دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سمحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، الثلاثاء، بإضافة جرعة معززة ثانية على ترخيصها للقاحي "فايزر" و"مودرنا" المضادّين لـ"كوفيد-19"، وذلك لمن بلغوا 50 عامًا وما فوق، بعد مرور أربعة أشهر في الحد الأدنى على تلقّيهم الجرعة المعززة الأولى.
وخلال ساعات، أصدرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها بيانًا أفاد بأن الوكالة ستسمح بتلقي جرعات معززة ثانية بالتوازي مع توجيه الأشخاص الذين تلقوا لقاح "جونسون آند جونسون" بداية.
وبات مؤهلًا كل من تلقى لقاح "جونسون آند جونسون"، وحصل على جرعة معززة أولى، الحصول على جرعة معززة ثانية أيضًا.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب التحليل المحدّث لمراكز مكافحة الأمراض، الذي يُظهر أنّ المتحور الفرعي BA.2 السريع الانتشار للغاية، أصبح السلالة السائدة في الولايات المتحدة.
الآن، بعدما أصبح في إمكان المزيد من الأشخاص تلقي جرعة لقاح إضافية، فهل يجب عليهم الحصول عليها؟ ما هي العوامل التي يفترض أن يأخذونها بالاعتبار؟ وهل هناك أي جانب سلبي للحصول على مزيد من الجرعات؟ وهل يجب انتظار حدث مهم مثل السفر الدولي، أو المشاركة بحفل زفاف كبير للحصول على هذه الجرعة المعززة؟
تجيب الدكتورة ليانا وين، المحللة الطبية لدى CNN على هذه الأسئلة.
CNN: من هو المؤهل الآن للحصول على جرعة معزّزة إضافية؟
الدكتورة ليانا وين: قبل إعلان إدارة الغذاء والدواء والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها هذا الأسبوع، كان الأشخاص الذين يعانون من نقص مناعي معتدل أو شديد مؤهلين للحصول على جرعة معززة إضافية، أما الآن، فباتت المجموعة المؤهلة للحصول على جرعة معززة إضافية أكبر، ويتفرّع منها مجموعتان:
الأولى تشمل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وسبق وتلقوا ثلاث جرعات من لقاحي "فايزر" أو "مودرنا"، ومرّ أربعة أشهر على آخر جرعة لقاح في الحد الأدنى، في وسعهم الحصول على جرعة معززة ثانية بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال، من "فايزر" أو "مودرنا".
والثانية، أصبح في إمكان جميع البالغين مهما كانت سنّهم، الذين تلقوا جرعة لقاح "جونسون آند جونسون" ثم جرعة معززة قبل أربعة أشهر في الحد الأدنى، تلقي جرعة معززة ثانية من إحدى لقاحي الحمض النووي الريبي المرسال، "فايزر" أو "مودرنا".
CNN: الآن بعدما بات متاحًا لمزيد من الأشخاص الحصول على جرعة معززة ثانية، هل عليهم الإقدام على ذلك؟
الدكتورة ليانا وين: أولًا، أود التأكيد على أهمية الحصول على أول جرعة معززة.
وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، فإن حوالي نصف الأمريكيين مؤهلون للحصول على الجرعة المعززة الأولى التي لم يتلقوها بعد، والمعدل المفاجئ هو 1 من كل 3 أشخاص بلغوا 65 عامًا وما فوق.
وهناك بيانات وافرة توضح مدى أهمية الجرعة المعززة الأولية، خصوصًا ضد المتحورات الفرعية من "أوميكرون"، ضمنًا سلالة BA.2 السائدة الآن.
في الوقت الذي كان فيه BA.1 المتحور الرئيسي، انخفضت فعالية جرعتَي اللقاح ضد الأمراض الشديدة إلى نسبة 79%، وفقًا لدراسة أجرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
بينما ظلت فعالية الجرعات الثلاث مرتفعة لدى نسبة 94%.
وتُعد البيانات الخاصة بالجرعة المعززة الثانية أقل وضوحًا، إذ يأتي الكثير من الأبحاث من إسرائيل، حيث كانت الجرعات الرابعة متاحة على نطاق واسع منذ نهاية يناير/ كانون الثاني.
ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت على البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا أن من حصلوا على جرعة رابعة من اللقاح تراجع خطر الوفاة لديهم بنسبة 78% خلال موجة أوميكرون، مقارنة مع أولئك الذين تلقوا جرعة ثالثة قبل أربعة أشهر في الحد الأدنى.
ورغم ذلك، كان عدد الوفيات منخفضًا في كلتي المجموعتين.
ووجدت دراسة إسرائيلية أخرى، نُشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية، أنه الجرعة الرابعة زادت الأجسام المضادة، لكنها لم تعزز الحماية من الإصابة كثيرًا، ومن أصيبوا بالعدوى كانت أعراضهم خفيفة إن تلقوا ثلاث أو أربع جرعات.
وما يزيد الأمر تعقيدًا أنه من غير الواضح إلى متى ستستمر الحماية المعزّزة من الجرعة الرابعة.
ولا يمكن أن تكون هذه توصية شاملة للجميع، بل يجب أن تتوفر إرشادات دقيقة مصمّمة خصيصًا للظروف الطبية الفردية لكل شخص.
CNN: ما العوامل التي على الناس أخذها بالاعتبار عند اتخاذ قرار الحصول على الجرعة المعززة الثانية؟
الدكتورة ليانا وين: أولًا، ضع في اعتبارك عوامل الخطر الطبية الخاصة بك، وإذا كنت مسنًا وتعاني من حالات طبية متعددة، فمن المرجح أن تصاب بمرض شديد بسبب كوفيد-19.
بالتأكيد، إذا كنت تعاني من ضعف المناعة بشكل معتدل أو شديد، فيجب أن يقلب ذلك الميزان لصالح الحصول على جرعة معززة إضافية الآن.
من ناحية أخرى، إذا كنت تتمتع بصحة جيدة بشكل عام، فأنت لا تزال محميًا من المرض الشديد بسبب الحماية من اللقاح والجرعة الأولى المعززة. لذا ليس ضروريًا الحصول على الجرعة المعززة الثانية، وربما هناك أيضًا فائدة من الانتظار.
CNN: هل تبيّن أنّ هناك تداعيات سلبية بعد الحصول على الجرعة الرابعة؟
الدكتورة ليانا وين: لم تحدد تحليلات البيانات الإسرائيلية المكثفة وجود مخاوف جديدة تتعلق بالسلامة من الجرعة الرابعة.
ونظريًا، هناك قلق من أنه إذا حصل شخص ما على معززات على نحو مستمر، فقد لا ينشط جهاز المناعة لديه في حال تعرض لعدوى "كوفيد-19"، لكن هذا لم يتم التثبت منه.
وسيكون الجانب السلبي الرئيسي هو مسألة التوقيت. فهل يعتبر الوقت حاليًا الأفضل لتلقي الجرعة الرابعة، أم أنه يفضل التأجيل؟ وسيعتمد ذلك على عوامل الخطر الطبية لكل شخص بالإضافة إلى تحمله للمخاطر، وعلى وجه التحديد مدى أهمية الاستمرار في تجنب فيروس كورونا بالنسبة إليهم.
CNN: قد يرغب بعض الأشخاص بالانتظار إلى حين المشاركة بحدث كبير مثل السفر دوليًا أو المشاركة بحفل زفاف كبير للحصول على جرعة إضافية. هل يعتبر ذلك خطة جيدة؟
الدكتورة ليانا وين: ليس بالضرورة. فإذا لم تحصل على الجرعة المعززة الأولى بعد، يتوجب عليك تلقيها الآن لأنها مهمة للحفاظ على حماية قوية ضد الأمراض الشديدة.
وتذكّر أن هناك أدوات أخرى في متناول أيدينا للتمتع بحماية أفضل خلال الأحداث الكبرى، وإذا كنت تريد أن تكون أكثر حذرًا، فإن طلب فحص كوفيد-19 وتلقي اللقاحات من جميع الضيوف قبل التجمّع داخل قاعة مغلقة سيقلّل المخاطر بشكل كبير.
كما يجب أن تعرف أين يمكنك الوصول إلى العلاج في حال الإصابة، ودعنا لا ننسى الكمامات، فكمامة عالية الجودة مثل N95 أو ما يعادلها تحميك حتى لو من يحوطون بك يرتدون الكمامة.
وتعد الجرعات المعززة إحدى الأدوات المهمة التي يمكن أن تستكمل الأدوات الأخرى لمساعدتنا على تقليل المخاطر الفردية.