دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تشعر بالإرهاق، وترغب بالنوم، ولكن بمجرد وضع رأسك على الوسادة، يغمرك القلق، ما يجعل الخلود إلى النوم بعيد المنال، بل مستحيل في بعض الأحيان.
وقالت أخصائية النوم، والمدرّبة في قسم طب النوم في كلية الطب بجامعة "هارفارد"، ريبيكا روبينز: "فكّر في تمارين الاسترخاء هذه كأدواتٍ في مجموعة الأدوات الخاصة بك من أجل نومٍ أفضل".
وأوضح الخبراء أن هناك تقنيات استرخاء يمكنك استخدامها لتهدئة أفكارك المتسارعة، تعرّف إليها بما يلي:
1. التنفس العميق الخاضع للسيطرة
والتنفس العميق طريقة مدعومة علميًا لتهدئة الجسم والعقل، ويمكن القيام به بسهولة قبل النوم، وعندما تستيقظ في منتصف الليل.
ويؤدي تغيير إيقاع تنفسك إلى إبطاء معدل ضربات القلب، وتقليل ضغط الدم، كما أنه يُحفّز نظام "الراحة والهضم" في الجسم.
وهناك عدد من تقنيات التنفس العميق التي يمكنك تجربتها.
ويُركّز التنفس الحجابي، المعروف أيضًا باسم تنفس البطن، على إرخاء الحجاب الحاجز، أي العضلة الرئيسية للتنفس.
وابدأ بأخذ نَفَس عميق من خلال أنفك، وعِد إلى الرقم 6 ببطء، وتأكّد من أنك تشعر بارتفاع معدتك بيدك مع امتلائها بالهواء، وعد إلى الرقم 6 مرّة أخرى مع إخراج نَفَسك ببطء.
2. التأمل
والتأمّل أسلوب يبلغ عمره قرون يُستخدم لتهدئة الجسم والعقل.
وتُشير الدراسات إلى أنه يمكن أن يساعد محبّي الكمال في التوقف عن الحكم على أنفسهم، ويمكنه أن يساعد في علاج التدخين، والألم، واضطرابات الإدمان، والاكتئاب، وغيرها من الأشياء.
وباستخدام مقاييس مباشرة لوظيفة الدماغ وبنيته، وجدت إحدى الدراسات أن إحداث تغييرًا ملموسًا في الدماغ لم يستغرق سوى ممارسة التأمل لـ 30 دقيقة فقط يوميًا على مدار أسبوعين.
وقال عالم الأعصاب، وأستاذ الطب النفسي في جامعة "ويسكونسن ماديسون"، ومؤسس ومدير "Center for Healthy Minds"، لـCNN في مقابلة سابقة: "عند تدريس هذه الأنواع من التمارين الذهنية للناس، إنها في الواقع تغيّر وظيفة وبنية دماغهم".
3. التصوّر
ويُعتبر التصوّر وسيلة مُساعِدة أخرى للنوم.
وتخيّل بقعة هادئة وساكنة في عقلك، واملأها بأشياء، وألوان، وأصوات محدّدة. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتخيّلون بالتفصيل، كانت لديهم القدرة على إخراج الأفكار غير المرغوب بها من عقولهم بنجاح أكبر.
وإذا كنت تواجه مشكلة في ملء المشهد، يقترح الباحثون أن تسأل نفسك أسئلة حول الشم، واللمس، والضوء، مثل "هل يمكنني الشعور بالشمس على بشرتي؟ ما هي الرائحة التي أشمّها في الهواء؟".
ويمكنك أيضًا تخيّل جسمك في حالة استرخاء، وفقًا للخبراء.
وأثناء التنفس بعمق وبطء، تخيّل أن أنفاسك عبارة عن رياح تتدفق عبر الجسم، ما يخفف من الضغط والتوتر أثناء حركتها ومرورها بكل جزء من أجزاء الجسم.
4. استرخاء العضلات التدريجي
ولا يدرك غالبيتنا حتّى مقدار التوتر الذي نحمله في عضلاتنا، حتى يظهر عن طريق آلام الظهر، والصداع.
ويقول الخبراء إن استرخاء العضلات التدريجي وسيلة لإرخاء تلك العضلات، ما يُسهّل النوم.
وخلاله، ستقوم بشدّ وإرخاء مجموعات العضلات في الجسم بترتيبٍ معين، بدءًا من الرأس، ووصولاً إلى أصابع القدم.
ويتم شد كل جزء من الجسم بإحكام لمدة 10 ثوانٍ أثناء الشهيق، والحرص على الضغط على كل عضلة بقوة، ولكن ليس لدرجة حصول تشنّج أو ألم.
وثم خلال الزفير، قم بإرخاء العضلات فجأةً، ومرّة واحدة.
وهناك فائدة إضافية لهذا التمرين، بحسب ما ذكره الخبراء، ومفادها: لا يوجد مكان في دماغك للأفكار المُقلقة.
5. حدد "وقتاً للقلق" قبل النوم
وقال أخصائي النوم، والأستاذ المساعد للطب السريري في كلية "كيك" للطب بجامعة "جنوب كاليفورنيا"، الدكتور راج داسجوبتا: "لا تقلق في السرير. وحدّد وقتًا للشعور بالتوتر، خلال فترة من الوقت خارج غرفة النوم، للتفكير بالأشياء التي تتسلّل إلى ذهنك بشكل طبيعي ليلاً".
وأوضح أستاذ الطب، ومدير أبحاث النوم في كلية الطب بجامعة "جونز هوبكنز"، الدكتور فسيفولود بولوتسكي: "اكتب قائمة بالأشياء التي تحتاج إلى القيام بها غدًا"، مضيفًا: "يمكنك حتّى إرسالها بالبريد الإلكتروني إلى نفسك. ويمنحك ذلك الشعور بالرضا والإدراك أن الوقت ليلًا، ولا يوجد شيء يمكنك فعله بقائمتك، ولكن يمكنك متابعتها غدًا".