دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أنت تحدق في سقف غرفتك، وترغب في النوم، ولكن الأفكار تتسابق في رأسك، وتجعلك تفكر في موقف حدث معك خلال اليوم، كمحادثة مُحرجة أجريتها مع رئيسك في العمل.
ويمكن أن يحدث التفكير المفرط في أي وقت، سواء خلال النهار أو الليل، ما يترك الناس في حالة من التردد والحيرة.
وقالت كيمبر شيلتون، وهي عالمة النفس ومالكة شركة KLS Counselling & Consulting Services في ولاية تكساس، إن الناس غالبًا ما يكونوا محاصرين بأفكارهم الخاصة، لأنهم يسعون جاهدين لتحقيق الكمال، أو يحاولون إيجاد طريقة للسيطرة على الموقف.
وقالت: "نريد أن نفهم كل زاوية وأن نكون قادرين على التحكم فيما يمكن أن نحدث، فنبقى محاصرين بأفكارنا هذه".
وأضافت شيلتون: "عندما يفرط الناس في التفكير، تبدأ أفكارهم في الدوران ولا يمكنهم العثور على نتيجة".
وأضافت أن الأفكار المتعلقة بالأحداث الماضية المحرجة أو التي يتم التعامل معها بشكل خاطئ يمكن أن تزعج الناس وتؤدي بهم إلى إعادة التفكير في هذه الأحداث مرارًا وتكرارًا.
وقالت ديبورا سيراني، وهي عالمة النفس ومساعد أول في أعضاء هيئة التدريس في معهد "جوردون إف ديرنر" للدراسات النفسية المتقدمة في جامعة "أدلفي" في نيويورك، إنه يواجه الأشخاص الذين يفكرون بإفراط صعوبة في تحديد أولويات مشاكلهم وفهم المشكلات التي تقع في نطاق سيطرتهم.
كيف يمكن أن تتحدى التفكير المفرط؟
-
الخطوة الأولى: من المفيد أن تكون مدركًا لنفسك عندما تفرط في التفكير.
-
الخطوة الثانية: حاول أن تعود خطوة إلى الوراء وتفكر ما إذا كنت تستطيع السيطرة على الأمر الذي تفكر فيه بإفراط. وقالت سيراني إنه إذا كان شيئًا لا يمكنك التحكم فيه، فيمكنك أن تقول لنفسك: "يجب أن أعطي الأولوية حقًا لما لدي القدرة على تغييره، وما يتجاوز قدرتي على التغيير.
-
الخطوة الثالثة: إذا كان الموقف تحت سيطرتك، حاول أن تعيش اللحظة وتعزل المشكلة الفردية.
-
الخطوة الرابعة: بمجرد تحديد مشكلة واحدة، فإن الخطوة التالية هي تعيين وقت زمني للمدة التي ستمنحها لنفسك لحل المشكلة.
-
الخطوة الخامسة: التعرف على الخطوات الصغيرة التي اتخذتها لحل مشكلتك، حتى إذا لم تكن قادرًا على حلها بالكامل. وقالت سيراني: "ستحتفل بحقيقة أنك اتخذت موقفًا، وأدركت أنك كنت تفكر أكثر من اللازم وأنك حاولت حل المشكلة". وقد لا ينجح الكثير من الناس في أول مرتين يمارسون فيها هذه الطريقة، وأكدت أنه من الطبيعي أن تشعر بهذه الطريقة.
الاسترخاء في الليل
يُصيب الإفراط في التفكير الكثير من الناس أثناء الليل عندما يتقلبون في أسرّتهم. وإذا كانت هذه الأفكار تجعلك مستيقظًا، توصي شيلتون بوضع وقت محدد للإفراط في التفكير.
وقالت: "سأمنح نفسي خمس دقائق وسأسمح لعقلي بالذهاب إلى أي مكان يريده".
وأوضحت شيلتون أن هناك استراتيجية أخرى تتمثل في تدوين مخاوفك للسماح لأفكارك بالهروب من عقلك، حيث يمكن كتابتها كما تفكر بها، أو يمكنك إنشاء قائمة إيجابيات وسلبيات.
الإفراط في التفكير أثناء التأمل
يعد التأمل هو ممارسة ذاتية شائعة تركز على امتلاك عقل خالٍ من الأفكار. وبالنسبة للشخص الذي يفرط بالتفكير، فقد يكون هذا الأمر صعبًا.
وإذا كنت مبتدئًا، حاول أن تبدأ بـ30 ثانية من التأمل، ثم يمكن أن تشق طريقك ببطء حتى أوقات أطول. وبمجرد ملاحظتك أن الأفكار بدأت تتجول في عقلك، أعد تركيزك على تنفسك.
وأوضحت سيراني إن التأمل ليس شيئًا يمكن للجميع القيام به، وهي لا تريد أن يعتقد الناس أنهم يفشلون عندما لا يستطيعون القيام بذلك.
وأشارت إلى أن الأنشطة المهدئة مثل القراءة أو المشي أو الاستماع إلى الموسيقى تعد بديلاً رائعًا للعقول المفرطة في النشاط.
اعرف متى تطلب المساعدة
إذا وجدت نفسك تفكر كثيرًا لأسابيع أو شهور متتالية، فقد يكون حان الوقت لطلب المساعدة المهنية، حسب قول سيراني.
وقالت إنه يمكن أن يكون لديك اضطراب عقلي مثل اضطراب القلق العام، مضيفة: "القلق المعمم هو تجربة شائعة جدًا، خاصة منذ بداية وباء كوفيد-19، لأن هناك ضغطًا كبيرًا مع الوباء وتغييرات الحياة".
وأشارت شيلتون إلى أن الإفراط في التفكير يمكن أن ينجم عن صدمة سابقة، ويمكن شفاؤها بالعلاج.