دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتمسك الولايات المتحدة باستراتيجية إدارة جرعتين من لقاحي "مودرنا" و"فايزر -بيو إن تك" بفاصل بضعة أسابيع. ومع ذلك، فإن فكرة توسيع الإنتاج من خلال صرف جرعة واحدة فقط من اللقاحين لا تزال قائمة.
ومن جانبه قال الجراح العام في إدارة ترامب السابقة، الدكتور جيروم آدامز، في تغريدة يوم الثلاثاء، إن الحماية الجيدة المتوفرة بجرعة واحدة "أفضل من الحماية العالية لعدد قليل".
لكنه عاد وأوضح في تغريدة ثانية أنه لم يوصِ بأن هذه الخطوة هي الطريق الصحيح بنسبة 100%، مضيفا أن الأمر يستحق "إعطاء الولايات المرونة لتجربتها".
وعلى الرغم من أن 80.5 مليون جرعة لقاح تم إعطاؤها في الولايات المتحدة، وأن جرعة واحدة من لقاح "جونسون آند جونسون" تدخل إمدادات الولايات المتحدة، إلا أن الطلب لا يزال يفوق بكثير عدد جرعات اللقاحات المتاحة.
ولم يؤثر ذلك على قرار صانعي اللقاحات، أو إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، أو مراكز السيطرة على الأمراض في التحول نحو الجرعات الفردية لتشمل المزيد من الأشخاص في وقت أقرب.
من جانبه، أكد الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، في تصريحات لشبكة CNN، الأربعاء، أن تغريدات آدامز لا تأخذ في الحسبان تأثير السلالات المتحورة من فيروس كورونا، والتي يمكنها أن تقلل من مقدار الحماية التي توفرها اللقاحات.
وقال فاوتشي: "بدايةً، أنا أحب جيروم آدامز. إنه حقاً رجل رائع وقد عملنا معاً بشكل جيد خلال إدارة ترامب"، وأضاف: "أعتقد أنه مخطئ في هذا".
وتابع فاوتشي قائلاً إنه من خلال الحصول على جرعة واحدة فقط تجعلك "في مستوى ضعيف للغاية"، موضحاً أنه "جيد بما يكفي لتوفير الحماية، ولكن إذا قللت من الجرعة بمقدار خمسة أضعاف، فإنك تسقط من مخطط الحماية".
وتم ترخيص لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال "mRNA" للاستخدام في الولايات المتحدة بناءً على بيانات التجارب السريرية التي تظهر أن جرعتين من اللقاحات التي يتم أخذها بعد بضعة أسابيع تكون فعالة بنسبة 95% في منع العدوى المصحوبة بأعراض.
وتستمر الإرشادات في تقديم المشورة لجرعتين من لقاحي لقاحي "مودرنا" و"فايزر"، وقال الخبراء في اجتماع اللجنة الاستشارية لممارسات التحصين التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض يوم الاثنين إنه لا يوجد دليل علمي كاف لدعم استراتيجية التطعيم التي من شأنها تأخير جرعة ثانية أو إلغاءها بالكامل.
وقالت الدكتورة هيذر سكوبي من مركز السيطرة على الأمراض في اجتماع اللجنة: "أظهرت خمس دراسات أن تأجيل جرعة الحمض النووي الريبوزي المرسال الثانية قد يترك بعض الأشخاص أقل حماية ضد تحورات فيروس سارس-كوف-2".
ويشعر الخبراء بالقلق من أن استراتيجية الجرعة الواحدة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من سلالات فيروس كورونا المتحورة، وتخلق المزيد من الشك والارتباك أثناء طرح لقاح معقد بالفعل.
وهذا لا يعني أنه لن يكون هناك المزيد من التغييرات في الجرعات قادمة.
وفي جميع أنحاء العالم، يدرس الباحثون فعالية الجرعات المفردة من لقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال. وفي الوقت نفسه، يتم أيضاً اختبار لقاح "جونسون آند جونسون"، المرخص به حالياً كلقاح أحادي الجرعة، لمعرفة ما إذا كان سيوفر المزيد من الحماية.
دراسة الجرعات المفردة
وتستخدم بعض البلدان بالفعل استراتيجيات الجرعة الواحدة كوسيلة لتوسيع إمداداتها وتوفير بعض الحماية لعدد أكبر من الناس.
ومنذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، لم تطلب المملكة المتحدة تخطي الجرعة الثانية، ولكنها أخرت موعد الحصول على الجرعات الثانية من لقاح "فايزر -بيو إن تك" لتعطي الأولوية للجرعات الأولى. ويعني التأخير أن الفترة الفاصلة بين الجرعتين يمكن أن تمتد حتى 12 أسبوعاً بدلاً من حوالي ثلاثة أسابيع.
ورداً على تغيير جدول اللقاح، قالت شركة فايزر في ذلك الوقت إنها لم تختبر لقاحها بهذه الطريقة.
وقالت فايزر: "صُممت دراسة المرحلة الثالثة التي أجرتها شركة "فايزر" مع شركة "بيو إن تك" للقاح "كوفيد-19" لتقييم سلامة اللقاح وفعاليته باتباع جدول زمني مكون من جرعتين، يفصل بينهما 21 يوماً"، مضيفةً أنه "لا توجد بيانات تثبت أن الحماية بعد الجرعة الأولى تستمر بعد 21 يوماً".
وكانت هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن لقاح "فايزر -بيو إن تك" يوفر بعض الحماية بعد جرعة واحدة.
ونظر الباحثون في أكبر مستشفى في إسرائيل إلى ما حدث بعد حصول 7 آلاف شخص على الجرعة الأولى من لقاح "فايزر -بيو إن تك".
وبحلول الأسبوع الثاني إلى الرابع بعد تلقي جرعة اللقاح الأولى، انخفضت معدلات الإصابة بالأعراض بنسبة 85%.
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح إلى متى ستستمر هذه الحماية. كما أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم كانوا "أصغر سناً وأكثر صحة" وقد لا يعكسون عموم السكان.
وهناك بعض الأبحاث أيضاً تشير إلى أن جرعة واحدة قد تكون كافية للأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بالعدوى.
ووجدت ورقتان بحثيتان نُشرتا الأسبوع الماضي في مجلة "The Lancet" أن جرعة واحدة فقط من لقاح "فايزر -بيو إن تك" يمكنها أن تحفز استجابة مناعية قوية بما فيه الكفاية لدى الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بفيروس كورونا التي يمكنها أن تحميهم من الإصابة بالعدوى في المستقبل.
وأوصت فرنسا بالفعل أن يحصل الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً بالعدوى على جرعة واحدة فقط من لقاح "فايزر -بيو إن تك".
وفي خطاب أرسل إلى مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين" الطبية في فبراير/ شباط الماضي، راجع باحثون كنديون وثائق لقاح "فايزر -بيو إن تك" المقدمة للحصول على إذن استخدام الطوارئ العام الماضي، وخلصوا إلى أن جرعة واحدة لا تزال فعالة بنسبة 90% على الأقل.
وأضاف الباحثون أنه "مع مثل هذه الجرعة الأولى الوقائية للغاية، يمكن تعظيم الفوائد المستمدة من ندرة إمدادات اللقاح من خلال تأجيل الجرعات الثانية حتى يتم تقديم جرعة واحدة على الأقل لجميع أفراد المجموعة ذات الأولوية".
ولكنهم أشاروا إلى أنه لا يزال من غير الواضح إلى متى تستمر الحماية بجرعة واحدة فقط.