدى 4 مسافرين من البرازيل.
وقالت مراكز السيطرة على الأمراض إن ظهور هذا المتغير يثير مخاوف من زيادة محتملة في قابلية الانتقال أو إعادة إصابة الأفراد بـ "SARS-CoV-2".
وتسبب "P.2"، الذي شوهد لأول مرة أيضاً بالبرازيل، في حدوث موجة قلق عندما ظهر في بريطانيا الأسبوع الماضي لدى 11 شخصاً.
L425R
وأخيراً، هناك متغير جديد شوهد في كاليفورنيا. وبينما يتم العثور عليه بشكل شائع، إلا أنه ليس من الواضح بعد ما إذا كان أكثر قابلية للانتقال.
وفي دراسة نشرت عبر الإنترنت، ولكن لم تتم مراجعتها من قبل مجلة طبية أو علمية، قال فريق "Cedars-Sinai" في لوس أنجلوس إنه وجد هذا المتغير في 36% من العينات المأخوذة من 192 مريضاً بالمستشفى في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول. كما تواجد أيضاً في 24% من العينات من جنوب كاليفورنيا.
وقالت إدارة الصحة العامة بكاليفورنيا إن المتغير يظهر "بشكل متزايد" في جميع أنحاء الولاية.
وقال أرمسترونج إن الولايات المتحدة تقوم اليوم بعمل ضعيف في المراقبة الجينية، موضحاً: "ليس لدينا معيار ذهبي للمراقبة القائمة على التسلسل مثل المملكة المتحدة". وقد يفسر ذلك سبب اكتشاف المملكة المتحدة لـ "B.1.1.7" قبل الولايات المتحدة.