دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تقترح دراسة جديدة أن تلقي جرعة ثالثة من لقاح فيروس كورونا يمكن أن يساعد في تعزيز مستويات الأجسام المضادة بين بعض مرضى زراعة الأعضاء، والذين لم يتمتعوا باستجابات قوية لجداول التطعيم القياسية.
ومن بين المرضى في الدراسة الذين لم يكن لديهم أجسام مضادة قابلة للقياس بعد تلقي جرعتين من اللقاح، شهد ثلثهم ارتفاعاً في الأجسام المضادة بعد الحصول على جرعة ثالثة.
ومن بين أولئك الذين تمتعوا بمستويات منخفضة من الأجسام المضادة بعد جرعتين، شهد جميعهم زيادة بعد تلقي جرعة ثالثة.
ونُشرت النتائج الاثنين في مجلة "Annals of Internal Medicine".
وقد لا يكون لدى متلقي زراعة الأعضاء استجابة كافية للقاحات فيروس كورونا لأنهم يتناولون الأدوية من أجل تثبيط جهاز المناعة لديهم.
ويساعد ذلك في تقليل خطر رفض الجسم للأعضاء الجديدة، ولكنه قد يحد أيضاً من الاستجابة للقاحات.
تعزيز مستويات الأجسام المضادة
وقام الباحثون، من كلية الطب بجامعة "جونز هوبكنز" في بالتيمور، بفحص استجابات الأجسام المضادة وتفاعلات اللقاح لدى 30 من مرضى زراعة الأعضاء الذين تلقوا جرعة ثالثة من لقاح فيروس كورونا بين مارس/آذار، ومايو/أيار من هذا العام.
وتلقى 15 مريضاً جرعة من لقاح "جونسون آند جونسون"، وتلقى 9 لقاح "مودرنا"، بينما تلقى 6 لقاح "فايزر" بعد حوالي 67 يوماً من إكمال الجرعة الثانية من التطعيم الأصلي.
واختبر الباحثون المرضى بحثاً عن الأجسام المضادة قبل أن يتلقوا جرعاتهم الثالثة من اللقاح.
ووجدوا أنه لم يكن لدى 24 مريضا مستويات أجسام مضادة قابلة للاكتشاف، بينما عانى 6 منهم من مستويات منخفضة منها.
تم اختبار الأجسام المضادة للمرضى مرة أخرى بعد حوالي أسبوعين من تلقي جرعة ثالثة من اللقاح.
ووجد الباحثون تمتع المرضى الستة، الذين كان لديهم مستويات منخفضة من الأجسام المضادة سابقاً، بمستويات عالية من الأجسام المضادة بعد الجرعة الثالثة.
ومن بين المرضى الذين لم يكن لديهم مستوى يمكن اكتشافه من الأجسام المضادة، تمتع 6 منهم بمستويات عالية، بينما كان لدى اثنان منهم مستويات منخفضة، وظلت مستويات الأجسام المضادة لدى 16 شخص غير قابلة للاكتشاف بعد تلقي جرعة ثالثة.
الأجسام المضادة ليست كل شيء
وتُعد الأجسام المضادة مجرد جزء واحد من الاستجابة المناعية الخاصة بالجسم، ولذلك، يقول الخبراء إن الدراسات المستقبلية عن المعززات يجب أن تقيس أيضاً أنشطة أجزاء أخرى من الجهاز المناعي، مثل الخلايا التائية، والخلايا البائية.
وفي أبريل/نيسان، أوصى مسؤولو الصحة في فرنسا بجرعة ثالثة من اللقاح للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة.
وتقول العديد من الجمعيات الطبية، مثل الكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، والجمعية الأمريكية لزرع الأعضاء، والمنظمة الدولية لدراسة مرض التهاب الأمعاء، أن اختبارات الأجسام المضادة لن تجيب بشكل كامل على أسئلة المرضى حول ما إذا كانت لقاحاتهم فعّالة أم لا.
كما تنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، بعدم فحص الأجسام المضادة.
وتعمل المعاهد الوطنية للصحة (NIH) على تحديد الأساليب التي قد تعمل بشكل أفضل إذا كان اللقاح يفشل لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
وفي هذا الصيف، يأمل الباحثون البدء في تسجيل حوالي 200 من مرضى زراعة الكلى الذين تم تطعيمهم للمشاركة في دراسة حول المعززات، وفقاً لما قاله مدير قسم الحساسية، والمناعة، وزراعة الأعضاء في "NIAID"، الدكتور دانيال روتروسين، لـCNN في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي حال أظهرت الاختبارات أن لقاح "كوفيد-19" لم يعمل بشكل جيد، سيتم تقديم جرعة إضافية من اللقاح للمشارك في الدراسة لمعرفة ما إذا كان ذلك مفيداً، بحسب ما أضافه روتروسين.